اَلْفَاتِحَةْ ..........
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
فَيَا أَيُّهَا الرَّاجُوْنَ مِنْهُ شَفَاعَةً صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا أَيُّهَا الْمُشْتَاقُوْنَ إِلى رُؤْيَا جَمَالِهْ صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا مَنْ يَخْطُبُ وِصَالَه يَقَظَةً وَمَنَامًا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ وَعَلى آلِهْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ زَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَتْقَى الْأَتْقِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَصْفَى الْأَصْفِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَزْكَى اْلأَزْكِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ دَامَ بِلَا انْقِضَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَحْمَدْ يَا حَبِيْبِيْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ طه يَا طَبِيْبِيْ اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُشَفَّعِ فِي الْقِيَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُظَلَّلِ بِالْغَمَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُتَوَّج بِالْكَرَامَةْ
يا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد أَشْرَف بَدْرٍ فِي الْكَوْنِ اَشْرَقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد أَكْرَمِ دَاعٍ يَدْعُوْ اِلَى الْحَـقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد اَلْمُصْطَفَى الصادِقِ الْمُصَدَّقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمّدَ اَحْلَى الْوَرى مَنْطقًا وَاَصْدَقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد اَفْضلِ مَـنْ بِالتُّقـى تَحَقَّـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد مَنْ بِالسخَا وَ الْوَفَـا تَخَلَّـقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَاجْمَعْ مِنَ الشمْلِ مَا تَفَـرَّقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ اصلِحْ وَسَهِلْ مَا قَدْ تَعَـوَّقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ افْتَحْ مِنَ الْخَيْرِ كُلَّ مُغْلَـقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهْ وَمَـنْ بِالنَّبِـيّ تَعَلَّـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وآلِهْ وَمَنْ لِلْحَبِيْـِب يَعْشَـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَمَـنْ بِحَبْـلِ النَّبِـيّ تَوَثَّـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد يَا رَبّ صـلّ علَيْـهِ وَسلّّـمْ
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
اَلْحَمْدُ لِلّهِ الْقَوِيِّ سُلْطَانُهْ * اَلْوَاضِحِ بُرْهَانُهْ * اَلْمَبْسُوْطِ فِي الْوُجُوْدِ كَرَمُه وَإِحْسَانُهْ * تَعَالى مَجْدُه وَعَظُمَ شَانُهْ * خَلَقَ الْخَلْقَ لِحِكْمَهْ * وَطَوى عَلَيْهَا عِلْمَهْ * وَبَسَطَ لَهُمْ مِنْ فَائِضِ الْمِنَّةِ مَا جَرَتْ بِه فِي أَقْدَارِهِ الْقِسْمَةْ * فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَشْرَفَ خَلْقِه وَأَجَلَّ عَبِيْدِه رَحْمَةْ * تَعَلَّقَتْ إِرَادَتُهُ الْأَزَلِيَّةُ بِخَلْقِ هذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوبْ *فَانْتَشَرَتْ أثَارُ شَرَفِه فِي عَوَالِمِ الشَّهَادَةِ وَالْغُيُوبْ * فَمَا اَجَلَّ هذَا الْمَنَّ الَّذِيْ تَكَرَّمَ بِهِ الْمَنَّانْ * وَمَا اَعْظَمَ هذَا الْفَضْلَ الَّذِيْ بَرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْإِحْسَانْ * صُوْرَةً كَامِلَةً ظَهَرَتْ فِي هَيْكَلٍ مَحْمُودْ * فَتَعَطَّرَتْ بِوُجُوْدِهَا اَ كْنَافُ الْوُجُودْ * وَطَرَّزَتْ بُرْدَ الْعَوَالِمِ بِطِرَازِ التَّكْرِيمْ ¤
================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
تَجَلَّى الْحَقُّ فِي عَالَمِ قُدْسِهِ الْوَاسِعْ * تَجَلِّيًا قَضَى بِانْتِشَارِ فَضْلِه فِي الْقَرِيْبِ وَالشَّاسِعْ * فَلَهُ الْحَمْدُ الَّذِيْ لا تَنْحَصِرُ اَفْرَادُه بِتَعْدَادْ * وَ لا يُمَلُّ تَكْرَارُه بِكَثْرَةِ تَرْدَادْ * حَيْثُ أَبْرَزَ مِنْ عَالَمِ الْإِمْكَانْ * صُوْرَةَ هذَا الْإِنْسَانْ * لِيَتَشَرَّفَ بِوُجُوْدِه ِ الثَّقَلانْ * وَتَنْتَشِرَ اَسْرَارُه فِي الْأَكْوَانْ * فَمَا مِنْ سِرٍّ اتَّصَلَ بِه قَلْبُ مُنِيبْ * اِلا مِنْ سَوَابغ فَضْلِ اللّهِ عَلى هذَا الْحَبِيبْ *
يَا لَقَلْب سُرُوْرُه قَـدْ تَوَالـى = بِحَبِيْب عَـمَّ الأَنَـامَ نَـوَالا
جَلَّ مَنْ شَرَّفَ الْوُجُودَ بِنُوْرٍ = غَمَرَ الْكَوْنَ بَهْجَـةً وَجَمَـالا
قَدْ تَرَقّى فِي الْحُسْنِ اَعْلى مَقَامٍ = وَتَنَاهى فِي مَجْـدِه وَتَعَالـى
لاحَظَتْهُ الْعُيُوْنُ فِيْمَا اجْتَلَتْـهُ = بَشَرًا كَامِلا يُزِيْحُ الضـلالا
وَهْوَ مِنْ فَوْقِ عِلْمِ مَا قَدْرَأَتْـهُ = رِفْعَةً فِي شُؤُوْنِـه وَ كَمَـالا
فَسُبْحَانَ الَّذيْ أَبْرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْاِمْتِنَانْ * مَا يَعْجِزُ عَنْ وَصْفِهِ اللِّسَانْ * وَيَحَارُ فِي تَعَقُّلِ مَعَانِيْهِ الْجَنَانْ * اِنْتَشَرَ مِنْهُ فِي عَالَمِ الْبُطُوْنِ وَالظُّهُورْ * مَا مَلأَ الْوُجُوْدَ الْخَلْقِيَّ نُورْ * فَتَبَارَكَ اللّهُ مِنْ اِلهٍ كَرِيمْ * بَشَّرَتْنَا آيَاتُه فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمْ *بِبشَارَةِ } لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ اَنْفُسكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْه مَا عَنتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بالْمُؤْمنيْنَ رَؤفٌ رَحيْم }
فَمَنْ فَاجَأَتْهُ هذِهِ الْبشَارَةُ وَ تَلَقَّاهَا بِقَلْبٍ سَلِيمْ * فَقَدْ هُدِيَ اِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَاَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلا اللّهُ وَحْدَه لا شَرِيْكَ لَه شَهَادَةً يُعْرِبُ بِهَا اللِّسَانْ * عَمَّا تَضَمَّنَهُ الْجَنَانْ *مِنَ التَّصْدِيْقِ بِهَا وَالْإِذْعَانْ * تَثْبُتُ بِهَا فِي الصُّدُوْرِ مِنَ الْإِيْمَانِ قَوَاعِدُهْ *وَ تَلُوْحُ عَلى اَهْلِ الْيَقِيْنِ مِنْ سِرِّ ذلِكَ الْإِذْعَانِ وَالتَّصْدِيْقِ شَوَاهِدُهْ * وَاَشْهَدُ اَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا الْعَبْدَ الصَّادِقَ فِيْ قَوْلِه وَفِعْلِهْ * وَ الْمُبَلِّغَ عَنِ اللّهِ مَا اَمَرَه بِتَبْلِيْغِه لِخَلْقِه مِنْ فَرْضِه وَنَفْلِهْ * عَبْدٌ اَرْسَلَهُ اللّهُ لِلْعَالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا * فَبَلَّغَ الرِّسَالَةْ * وَ اَدَّى الْأَمَانَةْ * وَهَدَى اللّهُ بِه مِنَ الْأُمَّةِ بَشَرًا كَثِيْرًا * فَكَانَ فِي ظُلْمَة ِ الْجَهْلِ لِلْمُسْتَبْصِرِيْنَ سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيْرًا * فَمَا اَعْظَمَهَا مِنْ مِنَّةٍ تَكَرَّمَ اللّهُ بِهَا عَلَى الْبَشَرْ * وَ مَا اَوْسَعَهَا مِنْ نِعْمَةٍ اِنْتَشَرَ سِرُّهَا فِي الْبَحْرِ وَ الْبَرْ * اَللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ بِاَجَلِّ الصَّلَوَاتِ وَاَجْمَعِهَا وَ اَزْكَى التَّحِيَّاتِ وَ اَوْسَعِهَا * عَلى هذَا الْعَبْدِ الَّذِيْ وَفّى بِحَقِّ الْعُبُوْدِيَّةْ * وَ بَرَزَ فِيْهَا فِيْ خِلْعَةِ الْكَمَالْ * وَ قَامَ بِحَقِّ الرُّبُوْبِيَّةِ فِي مَوَاطِنِ الْخِدْمَة ِ لِلّهِ وَ اَقْبَلَ عَلَيْهِ غَايَةَ الْإِقْبَالْ * صَلاةً يَتَّصِلُ بِهَا رُوْحُ الْمُصَلِّيْ عَلَيْهِ بِهْ * فَيَنْبَسِطُ فِيْ قَلْبِه نُوْرُ سِرِّ تَعَلُّقِه بِه وَحُبِّهْ * وَ يُكْتَبُ بِهَا بِعِنَايَةِ اللّهِ فِيْ حِزْبِهْ * وَعَلى الِه وَصَحْبِهِ الَّذيْنَ ارْتَقَوْا صَهْوَةَ الْمَجْدِ بِقُرْبِهْ * وَتَفَيَّأُوْا ظِلالَ الشَّرَفِ الْأَصْلِيّ بِوُدِّه وَحُبِّهْ * مَا عَطَّرَ الْأَكْوَانَ بِنَشْرِ ذِكْرَاهُمْ نَسِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
(اَمَّا بَعْدُ) فَلَمَّا تَعَلَّقَت إِرَادَةُ اللّهِ فِيْ الْعِلْم الْقَدِيمْ * بِظُهُوْرِ اَسْرَارِ التَّخْصِيْصِ لِلْبَشَرِ الْكَرِيمْ * بِالتَّقْدِيْم وَالتَّكْرِيمْ * نَفَذَتِ الْقُدْرَةُ الْبَاهِرَةْ * بِالنِّعْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَ الْمِنَّةِ الْغَامِرَةْ * فَانْفَلَقَتْ بَيْضَةُ التَّصْوِيرْ *فِي الْعَالَمِ الْمُطْلَقِ الْكَبِيرْ * عَنْ جَمَالٍ مَشْهُوْدٍ بِالْعَينْ * حَاوٍ لِوَصْفِ الْكَمَالِ الْمُطْلَقِ وَالْحُسْنِ التَّامِّ وَ الزَّينْ * فَتَنَقَّلَ ذلِكَ الْجَمَالُ الْمَيْمُونْ * فِي الْأَصْلابِ الْكَرِيْمَةِ وَالْبُطُونْ * فَمَا مِنْ صُلْبٍ ضَمَّهْ * اِلا وَ تَمَّتْ عَلَيْهِ مِنَ اللّهِ النّعْمَةْ * فَهُوَ الْقَمَرُ التَّامُّ الَّذِيْ يَتَنَقَّلُ فِي بُرُوْجِهْ * لِيَتَشَرَّفَ بِه مَوْطِنُ اسْتِقْرَارِه وَمَوْضِعُ خُرُوْجِهْ * وَقَدْ قَضَتِ الْأَقْدَارُ الْأَزَلِيَّةُ بِمَا قَضَتْ وَ اَظْهَرَتْ مِنْ سِرِّ هذَا النُّوْرِ مَا اَظْهَرَتْ * وَخَصَّصَتْ بِه مَنْ خَصَّصَتْ * فَكَانَ مُسْتَقَرُّه فِي الْأَصْلابِ الْفَاخِرَةْ * وَالْأَرْحَامِ الشَّرِيْفَةِ الطَّاهِرَةْ * حَتّى بَرَزَ فِيْ عَاَلمِ الشَّهَادَة ِ بَشَرًا لا كَالْبَشَرْ * وَ نُوْرًا حَيَّرَ الْأَفْكَارَ ظُهُوْرُه وَ بَهَرْ * فَتَعَلَّقَتْ هِمَّةُ الرَّاقِمِ لِهذِهِ الْحُرُوفْ * بِأَنْ يَرْقُمَ فِيْ هذَا الْقِرْطَاس مَا هُوَ لَدَيْهِ مِنْ عَجَائِبِ ذلِكَ النُّوْرِ مَعْرُوفْ * وَ إِنْ كَانَتِ الْأَلْسُنُ لا تَفِيْ بِعُشْرِ مِعْشَارِ اَوْصَافِ ذلِكَ الْمَوْصُوفْ * تَشْوِيْقًا لِلسَّامِعِينْ* مِنْ خَوَاصِّ الْمُؤْمِنِينْ * وَ تَرْوِيْحًا لِلْمُتَعَلّقِيْنَ بِهذَا النُّوْرِ الْمُبِينْ * وَ إِلا فَانّى تُعْرِبُ الْأَقْلامْ *عَنْ شُؤنِ خَيْرِ الْأَنَامْ * وَلكِنْ هَزَّنِيْ اِلى تَدْوِيْنِ مَا حَفِظْتُه مِنْ سِيَرِ اَشْرَفِ الْمَخْلُوْقِينْ * وَ مَا اَ كْرَمَهُ اللّهُ بِه فِيْ مَوْلِدِه مِنَ الْفَضْلِ الَّذِيْ عَمَّ الْعَالَمِينْ * وَ بَقِيَتْ رَايَتُه فِيْ الْكَوْنِ مَنْشُوْرَةً عَلى مَرِّ الْأَيَّامِ وَالشُّهُوْرِ وَالسِّنِينْ * دَاعِي التَّعَلُّقِ بِهذِهِ الْحَضْرَةِ الْكَرِيْمَةْ *وَلاعِجُ التَّشَوُّقِ اِلى سَمَاع اَوْصَافِهَا الْعَظِيْمَةْ * وَ لَعَلَّ اللّهَ يَنْفَعُ بِه الْمُتَكَلِّمَ وَالسَّامِعْ * فَيَدْخُلانِ فِيْ شَفَاعَةِ هذَا النَّبِيّ الشَّافِعْ * وَ يَتَرَوَّحَانِ بِرَوْحِ ذلِكَ النَّعِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَقَدْ آنَ لِلْقَلَمِ اَنْ يَخُطَّ مَا حَرَّكَتْهُ فِيْهِ الْأَنَامِلْ * مِمَّا اسْتَفَادَهُ الْفَهْمُ مِنْ صِفَاتِ هذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْكَامِلْ * وَ شَمَائِلِهِ الَّتِيْ هِيَ اَحْسَنُ الشَّمَائِلْ * وَهُنَا حَسُنَ اَنْ نُثْبِتَ مَا بَلَغَ اِلَيْنَا فِيْ شَأْنِ هذَا الْحَبِيْبِ مِنْ اَخْبَارٍ وَ أثَارْ *لِيَتَشَرَّفَ بِكِتَابَتِهِ الْقَلَمُ وَالْقِرْطَاسُ وَ تَتَنَزَّهَ فِيْ حَدَائِقِهِ الْأَسْمَاعُ وَ الْأَبْصَارْ * وَقَدْ بَلَغَنَا فِيْ الْأَحَادِيْثِ الْمَشْهُوْرَة * أَنَّ اَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللّهُ هُوَ النُّوْرُ الْمُوْدَعُ فِيْ هذِهِ الصُّوْرَةْ * فَنُوْرُ هذَا الْحَبِيْبِ اَوَّلُ مَخْلُوْقٍ بَرَزَ فِي الْعَالَمْ * وَ مِنْهُ تَفَرَّعَ الْوُجُوْدُ خَلْقًا بَعْدَ خَلْقٍ فِيْمَا حَدَثَ وَ مَا تَقَادَمْ * وَقَدْ اَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدِه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الأَنْصارِيِّ رَضيَ اللّهُ عَنْهُمَا قَالَ : { قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللّهِ بِأَبِيْ وَ اُمّيْ اَخْبِرْنِيْ عَنْ اَوَّلِ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللّهُ قَبْلَ الأَشْيَاءْ * قَالَ : يَا جَابِرُ إِنَّ اللّهَ خَلَقَ قَبْلَ الأَشْيَاءِ نُوْرَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نُوْرِهْ } * وَقَدْ وَرَدَ مِنْ حَديْثِ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ اَنَّه قَالَ : * { قَالَ :رَسُوْلُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ : كُنْتُ اَوَّلَ النَّبِيِّيْنَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ } * وَقَدْ تَعَدَّدَتِ الرِّوَايَاتُ بِاَنَّه اَوَّلُ الْخَلْقِ وُجُوْدًا وَأَشْرَفُهُمْ مَوْلُوْدًا * وَلَمَّا كَانَتِ السَّعَادَةُ الْأَبَدِيَّةْ * لَهَا مُلاحَظَةٌ خَفِيَّةْ * اِخْتَصَّتْ مَنْ شَاءَتْ مِنَ الْبَرِيَّةْ * بِكَمَالِ الْخُصُوْصِيَّةْ * فَاسْتَوْدَعَتْ هذَا النُّوْرَ الْمُبِينْ * اَصْلابَ وَ بُطُوْنَ مَنْ شَرَّفَتْهُ مِنَ الْعَالَمِينْ * فَتَنَقَّلَ هذَا النُّوْرُ مِنْ صُلْبِ آدَمَ وَنُوْحٍ وَ اِبْرَاهِيمْ * حَتّى اَوْصَلَتْهُ يَدُ الْعِلْمِ الْقَدِيمْ * اِلى مَنْ خَصَّصَتْهُ بِالتَّكْرِيْمِ اَبِيْهِ الْكَرِيمْ *عَبْدِ اللّهِ ابْنِ عَبْدِالْمُطَّلِب ذِي الْقَدْرِ الْعَظِيمْ * وَ اُمُّهُ الَّتِيْ هِيَ فِي الْمَخَاوِفِ آمِنَةْ * اَلسَّيِّدَةِ الْكَرِيْمَةِ آمِنَةْ * فَتَلَقَّاهُ صُلْبُ عَبْدِ اللّهِ فَأَلْقَاهُ اِلى بَطْنِهَا * فَضَمَّتْهُ اَحْشَاؤُهَا بِمَعُوْنَةِ اللّهِ مُحَافَظَةً عَلى حَقِّ هذِهِ الدُّرَّةِ وَ صَوْنِهَا * فَحَمَلَتْهُ بِرِعَايَةِ اللّهِ كَمَا وَرَدَ عَنْهَا حَمْلا خَفِيْفًا لا تَجِدُ لَه ثِقَلا * وَ لاتَشْكُوْا مِنْهُ اَ لَمًا وَلا عِلَلا * حَتّى مَرَّ الشَّهْرُ بَعْدَ الشَّهْرِ مِنْ حَمْلِهْ * وَ قَرُبَ وَقْتُ بُرُوْزِه اِلى عَالَمِ الشَّهَادَةِ لِتَنْبَسِطَ عَلى اَهْلِ هذَا الْعَالَمِ فُيُوْضَاتُ فَضْلِهْ * وَتَنْتَشِرَ فِيْهِ آثَارُ مَجْدِهِ الصَّمِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَمُنْذُ عَلِقَتْ بِه هذِهِ الدُّرَّةُ الْمَكْنُوْنَةْ * وَ الْجَوْهَرَةُ الْمَصُوْنَةْ * وَ الْكَوْنُ كُلُّه يُصْبحُ وَ يُمْسِيْ فِيْ سُرُوْرٍ وَ ابْتِهَاجْ * بِقُرْبِ ظُهُوْرِ إِشْرَاقِ هذَا السِّرَاجْ * وَ الْعُيُوْنُ مُتَشَوِّفَةٌ اِلى بُرُوْزِهْ * مُتَشَوِّقَةٌ اِلَى الْتِقَاطِ جَوَاهِرِ كُنُوْزِهْ * وَ كُلُّ دَابَّة ٍ لِقُرَيْشٍ نَطَقَتْ بِفَصِيْح الْعِبَارَةْ * مُعْلِنَةً بِكَمَالِ الْبشَارَةْ * وَمَا مِنْ حَامِلٍ حَمَلَت فِيْ ذلِكَ الْعَامْ* اِلا اَ تَتْ فِيْ حَمْلِهَا بِغُلامْ * مِنْ بَرَكَاتِ وَسَعَادَةِ هذَا الْإِمَامْ * وَلَمْ تَزَلِ الْأَرْضُ وَالسَّمَوَاتْ * مُتَضَمِّخَةً بِعِطْرِ الْفَرَح بِمُلاقَاةِ اَشْرَفِ الْبَرِيَّاتْ * وَ بُرُوْزِه مِنْ عَالَمِ الْخَفَاءِ اِلى عَالَمِ الظُّهُورْ * بَعْدَ تَنَقُّلِه فِي الْبُطُوْنِ وَالظُّهُورْ * فَأَظْهَرَ اللّهُ فِي الْوُجُوْدِ بَهْجَةَ التَّكْرِيمْ * وَ بَسَطَ فِي الْعَالَمِ الْكَبِيْرِ مَائِدَةَ التَّشْرِيْفِ وَالتَّعْظِيمْ * بِبُرُوْزِ هذَا الْبَشَرِ الْكَرِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
فَحِيْنَ قَرُبَ اَوَانُ وَضْعُ هذَا الْحَبِيبْ * أَعْلَنَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرَضُوْنَ وَمَنْ فِيْهِنَّ بِالتَّرْحِيبْ * وَاَمْطَارُ الْجُوْدِ الْإِلهيّ عَلى اَهْلِ الْوُجُوْدِ تَثِجْ * وَأَلْسِنَةُ الْمَلائِكَةِ بِالتَّبْشِيْرِ لِلْعَالَمِيْنَ تَعِجْ * وَالْقُدْرَةُ كَشَفَتْ قِنَاعَ هذَا الْمَسْتُورْ * لِيَبْرُزَ نُوْرُه كَامِلا فِيْ عَالَمِ الظُّهُورْ * نُوْرًا فَاقَ كُلَّ نُورْ * وَ اَنْفَذَ الْحَقُّ حُكْمَهْ * عَلى مَنْ اَتَمَّ اللّهُ عَلَيْهِ النّعْمَةْ * مِنْ خَوَاصِّ الأُمَّةْ * أَنْ يَحْضُرَ عِنْدَ وَضْعِه اُمَّةْ * تَأْنِيْسًا لِجَنَابِهَا الْمَسْعُودْ * وَ مُشَارَكَةً لَهَا فِيْ هذَا السِّمَاطِ الْمَمْدُودْ * فَحَضَرَتْ بِتَوْفِيْقِ اللّهِ السَّيّدَةُ مَرْيَمُ وَالسَّيِّدَةُ آسِيَةْ * وَ مَعَهُمَا مِنَ الْحُوْرِ الْعِيْنِ مَنْ قَسَمَ اللّهُ لَه مِنَ الشَّرَفِ بِالْقِسْمَةِ الْوَافِيَةْ * فَأَتَى الْوَقْتُ الَّذِيْ رَتَّبَ اللّهُ عَلى حُضُوْرِه وُجُوْدَ هذَا الْمَوْلُودْ * فَانْفَلَقَ صُبْحُ الْكَمَالِ مِنَ النُّوْرِ عَنْ عَمُودْ *وَ بَرَزَ الْحَامِدُ الْمَحْمُودْ * مُذْعِنًا لِلّهِ بِالتَّعْظِيْمِ وَالسُّجُودْ *
أَشْرَقَ الْكَوْنُ ابْتِهَاجًـا بِوُجُوْدِ الْمُصْطَفَى احْمَدْ
وَ لأَهْلِ الْكَوْنِ أُنْـسٌ وَ سُرُوْرٌ قَـدْ تَجَـدَّدْ
فَاطْرَبُوْا يَا أهْلَ الْمَثَانِيْ فَهَزَارُ الْيمْـنِ غَرَّدْ
وَ اسْتَضيْئوا بِجَمَـالٍ فَاقَ فِي الْحُسْنِ تَفَـَّردْ وَلَنَا الْبُشْـرى بِسَعْـدٍ مُسْتَمِرٍٍ لَيْـس يَنْفَدْ
حَيْثُ أُوتِيْنَـا عَطَـاءً جَمَعَ الْفَخْـرَ الْمُؤَبدْ
فَلِرَبي كُـلُّ حَـمْـدٍ جَلَّ اَنْ يَحْصُرَ هُ الْعَـدْ
إِذْ حَبَانَا بوُجُوْدِ الْمُ صطَفى الْهَادِي مُحَمَّدْ
يَا رَسُـوْلَ اللهِ أَهْـلاً بِكَ إِنَّا بِكَ نُسْعَـدْ
وَ بِجَاهِـهْ يَا إِلهِـي جُدْ وَ بَلّغْ كُلَّ مَقْصَـدْ
وَ اهْدِنَا نَهْجَ سَبِيْلِـهْ كَيْ بِه نُسْعَدْ وَ نُرْشَـدْ
رَب بَلّغْنَا بِجَـاهِـهْ فِيْ جِوَارِهْ خَيْر مَقْعَـدْ
وَصَـلاَةُ اللهِ تَغْشـى أَشْرَفَ الرُّسْلِ مُحَمَّـدْ
وَ سَلاَمٌ مُسْتَـمِـرٌّ كُـلَّ حِيْنٍ يَتَـجَـدَّدْ
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَلَقَدِ اتَّصَفَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَحَاسِنِ الْأَخْلاقْ * بِمَا تَضِيْقُ عَنْ كِتَابَتِه بُطُوْنُ الْأَوْرَاقْ * كَانَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَ خَلْقًا * وَ اَوَّلَهُمْ اِلى مَكَارِمِ الْأَخْلاقِ سَبْقًا * وَ اَوْسَعَهُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ حِلْمًا وَرِفْقًا * بَرًّا رَؤفًــــا * لا يَقُوْلُ وَ لا يَفْعَلُ اِلا مَعْرُوْفًا * لَهُ الْخُلُقُ السَّهْلْ * وَاللَّفْظُ الْمُحْتَوِيْ عَلَى الْمَعْنَى الْجَزْلْ * إِذَا دَعَاهُ الْمِسْكِيْنُ اَجَابَه اِجَابَةً مُعَجَّلَةْ * وَ هُوَ الْأَبُ الشَّفِيْقُ الرَّحِيْمُ لِلْيَتِيْمِ وَ الْأَرْمَلَةْ * وَلَه مَعَ سُهُوْلَةِ اَخْلاقِهِ الْهَيْبَةُ الْقَوِيَّةْ * اَلَّتِيْ تَرْتَعِدُ مِنْهَا فَرَائِصُ الْأَقْوِيَاءِ مِنَ الْبَرِيَّةْ * وَ مِنْ نَشْرِ طِيْبِه تَعَطَّرَتِ الطُّرُقُ وَ الْمَنَازِلْ * وَ بِعَرْفِ ذِكْرِه تَطَيَّبَتِ الْمَجَالِسُ وَ الْمَحَافِلْ * فَهُوَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَامِعُ الصِّفَاتِ الْكَمَالِيَّةْ * وَ الْمُنْفَرِدُ فِيْ خَلْقِه وَخُلُقِه بِأَشْرَفِ خُصُوْصِيَّةْ * فَمَا مِنْ خُلُقٍ فِي الْبَرِيَّةِ مَحْمُودْ * اِلا وَهُوَ مُتَلَقًّى عَنْ زَيْنِ الْوُجُودْ *
اَجْمَلْتُ فِيْ وَصْفِ الْحَبِيْبِ وَشَأْنِه = وَلَهُ الْعُلا فِيْ مَجْـدِه وَمَكَانِـه
اَوْصَافُ عِزٍّ قَدْ تَعَالى مَجْدُهَـا = اَخَذَتْ عَلى نَجْمِ السُّهَـا بِعِنَانِـه
وَقَدِ انْبَسَطَ الْقَلَمُ فِيْ تَدْوِيْنِ مَا اَفَادَهُ الْعِلْمُ مِنْ وَقَائع مَوْلِدِ النَّبِيّ الْكَرِيمْ * وَ حِكَايَةِ مَا اَكْرَمَ اللّهُ بِه هذَا الْعَبْدَ الْمُقَرَّبَ مِنَ التَّكْرِيْمِ وَالتَّعْظِيْمِ وَالْخُلُقِ الْعَظِيمْ * فَحَسُنَ مِنِّيْ اَنْ اُمْسِكَ اَعِنَّةَ الْأَقْلامْ * فِيْ هذَا الْمَقَامِ * وَ اَ قْرَأَ السَّلامْ * عَلى سَيِّدِ الْأَنَامْ *
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ
وَبِذلِكَ يَحْسُنُ الْخَتْمُ كَمَا يَحْسُنُ التَّقْدِيمْ* فَعَلَيْهِ اَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
اَلدُّعَاءْ
وَلَمَّا نَظَمَ الْفِكْرُ مِنْ دَرَارِيّ الْأَوْصَافِ الْمُحَمَّدِيَّةِ عُقُوْدًا ¤ تَوَجَّهْتُ إِلَي اللّهِ مُتَوَسِّلا بِسَيِّدِيْ وَحَبِيْبِيْ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ سَعْيِيْ فِيْه ِ مَشْكُوْرًا وَفِعْلِيْ فِيْهِ مَحْمُوْدًا ¤ وَأَنْ يَكْتُبَ عَمَلِيْ فِي الْأَعْمَالِ الْمَقْبُوْلَةْ ¤ وَتَوَجُّهِيْ فِي التَّوَجُّهَاتِ الْخَالِصَةِ وَالصِّلاتِ الْمَوْصُوْلَةْ ¤ اَللّهُمَّ يَا مَنْ إِلَيْه ِ تَتَوَجَّهُ الْآمَالُ فَتَعُوْدُ ظَافِرَةْ ¤ وَعَلي بَابِ عِزَّتِه تُحَطُّ الرِّحَالُ فَتَغْشَاهَا مِنْهُ الْفُيُوْضَاتُ الْغَامِرَةْ ¤ نَتَوَجَّهُ إِلَيكْ ¤ بِأَشْرَفِ الْوَسَائِلِ لَدَيكْ ¤ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينْ ¤ عَبْدِكَ الصَّادِقِ الْأَمِينْ ¤ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ اَلَّذِيْ عَمَّتْ رِسَالَتَهُ الْعَالَمِينْ ¤ أَنْ تُصَلِّيَ وَتُسَلّمَ عَلى تِلْكَ الذَّاتِ الْكَامِلَةْ ¤ مُسْتَوْدَعِ أَمَانَتِكْ ¤ وَحَفِيْظِ سِرِّكْ ¤ وَحَامِلِ رَايَةِ دَعْوَتِكَ الشَّامِلَةْ ¤ اَلْأَبِ الْأَكْبَرْ ¤ اَلْمَحْبُوْبِ لَكَ وَالْمُخَصَّصِ بِالشَّرَفِ الْأَفْخَرْ ¤ فِيْ كُلِّ مَوْطِنٍ مِنْ مَوَاطِنِ الْقُرْبِ وَمَظْهَرْ ¤ قَاسِمِ إِمْدَادِكَ فِيْ عِبَادِكْ ¤ وَسَاقِيْ كُؤُوْسِ إِرْشَادِكَ لِأَهْلِ وِدَادِكْ ¤ سَيِّدِ الْكَوْنَينْ ¤ وَأَشْرَفِ الثَّقَلَينْ ¤ اَلْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْخَالِصْ ¤ اَلْمَخْصُوْصِ مِنْكَ بِأَجَلِّ الْخَصَائِصْ ¤ اَللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلي آلِه وَأَصْحَابِهْ ¤ وَأَهْلِ حَضْرَةِ اقْتِرَابِه مِنْ أَحْبَابِهْ ¤ اَللّهُمَّ إِنَّا نُقَدّمُ إِلَيْكَ جَاهَ هذَا النَّبِيّ الْكَرِيمْ ¤ وَنَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِشَرَفِ مَقَامِهِ الْعَظِيمْ ¤ أَنْ تُلاحِظَنَا فِيْ حَرَكَاتِنَا وَسَكَنَاتِنَا بِعَيْنِ عِنَايَتِكْ ¤ وَأَنْ تَحْفَظَنَا فِيْ جَمِيْعِ أَطْوَارِنَا وَتَقَلُّبَاتِنَا بِجَمِيْلِ رِعَايَتِكْ ¤ وَحَصِيْنِ وِقَايَتِكْ ¤ وَأَنْ تُبَلِّغَنَا مِنْ شَرَفِ الْقُرْبِ إِلَيْكَ وَإِلي هذَا الْحَبِيْبِ غَايَةَ آمَالِنَا ¤ وَتَتَقَبَّلَ مِنَّا مَا تَحَرَّكْنَا فِيْهِ مِنْ مِنْ نِيَّاتِنَا وَأَعْمَالِنَا ¤ وَتَجْعَلَنَا فِيْ حَضْرَةِ هذَا الْحَبِيْبِ مِنَ الْحَاضِرِينْ ¤ وَفِيْ طَرَائِقِ اتِّبَاعِه مِنَ السَّالِكِينْ ¤ وَلِحَقِّكَ وَحَقِّه مِنَ الْمُؤَدّينْ ¤ وَلِعَهْدِكَ مِنَ الْحَافِظِينْ ¤ (اَللّهُمَّ) إِنَّ لَنَا أَطْمَاعًا فِيْ رَحْمَتِكَ الْخَاصَّةِ فَلا تُحْرِمْنَا ¤ وَظُنُوْنًا جَمِيْلَةً هِيَ وَسِيْلَتُنَا إِلَيْكَ فَلا تُخَيِّبْنَا ¤ آمَنَّا بِكَ وَبِرَسُوْلِكَ وَمَا جَاءَ بِه مِنَ الدِّينْ ¤ وَتَوَجَّهْنَا بِه إِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِينْ ¤ أَنْ تُقَابِلَ الْمُذْنِبَ مِنَّا بِالْغُفْرَانْ ¤ وَالْمُسِيْئَ بِالإِحْسَانْ ¤ وَالسَّائِلَ بِمَا سَأَلْ ¤ وَالْمُؤَمّلَ بِمَا أَمَّلْ ¤ وَأَنْ تَجْعَلَنَا مِمَّنْ نَصَرَ هذَا الْحَبِيْبَ وَوَازَرَهْ ¤ وَوَالاهْ وَظَاهَرَهْ ¤ وَعُمَّ بِبَركَتِه وَشَرِيْفِ وِجْهَتِه أَوْلادَنَا وَوَالِدِيْنَا ¤ وَأَهْلَ قُطْرِنَا وَوَادِيْنَا ¤ وَجَمِيْعَ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ ¤ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ ¤ فِيْ جَمِيْعِ الْجِهَاتْ ¤ وَاَدِمْ رَايَةَ الدِّيْنِ الْقَوِيْمِ فِيْ جَمِيْعِ الْأَقْطَارِ مَنْشُوْرَةْ ¤ وَمَعَالِمَ الْإِسْلامِ وَالْإِيْمَانِ بِأَهْلِهَا مَعْمُوْرَةْ ¤ مَعْنًي وَصُوْرَةْ ¤ وَاكْشِفِ اللّهُمَّ كُرْبَةَ الْمَكْرُوْبِينْ ¤ وَاقْضِ دَيْنَ الْمَدِيْنِينْ ¤ وَاغْفِرْ لِلْمُذْنِبِينْ ¤ وَتَقَبَّلْ تَوْبَةَ التَّائِبِينْ ¤ وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ عَلي عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَجْمَعِينْ ¤ وَاكْفِ شَرَّ الْمُعْتَدِيْنَ وَالظَّالِمِينْ ¤ وَابْسُطِ الْعَدْلَ بِوُلاةِ الْحَقِّ فِيْ جَميْع النَّوَاحِيْ وَالْأَقْطَارْ ¤ وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيْدٍ مِنْ عِنْدِكَ وَنَصْرٍ عَلَي الْمُعَانِدِيْنَ مِنَ الْمُنَافِقِيْنَ وَالْكُفَّارْ ¤ وَاجْعَلْنَا يَا رَبِّ فِي الْحِصْنِ الْحَصِيْنِ مِنْ جَمِيْعِ الْبَلايَا ¤ وَفِي الْحِرْزِ الْمَكِيْنِ مِنَ الذُّنُوْبِ وَالْخَطَايَا ¤ وَأَدِمْنَا فِي الْعَمَلِ بِطَاعَتِكَ وَالصِّدْقِ فِيْ خِدْمَتِكَ قَائِمِينْ ¤ وَإِذَا تَوَفَّيْتَنَا فَتَوَفَّنَا مُسْلِمِيْنَ مُؤْمِنِينْ ¤ وَاخْتِمْ لَنَا مِنْكَ بِخَيْرٍ أَجْمَعِينْ ¤ وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلى هذَا الْحَبِيْبِ الْمَحْبُوبْ ¤ لِلْأَجْسَامِ وَالْأَرْوَاحِ وَالْقُلُوبْ ¤ وَعَلى آلِه وَصَحْبِه وَمَنْ إِلَيْهِ مَنْسُوبْ ¤ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلّه ِ رَبِّ الْعَالَمِينْ ¤
انتهى
أَمْلي ذلِِكَ سَيّدِيْ الْحَبِيبْ فِيْ ثَلاثَةِ مَجَالِسَ خَفِيْفَةٍ وَذلِكَ فِيْ وَسَطِ شَهْرِ رَبِيْعِ الأَوَّلِ عَامَ ١٣٢٧ هِجْرِيَّةً نَفَع اللهُ بِجَامِعِه قَلْبَ كَاتِبِه وَقَارِيهِ وَسَامِعِه فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ آمِينْ وَصَلَّي اللهُ عَلي سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِه وَسَلَّمَ
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا بِأَنَّنَا اقْتَرَفْنَا
وَأَنَّنَا أَسْرَفْنَا عَلي لَظي أَشْرَفْنَا
فَتب عَلَيْنَا تَوْبَةْ تَغْسِلْ لِكُلّ حَوْبَةْ
وَاسْتُرْ لَنَا الْعَوْرَات وَآمِنِ الرَّوْعَات
وَاغْفِرْ لِوَالِدِيْنَا رَب وَمَوْلُوْدِيْنَا
وَالآلِ وَالإخْوَانِ وَسَائِرِ الْخِلانِ
وَكُلّ ذِيْ مَحَبَّةْ أَوْجيْرَةٍ أَوْ صُحْبَةْ
وَالْمُسْلِمِيْنَ أَجْمَعْ آمِيْنَ رَب اسْمَعْ
فَضْلا وَجُوْدًا مَنًّا لا بِاكْتِسَاب مِنَّا
بِالْمُصْطَفَي الرَّسُوْلِ نُحْظي بِكُلّ سُوْلِ
صَلّي وَسَلَّمْ رَبي عَلَيْهِ عَدَّ الْحَب
وَآلِه وَالصَّحْب عَدَدَ طَشّ السُّحْب
وَالْحَمْدُ لِلإلهِ فِي الْبَدْءِ وَالتَّنَاهِيْ
Pekalongan, 1 Muharram 1432 H / 7 Desember 2010 M
Posted by Jam'iyyah Burdah, Barzanji and Simthudduror PP.Al Amin Kauman Wiradesa Pekalongan Jawa Tengah Indonesia
Senin, 06 Desember 2010
سِمْطُ الدُّرَرْ فِيْ أَخْبَارِ مَوْلِدِ خَيْرِ الْبَشَرْ وَمَا لَه مِنْ أَخْلَاقٍ وَأَوْصَافٍ وَسِيَرْ
اَلْفَاتِحَةْ ..........
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
فَيَا أَيُّهَا الرَّاجُوْنَ مِنْهُ شَفَاعَةً صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا أَيُّهَا الْمُشْتَاقُوْنَ إِلى رُؤْيَا جَمَالِهْ صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا مَنْ يَخْطُبُ وِصَالَه يَقَظَةً وَمَنَامًا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ وَعَلى آلِهْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ زَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَتْقَى الْأَتْقِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَصْفَى الْأَصْفِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَزْكَى اْلأَزْكِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ دَامَ بِلَا انْقِضَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَحْمَدْ يَا حَبِيْبِيْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ طه يَا طَبِيْبِيْ اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُشَفَّعِ فِي الْقِيَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُظَلَّلِ بِالْغَمَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُتَوَّج بِالْكَرَامَةْ
يا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد أَشْرَف بَدْرٍ فِي الْكَوْنِ اَشْرَقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد أَكْرَمِ دَاعٍ يَدْعُوْ اِلَى الْحَـقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد اَلْمُصْطَفَى الصادِقِ الْمُصَدَّقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمّدَ اَحْلَى الْوَرى مَنْطقًا وَاَصْدَقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد اَفْضلِ مَـنْ بِالتُّقـى تَحَقَّـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد مَنْ بِالسخَا وَ الْوَفَـا تَخَلَّـقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَاجْمَعْ مِنَ الشمْلِ مَا تَفَـرَّقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ اصلِحْ وَسَهِلْ مَا قَدْ تَعَـوَّقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ افْتَحْ مِنَ الْخَيْرِ كُلَّ مُغْلَـقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهْ وَمَـنْ بِالنَّبِـيّ تَعَلَّـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وآلِهْ وَمَنْ لِلْحَبِيْـِب يَعْشَـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَمَـنْ بِحَبْـلِ النَّبِـيّ تَوَثَّـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد يَا رَبّ صـلّ علَيْـهِ وَسلّّـمْ
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
اَلْحَمْدُ لِلّهِ الْقَوِيِّ سُلْطَانُهْ * اَلْوَاضِحِ بُرْهَانُهْ * اَلْمَبْسُوْطِ فِي الْوُجُوْدِ كَرَمُه وَإِحْسَانُهْ * تَعَالى مَجْدُه وَعَظُمَ شَانُهْ * خَلَقَ الْخَلْقَ لِحِكْمَهْ * وَطَوى عَلَيْهَا عِلْمَهْ * وَبَسَطَ لَهُمْ مِنْ فَائِضِ الْمِنَّةِ مَا جَرَتْ بِه فِي أَقْدَارِهِ الْقِسْمَةْ * فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَشْرَفَ خَلْقِه وَأَجَلَّ عَبِيْدِه رَحْمَةْ * تَعَلَّقَتْ إِرَادَتُهُ الْأَزَلِيَّةُ بِخَلْقِ هذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوبْ *فَانْتَشَرَتْ أثَارُ شَرَفِه فِي عَوَالِمِ الشَّهَادَةِ وَالْغُيُوبْ * فَمَا اَجَلَّ هذَا الْمَنَّ الَّذِيْ تَكَرَّمَ بِهِ الْمَنَّانْ * وَمَا اَعْظَمَ هذَا الْفَضْلَ الَّذِيْ بَرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْإِحْسَانْ * صُوْرَةً كَامِلَةً ظَهَرَتْ فِي هَيْكَلٍ مَحْمُودْ * فَتَعَطَّرَتْ بِوُجُوْدِهَا اَ كْنَافُ الْوُجُودْ * وَطَرَّزَتْ بُرْدَ الْعَوَالِمِ بِطِرَازِ التَّكْرِيمْ ¤
================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
تَجَلَّى الْحَقُّ فِي عَالَمِ قُدْسِهِ الْوَاسِعْ * تَجَلِّيًا قَضَى بِانْتِشَارِ فَضْلِه فِي الْقَرِيْبِ وَالشَّاسِعْ * فَلَهُ الْحَمْدُ الَّذِيْ لا تَنْحَصِرُ اَفْرَادُه بِتَعْدَادْ * وَ لا يُمَلُّ تَكْرَارُه بِكَثْرَةِ تَرْدَادْ * حَيْثُ أَبْرَزَ مِنْ عَالَمِ الْإِمْكَانْ * صُوْرَةَ هذَا الْإِنْسَانْ * لِيَتَشَرَّفَ بِوُجُوْدِه ِ الثَّقَلانْ * وَتَنْتَشِرَ اَسْرَارُه فِي الْأَكْوَانْ * فَمَا مِنْ سِرٍّ اتَّصَلَ بِه قَلْبُ مُنِيبْ * اِلا مِنْ سَوَابغ فَضْلِ اللّهِ عَلى هذَا الْحَبِيبْ *
يَا لَقَلْب سُرُوْرُه قَـدْ تَوَالـى = بِحَبِيْب عَـمَّ الأَنَـامَ نَـوَالا
جَلَّ مَنْ شَرَّفَ الْوُجُودَ بِنُوْرٍ = غَمَرَ الْكَوْنَ بَهْجَـةً وَجَمَـالا
قَدْ تَرَقّى فِي الْحُسْنِ اَعْلى مَقَامٍ = وَتَنَاهى فِي مَجْـدِه وَتَعَالـى
لاحَظَتْهُ الْعُيُوْنُ فِيْمَا اجْتَلَتْـهُ = بَشَرًا كَامِلا يُزِيْحُ الضـلالا
وَهْوَ مِنْ فَوْقِ عِلْمِ مَا قَدْرَأَتْـهُ = رِفْعَةً فِي شُؤُوْنِـه وَ كَمَـالا
فَسُبْحَانَ الَّذيْ أَبْرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْاِمْتِنَانْ * مَا يَعْجِزُ عَنْ وَصْفِهِ اللِّسَانْ * وَيَحَارُ فِي تَعَقُّلِ مَعَانِيْهِ الْجَنَانْ * اِنْتَشَرَ مِنْهُ فِي عَالَمِ الْبُطُوْنِ وَالظُّهُورْ * مَا مَلأَ الْوُجُوْدَ الْخَلْقِيَّ نُورْ * فَتَبَارَكَ اللّهُ مِنْ اِلهٍ كَرِيمْ * بَشَّرَتْنَا آيَاتُه فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمْ *بِبشَارَةِ } لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ اَنْفُسكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْه مَا عَنتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بالْمُؤْمنيْنَ رَؤفٌ رَحيْم }
فَمَنْ فَاجَأَتْهُ هذِهِ الْبشَارَةُ وَ تَلَقَّاهَا بِقَلْبٍ سَلِيمْ * فَقَدْ هُدِيَ اِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَاَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلا اللّهُ وَحْدَه لا شَرِيْكَ لَه شَهَادَةً يُعْرِبُ بِهَا اللِّسَانْ * عَمَّا تَضَمَّنَهُ الْجَنَانْ *مِنَ التَّصْدِيْقِ بِهَا وَالْإِذْعَانْ * تَثْبُتُ بِهَا فِي الصُّدُوْرِ مِنَ الْإِيْمَانِ قَوَاعِدُهْ *وَ تَلُوْحُ عَلى اَهْلِ الْيَقِيْنِ مِنْ سِرِّ ذلِكَ الْإِذْعَانِ وَالتَّصْدِيْقِ شَوَاهِدُهْ * وَاَشْهَدُ اَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا الْعَبْدَ الصَّادِقَ فِيْ قَوْلِه وَفِعْلِهْ * وَ الْمُبَلِّغَ عَنِ اللّهِ مَا اَمَرَه بِتَبْلِيْغِه لِخَلْقِه مِنْ فَرْضِه وَنَفْلِهْ * عَبْدٌ اَرْسَلَهُ اللّهُ لِلْعَالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا * فَبَلَّغَ الرِّسَالَةْ * وَ اَدَّى الْأَمَانَةْ * وَهَدَى اللّهُ بِه مِنَ الْأُمَّةِ بَشَرًا كَثِيْرًا * فَكَانَ فِي ظُلْمَة ِ الْجَهْلِ لِلْمُسْتَبْصِرِيْنَ سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيْرًا * فَمَا اَعْظَمَهَا مِنْ مِنَّةٍ تَكَرَّمَ اللّهُ بِهَا عَلَى الْبَشَرْ * وَ مَا اَوْسَعَهَا مِنْ نِعْمَةٍ اِنْتَشَرَ سِرُّهَا فِي الْبَحْرِ وَ الْبَرْ * اَللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ بِاَجَلِّ الصَّلَوَاتِ وَاَجْمَعِهَا وَ اَزْكَى التَّحِيَّاتِ وَ اَوْسَعِهَا * عَلى هذَا الْعَبْدِ الَّذِيْ وَفّى بِحَقِّ الْعُبُوْدِيَّةْ * وَ بَرَزَ فِيْهَا فِيْ خِلْعَةِ الْكَمَالْ * وَ قَامَ بِحَقِّ الرُّبُوْبِيَّةِ فِي مَوَاطِنِ الْخِدْمَة ِ لِلّهِ وَ اَقْبَلَ عَلَيْهِ غَايَةَ الْإِقْبَالْ * صَلاةً يَتَّصِلُ بِهَا رُوْحُ الْمُصَلِّيْ عَلَيْهِ بِهْ * فَيَنْبَسِطُ فِيْ قَلْبِه نُوْرُ سِرِّ تَعَلُّقِه بِه وَحُبِّهْ * وَ يُكْتَبُ بِهَا بِعِنَايَةِ اللّهِ فِيْ حِزْبِهْ * وَعَلى الِه وَصَحْبِهِ الَّذيْنَ ارْتَقَوْا صَهْوَةَ الْمَجْدِ بِقُرْبِهْ * وَتَفَيَّأُوْا ظِلالَ الشَّرَفِ الْأَصْلِيّ بِوُدِّه وَحُبِّهْ * مَا عَطَّرَ الْأَكْوَانَ بِنَشْرِ ذِكْرَاهُمْ نَسِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
(اَمَّا بَعْدُ) فَلَمَّا تَعَلَّقَت إِرَادَةُ اللّهِ فِيْ الْعِلْم الْقَدِيمْ * بِظُهُوْرِ اَسْرَارِ التَّخْصِيْصِ لِلْبَشَرِ الْكَرِيمْ * بِالتَّقْدِيْم وَالتَّكْرِيمْ * نَفَذَتِ الْقُدْرَةُ الْبَاهِرَةْ * بِالنِّعْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَ الْمِنَّةِ الْغَامِرَةْ * فَانْفَلَقَتْ بَيْضَةُ التَّصْوِيرْ *فِي الْعَالَمِ الْمُطْلَقِ الْكَبِيرْ * عَنْ جَمَالٍ مَشْهُوْدٍ بِالْعَينْ * حَاوٍ لِوَصْفِ الْكَمَالِ الْمُطْلَقِ وَالْحُسْنِ التَّامِّ وَ الزَّينْ * فَتَنَقَّلَ ذلِكَ الْجَمَالُ الْمَيْمُونْ * فِي الْأَصْلابِ الْكَرِيْمَةِ وَالْبُطُونْ * فَمَا مِنْ صُلْبٍ ضَمَّهْ * اِلا وَ تَمَّتْ عَلَيْهِ مِنَ اللّهِ النّعْمَةْ * فَهُوَ الْقَمَرُ التَّامُّ الَّذِيْ يَتَنَقَّلُ فِي بُرُوْجِهْ * لِيَتَشَرَّفَ بِه مَوْطِنُ اسْتِقْرَارِه وَمَوْضِعُ خُرُوْجِهْ * وَقَدْ قَضَتِ الْأَقْدَارُ الْأَزَلِيَّةُ بِمَا قَضَتْ وَ اَظْهَرَتْ مِنْ سِرِّ هذَا النُّوْرِ مَا اَظْهَرَتْ * وَخَصَّصَتْ بِه مَنْ خَصَّصَتْ * فَكَانَ مُسْتَقَرُّه فِي الْأَصْلابِ الْفَاخِرَةْ * وَالْأَرْحَامِ الشَّرِيْفَةِ الطَّاهِرَةْ * حَتّى بَرَزَ فِيْ عَاَلمِ الشَّهَادَة ِ بَشَرًا لا كَالْبَشَرْ * وَ نُوْرًا حَيَّرَ الْأَفْكَارَ ظُهُوْرُه وَ بَهَرْ * فَتَعَلَّقَتْ هِمَّةُ الرَّاقِمِ لِهذِهِ الْحُرُوفْ * بِأَنْ يَرْقُمَ فِيْ هذَا الْقِرْطَاس مَا هُوَ لَدَيْهِ مِنْ عَجَائِبِ ذلِكَ النُّوْرِ مَعْرُوفْ * وَ إِنْ كَانَتِ الْأَلْسُنُ لا تَفِيْ بِعُشْرِ مِعْشَارِ اَوْصَافِ ذلِكَ الْمَوْصُوفْ * تَشْوِيْقًا لِلسَّامِعِينْ* مِنْ خَوَاصِّ الْمُؤْمِنِينْ * وَ تَرْوِيْحًا لِلْمُتَعَلّقِيْنَ بِهذَا النُّوْرِ الْمُبِينْ * وَ إِلا فَانّى تُعْرِبُ الْأَقْلامْ *عَنْ شُؤنِ خَيْرِ الْأَنَامْ * وَلكِنْ هَزَّنِيْ اِلى تَدْوِيْنِ مَا حَفِظْتُه مِنْ سِيَرِ اَشْرَفِ الْمَخْلُوْقِينْ * وَ مَا اَ كْرَمَهُ اللّهُ بِه فِيْ مَوْلِدِه مِنَ الْفَضْلِ الَّذِيْ عَمَّ الْعَالَمِينْ * وَ بَقِيَتْ رَايَتُه فِيْ الْكَوْنِ مَنْشُوْرَةً عَلى مَرِّ الْأَيَّامِ وَالشُّهُوْرِ وَالسِّنِينْ * دَاعِي التَّعَلُّقِ بِهذِهِ الْحَضْرَةِ الْكَرِيْمَةْ *وَلاعِجُ التَّشَوُّقِ اِلى سَمَاع اَوْصَافِهَا الْعَظِيْمَةْ * وَ لَعَلَّ اللّهَ يَنْفَعُ بِه الْمُتَكَلِّمَ وَالسَّامِعْ * فَيَدْخُلانِ فِيْ شَفَاعَةِ هذَا النَّبِيّ الشَّافِعْ * وَ يَتَرَوَّحَانِ بِرَوْحِ ذلِكَ النَّعِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَقَدْ آنَ لِلْقَلَمِ اَنْ يَخُطَّ مَا حَرَّكَتْهُ فِيْهِ الْأَنَامِلْ * مِمَّا اسْتَفَادَهُ الْفَهْمُ مِنْ صِفَاتِ هذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْكَامِلْ * وَ شَمَائِلِهِ الَّتِيْ هِيَ اَحْسَنُ الشَّمَائِلْ * وَهُنَا حَسُنَ اَنْ نُثْبِتَ مَا بَلَغَ اِلَيْنَا فِيْ شَأْنِ هذَا الْحَبِيْبِ مِنْ اَخْبَارٍ وَ أثَارْ *لِيَتَشَرَّفَ بِكِتَابَتِهِ الْقَلَمُ وَالْقِرْطَاسُ وَ تَتَنَزَّهَ فِيْ حَدَائِقِهِ الْأَسْمَاعُ وَ الْأَبْصَارْ * وَقَدْ بَلَغَنَا فِيْ الْأَحَادِيْثِ الْمَشْهُوْرَة * أَنَّ اَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللّهُ هُوَ النُّوْرُ الْمُوْدَعُ فِيْ هذِهِ الصُّوْرَةْ * فَنُوْرُ هذَا الْحَبِيْبِ اَوَّلُ مَخْلُوْقٍ بَرَزَ فِي الْعَالَمْ * وَ مِنْهُ تَفَرَّعَ الْوُجُوْدُ خَلْقًا بَعْدَ خَلْقٍ فِيْمَا حَدَثَ وَ مَا تَقَادَمْ * وَقَدْ اَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدِه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الأَنْصارِيِّ رَضيَ اللّهُ عَنْهُمَا قَالَ : { قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللّهِ بِأَبِيْ وَ اُمّيْ اَخْبِرْنِيْ عَنْ اَوَّلِ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللّهُ قَبْلَ الأَشْيَاءْ * قَالَ : يَا جَابِرُ إِنَّ اللّهَ خَلَقَ قَبْلَ الأَشْيَاءِ نُوْرَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نُوْرِهْ } * وَقَدْ وَرَدَ مِنْ حَديْثِ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ اَنَّه قَالَ : * { قَالَ :رَسُوْلُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ : كُنْتُ اَوَّلَ النَّبِيِّيْنَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ } * وَقَدْ تَعَدَّدَتِ الرِّوَايَاتُ بِاَنَّه اَوَّلُ الْخَلْقِ وُجُوْدًا وَأَشْرَفُهُمْ مَوْلُوْدًا * وَلَمَّا كَانَتِ السَّعَادَةُ الْأَبَدِيَّةْ * لَهَا مُلاحَظَةٌ خَفِيَّةْ * اِخْتَصَّتْ مَنْ شَاءَتْ مِنَ الْبَرِيَّةْ * بِكَمَالِ الْخُصُوْصِيَّةْ * فَاسْتَوْدَعَتْ هذَا النُّوْرَ الْمُبِينْ * اَصْلابَ وَ بُطُوْنَ مَنْ شَرَّفَتْهُ مِنَ الْعَالَمِينْ * فَتَنَقَّلَ هذَا النُّوْرُ مِنْ صُلْبِ آدَمَ وَنُوْحٍ وَ اِبْرَاهِيمْ * حَتّى اَوْصَلَتْهُ يَدُ الْعِلْمِ الْقَدِيمْ * اِلى مَنْ خَصَّصَتْهُ بِالتَّكْرِيْمِ اَبِيْهِ الْكَرِيمْ *عَبْدِ اللّهِ ابْنِ عَبْدِالْمُطَّلِب ذِي الْقَدْرِ الْعَظِيمْ * وَ اُمُّهُ الَّتِيْ هِيَ فِي الْمَخَاوِفِ آمِنَةْ * اَلسَّيِّدَةِ الْكَرِيْمَةِ آمِنَةْ * فَتَلَقَّاهُ صُلْبُ عَبْدِ اللّهِ فَأَلْقَاهُ اِلى بَطْنِهَا * فَضَمَّتْهُ اَحْشَاؤُهَا بِمَعُوْنَةِ اللّهِ مُحَافَظَةً عَلى حَقِّ هذِهِ الدُّرَّةِ وَ صَوْنِهَا * فَحَمَلَتْهُ بِرِعَايَةِ اللّهِ كَمَا وَرَدَ عَنْهَا حَمْلا خَفِيْفًا لا تَجِدُ لَه ثِقَلا * وَ لاتَشْكُوْا مِنْهُ اَ لَمًا وَلا عِلَلا * حَتّى مَرَّ الشَّهْرُ بَعْدَ الشَّهْرِ مِنْ حَمْلِهْ * وَ قَرُبَ وَقْتُ بُرُوْزِه اِلى عَالَمِ الشَّهَادَةِ لِتَنْبَسِطَ عَلى اَهْلِ هذَا الْعَالَمِ فُيُوْضَاتُ فَضْلِهْ * وَتَنْتَشِرَ فِيْهِ آثَارُ مَجْدِهِ الصَّمِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَمُنْذُ عَلِقَتْ بِه هذِهِ الدُّرَّةُ الْمَكْنُوْنَةْ * وَ الْجَوْهَرَةُ الْمَصُوْنَةْ * وَ الْكَوْنُ كُلُّه يُصْبحُ وَ يُمْسِيْ فِيْ سُرُوْرٍ وَ ابْتِهَاجْ * بِقُرْبِ ظُهُوْرِ إِشْرَاقِ هذَا السِّرَاجْ * وَ الْعُيُوْنُ مُتَشَوِّفَةٌ اِلى بُرُوْزِهْ * مُتَشَوِّقَةٌ اِلَى الْتِقَاطِ جَوَاهِرِ كُنُوْزِهْ * وَ كُلُّ دَابَّة ٍ لِقُرَيْشٍ نَطَقَتْ بِفَصِيْح الْعِبَارَةْ * مُعْلِنَةً بِكَمَالِ الْبشَارَةْ * وَمَا مِنْ حَامِلٍ حَمَلَت فِيْ ذلِكَ الْعَامْ* اِلا اَ تَتْ فِيْ حَمْلِهَا بِغُلامْ * مِنْ بَرَكَاتِ وَسَعَادَةِ هذَا الْإِمَامْ * وَلَمْ تَزَلِ الْأَرْضُ وَالسَّمَوَاتْ * مُتَضَمِّخَةً بِعِطْرِ الْفَرَح بِمُلاقَاةِ اَشْرَفِ الْبَرِيَّاتْ * وَ بُرُوْزِه مِنْ عَالَمِ الْخَفَاءِ اِلى عَالَمِ الظُّهُورْ * بَعْدَ تَنَقُّلِه فِي الْبُطُوْنِ وَالظُّهُورْ * فَأَظْهَرَ اللّهُ فِي الْوُجُوْدِ بَهْجَةَ التَّكْرِيمْ * وَ بَسَطَ فِي الْعَالَمِ الْكَبِيْرِ مَائِدَةَ التَّشْرِيْفِ وَالتَّعْظِيمْ * بِبُرُوْزِ هذَا الْبَشَرِ الْكَرِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
فَحِيْنَ قَرُبَ اَوَانُ وَضْعُ هذَا الْحَبِيبْ * أَعْلَنَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرَضُوْنَ وَمَنْ فِيْهِنَّ بِالتَّرْحِيبْ * وَاَمْطَارُ الْجُوْدِ الْإِلهيّ عَلى اَهْلِ الْوُجُوْدِ تَثِجْ * وَأَلْسِنَةُ الْمَلائِكَةِ بِالتَّبْشِيْرِ لِلْعَالَمِيْنَ تَعِجْ * وَالْقُدْرَةُ كَشَفَتْ قِنَاعَ هذَا الْمَسْتُورْ * لِيَبْرُزَ نُوْرُه كَامِلا فِيْ عَالَمِ الظُّهُورْ * نُوْرًا فَاقَ كُلَّ نُورْ * وَ اَنْفَذَ الْحَقُّ حُكْمَهْ * عَلى مَنْ اَتَمَّ اللّهُ عَلَيْهِ النّعْمَةْ * مِنْ خَوَاصِّ الأُمَّةْ * أَنْ يَحْضُرَ عِنْدَ وَضْعِه اُمَّةْ * تَأْنِيْسًا لِجَنَابِهَا الْمَسْعُودْ * وَ مُشَارَكَةً لَهَا فِيْ هذَا السِّمَاطِ الْمَمْدُودْ * فَحَضَرَتْ بِتَوْفِيْقِ اللّهِ السَّيّدَةُ مَرْيَمُ وَالسَّيِّدَةُ آسِيَةْ * وَ مَعَهُمَا مِنَ الْحُوْرِ الْعِيْنِ مَنْ قَسَمَ اللّهُ لَه مِنَ الشَّرَفِ بِالْقِسْمَةِ الْوَافِيَةْ * فَأَتَى الْوَقْتُ الَّذِيْ رَتَّبَ اللّهُ عَلى حُضُوْرِه وُجُوْدَ هذَا الْمَوْلُودْ * فَانْفَلَقَ صُبْحُ الْكَمَالِ مِنَ النُّوْرِ عَنْ عَمُودْ *وَ بَرَزَ الْحَامِدُ الْمَحْمُودْ * مُذْعِنًا لِلّهِ بِالتَّعْظِيْمِ وَالسُّجُودْ *
أَشْرَقَ الْكَوْنُ ابْتِهَاجًـا بِوُجُوْدِ الْمُصْطَفَى احْمَدْ
وَ لأَهْلِ الْكَوْنِ أُنْـسٌ وَ سُرُوْرٌ قَـدْ تَجَـدَّدْ
فَاطْرَبُوْا يَا أهْلَ الْمَثَانِيْ فَهَزَارُ الْيمْـنِ غَرَّدْ
وَ اسْتَضيْئوا بِجَمَـالٍ فَاقَ فِي الْحُسْنِ تَفَـَّردْ وَلَنَا الْبُشْـرى بِسَعْـدٍ مُسْتَمِرٍٍ لَيْـس يَنْفَدْ
حَيْثُ أُوتِيْنَـا عَطَـاءً جَمَعَ الْفَخْـرَ الْمُؤَبدْ
فَلِرَبي كُـلُّ حَـمْـدٍ جَلَّ اَنْ يَحْصُرَ هُ الْعَـدْ
إِذْ حَبَانَا بوُجُوْدِ الْمُ صطَفى الْهَادِي مُحَمَّدْ
يَا رَسُـوْلَ اللهِ أَهْـلاً بِكَ إِنَّا بِكَ نُسْعَـدْ
وَ بِجَاهِـهْ يَا إِلهِـي جُدْ وَ بَلّغْ كُلَّ مَقْصَـدْ
وَ اهْدِنَا نَهْجَ سَبِيْلِـهْ كَيْ بِه نُسْعَدْ وَ نُرْشَـدْ
رَب بَلّغْنَا بِجَـاهِـهْ فِيْ جِوَارِهْ خَيْر مَقْعَـدْ
وَصَـلاَةُ اللهِ تَغْشـى أَشْرَفَ الرُّسْلِ مُحَمَّـدْ
وَ سَلاَمٌ مُسْتَـمِـرٌّ كُـلَّ حِيْنٍ يَتَـجَـدَّدْ
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَلَقَدِ اتَّصَفَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَحَاسِنِ الْأَخْلاقْ * بِمَا تَضِيْقُ عَنْ كِتَابَتِه بُطُوْنُ الْأَوْرَاقْ * كَانَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَ خَلْقًا * وَ اَوَّلَهُمْ اِلى مَكَارِمِ الْأَخْلاقِ سَبْقًا * وَ اَوْسَعَهُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ حِلْمًا وَرِفْقًا * بَرًّا رَؤفًــــا * لا يَقُوْلُ وَ لا يَفْعَلُ اِلا مَعْرُوْفًا * لَهُ الْخُلُقُ السَّهْلْ * وَاللَّفْظُ الْمُحْتَوِيْ عَلَى الْمَعْنَى الْجَزْلْ * إِذَا دَعَاهُ الْمِسْكِيْنُ اَجَابَه اِجَابَةً مُعَجَّلَةْ * وَ هُوَ الْأَبُ الشَّفِيْقُ الرَّحِيْمُ لِلْيَتِيْمِ وَ الْأَرْمَلَةْ * وَلَه مَعَ سُهُوْلَةِ اَخْلاقِهِ الْهَيْبَةُ الْقَوِيَّةْ * اَلَّتِيْ تَرْتَعِدُ مِنْهَا فَرَائِصُ الْأَقْوِيَاءِ مِنَ الْبَرِيَّةْ * وَ مِنْ نَشْرِ طِيْبِه تَعَطَّرَتِ الطُّرُقُ وَ الْمَنَازِلْ * وَ بِعَرْفِ ذِكْرِه تَطَيَّبَتِ الْمَجَالِسُ وَ الْمَحَافِلْ * فَهُوَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَامِعُ الصِّفَاتِ الْكَمَالِيَّةْ * وَ الْمُنْفَرِدُ فِيْ خَلْقِه وَخُلُقِه بِأَشْرَفِ خُصُوْصِيَّةْ * فَمَا مِنْ خُلُقٍ فِي الْبَرِيَّةِ مَحْمُودْ * اِلا وَهُوَ مُتَلَقًّى عَنْ زَيْنِ الْوُجُودْ *
اَجْمَلْتُ فِيْ وَصْفِ الْحَبِيْبِ وَشَأْنِه = وَلَهُ الْعُلا فِيْ مَجْـدِه وَمَكَانِـه
اَوْصَافُ عِزٍّ قَدْ تَعَالى مَجْدُهَـا = اَخَذَتْ عَلى نَجْمِ السُّهَـا بِعِنَانِـه
وَقَدِ انْبَسَطَ الْقَلَمُ فِيْ تَدْوِيْنِ مَا اَفَادَهُ الْعِلْمُ مِنْ وَقَائع مَوْلِدِ النَّبِيّ الْكَرِيمْ * وَ حِكَايَةِ مَا اَكْرَمَ اللّهُ بِه هذَا الْعَبْدَ الْمُقَرَّبَ مِنَ التَّكْرِيْمِ وَالتَّعْظِيْمِ وَالْخُلُقِ الْعَظِيمْ * فَحَسُنَ مِنِّيْ اَنْ اُمْسِكَ اَعِنَّةَ الْأَقْلامْ * فِيْ هذَا الْمَقَامِ * وَ اَ قْرَأَ السَّلامْ * عَلى سَيِّدِ الْأَنَامْ *
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ
وَبِذلِكَ يَحْسُنُ الْخَتْمُ كَمَا يَحْسُنُ التَّقْدِيمْ* فَعَلَيْهِ اَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
اَلدُّعَاءْ
وَلَمَّا نَظَمَ الْفِكْرُ مِنْ دَرَارِيّ الْأَوْصَافِ الْمُحَمَّدِيَّةِ عُقُوْدًا ¤ تَوَجَّهْتُ إِلَي اللّهِ مُتَوَسِّلا بِسَيِّدِيْ وَحَبِيْبِيْ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ سَعْيِيْ فِيْه ِ مَشْكُوْرًا وَفِعْلِيْ فِيْهِ مَحْمُوْدًا ¤ وَأَنْ يَكْتُبَ عَمَلِيْ فِي الْأَعْمَالِ الْمَقْبُوْلَةْ ¤ وَتَوَجُّهِيْ فِي التَّوَجُّهَاتِ الْخَالِصَةِ وَالصِّلاتِ الْمَوْصُوْلَةْ ¤ اَللّهُمَّ يَا مَنْ إِلَيْه ِ تَتَوَجَّهُ الْآمَالُ فَتَعُوْدُ ظَافِرَةْ ¤ وَعَلي بَابِ عِزَّتِه تُحَطُّ الرِّحَالُ فَتَغْشَاهَا مِنْهُ الْفُيُوْضَاتُ الْغَامِرَةْ ¤ نَتَوَجَّهُ إِلَيكْ ¤ بِأَشْرَفِ الْوَسَائِلِ لَدَيكْ ¤ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينْ ¤ عَبْدِكَ الصَّادِقِ الْأَمِينْ ¤ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ اَلَّذِيْ عَمَّتْ رِسَالَتَهُ الْعَالَمِينْ ¤ أَنْ تُصَلِّيَ وَتُسَلّمَ عَلى تِلْكَ الذَّاتِ الْكَامِلَةْ ¤ مُسْتَوْدَعِ أَمَانَتِكْ ¤ وَحَفِيْظِ سِرِّكْ ¤ وَحَامِلِ رَايَةِ دَعْوَتِكَ الشَّامِلَةْ ¤ اَلْأَبِ الْأَكْبَرْ ¤ اَلْمَحْبُوْبِ لَكَ وَالْمُخَصَّصِ بِالشَّرَفِ الْأَفْخَرْ ¤ فِيْ كُلِّ مَوْطِنٍ مِنْ مَوَاطِنِ الْقُرْبِ وَمَظْهَرْ ¤ قَاسِمِ إِمْدَادِكَ فِيْ عِبَادِكْ ¤ وَسَاقِيْ كُؤُوْسِ إِرْشَادِكَ لِأَهْلِ وِدَادِكْ ¤ سَيِّدِ الْكَوْنَينْ ¤ وَأَشْرَفِ الثَّقَلَينْ ¤ اَلْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْخَالِصْ ¤ اَلْمَخْصُوْصِ مِنْكَ بِأَجَلِّ الْخَصَائِصْ ¤ اَللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلي آلِه وَأَصْحَابِهْ ¤ وَأَهْلِ حَضْرَةِ اقْتِرَابِه مِنْ أَحْبَابِهْ ¤ اَللّهُمَّ إِنَّا نُقَدّمُ إِلَيْكَ جَاهَ هذَا النَّبِيّ الْكَرِيمْ ¤ وَنَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِشَرَفِ مَقَامِهِ الْعَظِيمْ ¤ أَنْ تُلاحِظَنَا فِيْ حَرَكَاتِنَا وَسَكَنَاتِنَا بِعَيْنِ عِنَايَتِكْ ¤ وَأَنْ تَحْفَظَنَا فِيْ جَمِيْعِ أَطْوَارِنَا وَتَقَلُّبَاتِنَا بِجَمِيْلِ رِعَايَتِكْ ¤ وَحَصِيْنِ وِقَايَتِكْ ¤ وَأَنْ تُبَلِّغَنَا مِنْ شَرَفِ الْقُرْبِ إِلَيْكَ وَإِلي هذَا الْحَبِيْبِ غَايَةَ آمَالِنَا ¤ وَتَتَقَبَّلَ مِنَّا مَا تَحَرَّكْنَا فِيْهِ مِنْ مِنْ نِيَّاتِنَا وَأَعْمَالِنَا ¤ وَتَجْعَلَنَا فِيْ حَضْرَةِ هذَا الْحَبِيْبِ مِنَ الْحَاضِرِينْ ¤ وَفِيْ طَرَائِقِ اتِّبَاعِه مِنَ السَّالِكِينْ ¤ وَلِحَقِّكَ وَحَقِّه مِنَ الْمُؤَدّينْ ¤ وَلِعَهْدِكَ مِنَ الْحَافِظِينْ ¤ (اَللّهُمَّ) إِنَّ لَنَا أَطْمَاعًا فِيْ رَحْمَتِكَ الْخَاصَّةِ فَلا تُحْرِمْنَا ¤ وَظُنُوْنًا جَمِيْلَةً هِيَ وَسِيْلَتُنَا إِلَيْكَ فَلا تُخَيِّبْنَا ¤ آمَنَّا بِكَ وَبِرَسُوْلِكَ وَمَا جَاءَ بِه مِنَ الدِّينْ ¤ وَتَوَجَّهْنَا بِه إِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِينْ ¤ أَنْ تُقَابِلَ الْمُذْنِبَ مِنَّا بِالْغُفْرَانْ ¤ وَالْمُسِيْئَ بِالإِحْسَانْ ¤ وَالسَّائِلَ بِمَا سَأَلْ ¤ وَالْمُؤَمّلَ بِمَا أَمَّلْ ¤ وَأَنْ تَجْعَلَنَا مِمَّنْ نَصَرَ هذَا الْحَبِيْبَ وَوَازَرَهْ ¤ وَوَالاهْ وَظَاهَرَهْ ¤ وَعُمَّ بِبَركَتِه وَشَرِيْفِ وِجْهَتِه أَوْلادَنَا وَوَالِدِيْنَا ¤ وَأَهْلَ قُطْرِنَا وَوَادِيْنَا ¤ وَجَمِيْعَ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ ¤ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ ¤ فِيْ جَمِيْعِ الْجِهَاتْ ¤ وَاَدِمْ رَايَةَ الدِّيْنِ الْقَوِيْمِ فِيْ جَمِيْعِ الْأَقْطَارِ مَنْشُوْرَةْ ¤ وَمَعَالِمَ الْإِسْلامِ وَالْإِيْمَانِ بِأَهْلِهَا مَعْمُوْرَةْ ¤ مَعْنًي وَصُوْرَةْ ¤ وَاكْشِفِ اللّهُمَّ كُرْبَةَ الْمَكْرُوْبِينْ ¤ وَاقْضِ دَيْنَ الْمَدِيْنِينْ ¤ وَاغْفِرْ لِلْمُذْنِبِينْ ¤ وَتَقَبَّلْ تَوْبَةَ التَّائِبِينْ ¤ وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ عَلي عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَجْمَعِينْ ¤ وَاكْفِ شَرَّ الْمُعْتَدِيْنَ وَالظَّالِمِينْ ¤ وَابْسُطِ الْعَدْلَ بِوُلاةِ الْحَقِّ فِيْ جَميْع النَّوَاحِيْ وَالْأَقْطَارْ ¤ وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيْدٍ مِنْ عِنْدِكَ وَنَصْرٍ عَلَي الْمُعَانِدِيْنَ مِنَ الْمُنَافِقِيْنَ وَالْكُفَّارْ ¤ وَاجْعَلْنَا يَا رَبِّ فِي الْحِصْنِ الْحَصِيْنِ مِنْ جَمِيْعِ الْبَلايَا ¤ وَفِي الْحِرْزِ الْمَكِيْنِ مِنَ الذُّنُوْبِ وَالْخَطَايَا ¤ وَأَدِمْنَا فِي الْعَمَلِ بِطَاعَتِكَ وَالصِّدْقِ فِيْ خِدْمَتِكَ قَائِمِينْ ¤ وَإِذَا تَوَفَّيْتَنَا فَتَوَفَّنَا مُسْلِمِيْنَ مُؤْمِنِينْ ¤ وَاخْتِمْ لَنَا مِنْكَ بِخَيْرٍ أَجْمَعِينْ ¤ وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلى هذَا الْحَبِيْبِ الْمَحْبُوبْ ¤ لِلْأَجْسَامِ وَالْأَرْوَاحِ وَالْقُلُوبْ ¤ وَعَلى آلِه وَصَحْبِه وَمَنْ إِلَيْهِ مَنْسُوبْ ¤ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلّه ِ رَبِّ الْعَالَمِينْ ¤
انتهى
أَمْلي ذلِِكَ سَيّدِيْ الْحَبِيبْ فِيْ ثَلاثَةِ مَجَالِسَ خَفِيْفَةٍ وَذلِكَ فِيْ وَسَطِ شَهْرِ رَبِيْعِ الأَوَّلِ عَامَ ١٣٢٧ هِجْرِيَّةً نَفَع اللهُ بِجَامِعِه قَلْبَ كَاتِبِه وَقَارِيهِ وَسَامِعِه فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ آمِينْ وَصَلَّي اللهُ عَلي سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِه وَسَلَّمَ
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا بِأَنَّنَا اقْتَرَفْنَا
وَأَنَّنَا أَسْرَفْنَا عَلي لَظي أَشْرَفْنَا
فَتب عَلَيْنَا تَوْبَةْ تَغْسِلْ لِكُلّ حَوْبَةْ
وَاسْتُرْ لَنَا الْعَوْرَات وَآمِنِ الرَّوْعَات
وَاغْفِرْ لِوَالِدِيْنَا رَب وَمَوْلُوْدِيْنَا
وَالآلِ وَالإخْوَانِ وَسَائِرِ الْخِلانِ
وَكُلّ ذِيْ مَحَبَّةْ أَوْجيْرَةٍ أَوْ صُحْبَةْ
وَالْمُسْلِمِيْنَ أَجْمَعْ آمِيْنَ رَب اسْمَعْ
فَضْلا وَجُوْدًا مَنًّا لا بِاكْتِسَاب مِنَّا
بِالْمُصْطَفَي الرَّسُوْلِ نُحْظي بِكُلّ سُوْلِ
صَلّي وَسَلَّمْ رَبي عَلَيْهِ عَدَّ الْحَب
وَآلِه وَالصَّحْب عَدَدَ طَشّ السُّحْب
وَالْحَمْدُ لِلإلهِ فِي الْبَدْءِ وَالتَّنَاهِيْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
فَيَا أَيُّهَا الرَّاجُوْنَ مِنْهُ شَفَاعَةً صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا أَيُّهَا الْمُشْتَاقُوْنَ إِلى رُؤْيَا جَمَالِهْ صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا مَنْ يَخْطُبُ وِصَالَه يَقَظَةً وَمَنَامًا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ وَعَلى آلِهْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ زَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَتْقَى الْأَتْقِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَصْفَى الْأَصْفِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَزْكَى اْلأَزْكِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ دَامَ بِلَا انْقِضَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَحْمَدْ يَا حَبِيْبِيْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ طه يَا طَبِيْبِيْ اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُشَفَّعِ فِي الْقِيَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُظَلَّلِ بِالْغَمَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُتَوَّج بِالْكَرَامَةْ
يا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد أَشْرَف بَدْرٍ فِي الْكَوْنِ اَشْرَقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد أَكْرَمِ دَاعٍ يَدْعُوْ اِلَى الْحَـقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد اَلْمُصْطَفَى الصادِقِ الْمُصَدَّقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمّدَ اَحْلَى الْوَرى مَنْطقًا وَاَصْدَقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد اَفْضلِ مَـنْ بِالتُّقـى تَحَقَّـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد مَنْ بِالسخَا وَ الْوَفَـا تَخَلَّـقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَاجْمَعْ مِنَ الشمْلِ مَا تَفَـرَّقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ اصلِحْ وَسَهِلْ مَا قَدْ تَعَـوَّقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ افْتَحْ مِنَ الْخَيْرِ كُلَّ مُغْلَـقْ
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهْ وَمَـنْ بِالنَّبِـيّ تَعَلَّـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وآلِهْ وَمَنْ لِلْحَبِيْـِب يَعْشَـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَمَـنْ بِحَبْـلِ النَّبِـيّ تَوَثَّـقْ يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد يَا رَبّ صـلّ علَيْـهِ وَسلّّـمْ
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
اَلْحَمْدُ لِلّهِ الْقَوِيِّ سُلْطَانُهْ * اَلْوَاضِحِ بُرْهَانُهْ * اَلْمَبْسُوْطِ فِي الْوُجُوْدِ كَرَمُه وَإِحْسَانُهْ * تَعَالى مَجْدُه وَعَظُمَ شَانُهْ * خَلَقَ الْخَلْقَ لِحِكْمَهْ * وَطَوى عَلَيْهَا عِلْمَهْ * وَبَسَطَ لَهُمْ مِنْ فَائِضِ الْمِنَّةِ مَا جَرَتْ بِه فِي أَقْدَارِهِ الْقِسْمَةْ * فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَشْرَفَ خَلْقِه وَأَجَلَّ عَبِيْدِه رَحْمَةْ * تَعَلَّقَتْ إِرَادَتُهُ الْأَزَلِيَّةُ بِخَلْقِ هذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوبْ *فَانْتَشَرَتْ أثَارُ شَرَفِه فِي عَوَالِمِ الشَّهَادَةِ وَالْغُيُوبْ * فَمَا اَجَلَّ هذَا الْمَنَّ الَّذِيْ تَكَرَّمَ بِهِ الْمَنَّانْ * وَمَا اَعْظَمَ هذَا الْفَضْلَ الَّذِيْ بَرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْإِحْسَانْ * صُوْرَةً كَامِلَةً ظَهَرَتْ فِي هَيْكَلٍ مَحْمُودْ * فَتَعَطَّرَتْ بِوُجُوْدِهَا اَ كْنَافُ الْوُجُودْ * وَطَرَّزَتْ بُرْدَ الْعَوَالِمِ بِطِرَازِ التَّكْرِيمْ ¤
================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
تَجَلَّى الْحَقُّ فِي عَالَمِ قُدْسِهِ الْوَاسِعْ * تَجَلِّيًا قَضَى بِانْتِشَارِ فَضْلِه فِي الْقَرِيْبِ وَالشَّاسِعْ * فَلَهُ الْحَمْدُ الَّذِيْ لا تَنْحَصِرُ اَفْرَادُه بِتَعْدَادْ * وَ لا يُمَلُّ تَكْرَارُه بِكَثْرَةِ تَرْدَادْ * حَيْثُ أَبْرَزَ مِنْ عَالَمِ الْإِمْكَانْ * صُوْرَةَ هذَا الْإِنْسَانْ * لِيَتَشَرَّفَ بِوُجُوْدِه ِ الثَّقَلانْ * وَتَنْتَشِرَ اَسْرَارُه فِي الْأَكْوَانْ * فَمَا مِنْ سِرٍّ اتَّصَلَ بِه قَلْبُ مُنِيبْ * اِلا مِنْ سَوَابغ فَضْلِ اللّهِ عَلى هذَا الْحَبِيبْ *
يَا لَقَلْب سُرُوْرُه قَـدْ تَوَالـى = بِحَبِيْب عَـمَّ الأَنَـامَ نَـوَالا
جَلَّ مَنْ شَرَّفَ الْوُجُودَ بِنُوْرٍ = غَمَرَ الْكَوْنَ بَهْجَـةً وَجَمَـالا
قَدْ تَرَقّى فِي الْحُسْنِ اَعْلى مَقَامٍ = وَتَنَاهى فِي مَجْـدِه وَتَعَالـى
لاحَظَتْهُ الْعُيُوْنُ فِيْمَا اجْتَلَتْـهُ = بَشَرًا كَامِلا يُزِيْحُ الضـلالا
وَهْوَ مِنْ فَوْقِ عِلْمِ مَا قَدْرَأَتْـهُ = رِفْعَةً فِي شُؤُوْنِـه وَ كَمَـالا
فَسُبْحَانَ الَّذيْ أَبْرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْاِمْتِنَانْ * مَا يَعْجِزُ عَنْ وَصْفِهِ اللِّسَانْ * وَيَحَارُ فِي تَعَقُّلِ مَعَانِيْهِ الْجَنَانْ * اِنْتَشَرَ مِنْهُ فِي عَالَمِ الْبُطُوْنِ وَالظُّهُورْ * مَا مَلأَ الْوُجُوْدَ الْخَلْقِيَّ نُورْ * فَتَبَارَكَ اللّهُ مِنْ اِلهٍ كَرِيمْ * بَشَّرَتْنَا آيَاتُه فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمْ *بِبشَارَةِ } لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ اَنْفُسكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْه مَا عَنتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بالْمُؤْمنيْنَ رَؤفٌ رَحيْم }
فَمَنْ فَاجَأَتْهُ هذِهِ الْبشَارَةُ وَ تَلَقَّاهَا بِقَلْبٍ سَلِيمْ * فَقَدْ هُدِيَ اِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَاَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلا اللّهُ وَحْدَه لا شَرِيْكَ لَه شَهَادَةً يُعْرِبُ بِهَا اللِّسَانْ * عَمَّا تَضَمَّنَهُ الْجَنَانْ *مِنَ التَّصْدِيْقِ بِهَا وَالْإِذْعَانْ * تَثْبُتُ بِهَا فِي الصُّدُوْرِ مِنَ الْإِيْمَانِ قَوَاعِدُهْ *وَ تَلُوْحُ عَلى اَهْلِ الْيَقِيْنِ مِنْ سِرِّ ذلِكَ الْإِذْعَانِ وَالتَّصْدِيْقِ شَوَاهِدُهْ * وَاَشْهَدُ اَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا الْعَبْدَ الصَّادِقَ فِيْ قَوْلِه وَفِعْلِهْ * وَ الْمُبَلِّغَ عَنِ اللّهِ مَا اَمَرَه بِتَبْلِيْغِه لِخَلْقِه مِنْ فَرْضِه وَنَفْلِهْ * عَبْدٌ اَرْسَلَهُ اللّهُ لِلْعَالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا * فَبَلَّغَ الرِّسَالَةْ * وَ اَدَّى الْأَمَانَةْ * وَهَدَى اللّهُ بِه مِنَ الْأُمَّةِ بَشَرًا كَثِيْرًا * فَكَانَ فِي ظُلْمَة ِ الْجَهْلِ لِلْمُسْتَبْصِرِيْنَ سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيْرًا * فَمَا اَعْظَمَهَا مِنْ مِنَّةٍ تَكَرَّمَ اللّهُ بِهَا عَلَى الْبَشَرْ * وَ مَا اَوْسَعَهَا مِنْ نِعْمَةٍ اِنْتَشَرَ سِرُّهَا فِي الْبَحْرِ وَ الْبَرْ * اَللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ بِاَجَلِّ الصَّلَوَاتِ وَاَجْمَعِهَا وَ اَزْكَى التَّحِيَّاتِ وَ اَوْسَعِهَا * عَلى هذَا الْعَبْدِ الَّذِيْ وَفّى بِحَقِّ الْعُبُوْدِيَّةْ * وَ بَرَزَ فِيْهَا فِيْ خِلْعَةِ الْكَمَالْ * وَ قَامَ بِحَقِّ الرُّبُوْبِيَّةِ فِي مَوَاطِنِ الْخِدْمَة ِ لِلّهِ وَ اَقْبَلَ عَلَيْهِ غَايَةَ الْإِقْبَالْ * صَلاةً يَتَّصِلُ بِهَا رُوْحُ الْمُصَلِّيْ عَلَيْهِ بِهْ * فَيَنْبَسِطُ فِيْ قَلْبِه نُوْرُ سِرِّ تَعَلُّقِه بِه وَحُبِّهْ * وَ يُكْتَبُ بِهَا بِعِنَايَةِ اللّهِ فِيْ حِزْبِهْ * وَعَلى الِه وَصَحْبِهِ الَّذيْنَ ارْتَقَوْا صَهْوَةَ الْمَجْدِ بِقُرْبِهْ * وَتَفَيَّأُوْا ظِلالَ الشَّرَفِ الْأَصْلِيّ بِوُدِّه وَحُبِّهْ * مَا عَطَّرَ الْأَكْوَانَ بِنَشْرِ ذِكْرَاهُمْ نَسِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
(اَمَّا بَعْدُ) فَلَمَّا تَعَلَّقَت إِرَادَةُ اللّهِ فِيْ الْعِلْم الْقَدِيمْ * بِظُهُوْرِ اَسْرَارِ التَّخْصِيْصِ لِلْبَشَرِ الْكَرِيمْ * بِالتَّقْدِيْم وَالتَّكْرِيمْ * نَفَذَتِ الْقُدْرَةُ الْبَاهِرَةْ * بِالنِّعْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَ الْمِنَّةِ الْغَامِرَةْ * فَانْفَلَقَتْ بَيْضَةُ التَّصْوِيرْ *فِي الْعَالَمِ الْمُطْلَقِ الْكَبِيرْ * عَنْ جَمَالٍ مَشْهُوْدٍ بِالْعَينْ * حَاوٍ لِوَصْفِ الْكَمَالِ الْمُطْلَقِ وَالْحُسْنِ التَّامِّ وَ الزَّينْ * فَتَنَقَّلَ ذلِكَ الْجَمَالُ الْمَيْمُونْ * فِي الْأَصْلابِ الْكَرِيْمَةِ وَالْبُطُونْ * فَمَا مِنْ صُلْبٍ ضَمَّهْ * اِلا وَ تَمَّتْ عَلَيْهِ مِنَ اللّهِ النّعْمَةْ * فَهُوَ الْقَمَرُ التَّامُّ الَّذِيْ يَتَنَقَّلُ فِي بُرُوْجِهْ * لِيَتَشَرَّفَ بِه مَوْطِنُ اسْتِقْرَارِه وَمَوْضِعُ خُرُوْجِهْ * وَقَدْ قَضَتِ الْأَقْدَارُ الْأَزَلِيَّةُ بِمَا قَضَتْ وَ اَظْهَرَتْ مِنْ سِرِّ هذَا النُّوْرِ مَا اَظْهَرَتْ * وَخَصَّصَتْ بِه مَنْ خَصَّصَتْ * فَكَانَ مُسْتَقَرُّه فِي الْأَصْلابِ الْفَاخِرَةْ * وَالْأَرْحَامِ الشَّرِيْفَةِ الطَّاهِرَةْ * حَتّى بَرَزَ فِيْ عَاَلمِ الشَّهَادَة ِ بَشَرًا لا كَالْبَشَرْ * وَ نُوْرًا حَيَّرَ الْأَفْكَارَ ظُهُوْرُه وَ بَهَرْ * فَتَعَلَّقَتْ هِمَّةُ الرَّاقِمِ لِهذِهِ الْحُرُوفْ * بِأَنْ يَرْقُمَ فِيْ هذَا الْقِرْطَاس مَا هُوَ لَدَيْهِ مِنْ عَجَائِبِ ذلِكَ النُّوْرِ مَعْرُوفْ * وَ إِنْ كَانَتِ الْأَلْسُنُ لا تَفِيْ بِعُشْرِ مِعْشَارِ اَوْصَافِ ذلِكَ الْمَوْصُوفْ * تَشْوِيْقًا لِلسَّامِعِينْ* مِنْ خَوَاصِّ الْمُؤْمِنِينْ * وَ تَرْوِيْحًا لِلْمُتَعَلّقِيْنَ بِهذَا النُّوْرِ الْمُبِينْ * وَ إِلا فَانّى تُعْرِبُ الْأَقْلامْ *عَنْ شُؤنِ خَيْرِ الْأَنَامْ * وَلكِنْ هَزَّنِيْ اِلى تَدْوِيْنِ مَا حَفِظْتُه مِنْ سِيَرِ اَشْرَفِ الْمَخْلُوْقِينْ * وَ مَا اَ كْرَمَهُ اللّهُ بِه فِيْ مَوْلِدِه مِنَ الْفَضْلِ الَّذِيْ عَمَّ الْعَالَمِينْ * وَ بَقِيَتْ رَايَتُه فِيْ الْكَوْنِ مَنْشُوْرَةً عَلى مَرِّ الْأَيَّامِ وَالشُّهُوْرِ وَالسِّنِينْ * دَاعِي التَّعَلُّقِ بِهذِهِ الْحَضْرَةِ الْكَرِيْمَةْ *وَلاعِجُ التَّشَوُّقِ اِلى سَمَاع اَوْصَافِهَا الْعَظِيْمَةْ * وَ لَعَلَّ اللّهَ يَنْفَعُ بِه الْمُتَكَلِّمَ وَالسَّامِعْ * فَيَدْخُلانِ فِيْ شَفَاعَةِ هذَا النَّبِيّ الشَّافِعْ * وَ يَتَرَوَّحَانِ بِرَوْحِ ذلِكَ النَّعِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَقَدْ آنَ لِلْقَلَمِ اَنْ يَخُطَّ مَا حَرَّكَتْهُ فِيْهِ الْأَنَامِلْ * مِمَّا اسْتَفَادَهُ الْفَهْمُ مِنْ صِفَاتِ هذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْكَامِلْ * وَ شَمَائِلِهِ الَّتِيْ هِيَ اَحْسَنُ الشَّمَائِلْ * وَهُنَا حَسُنَ اَنْ نُثْبِتَ مَا بَلَغَ اِلَيْنَا فِيْ شَأْنِ هذَا الْحَبِيْبِ مِنْ اَخْبَارٍ وَ أثَارْ *لِيَتَشَرَّفَ بِكِتَابَتِهِ الْقَلَمُ وَالْقِرْطَاسُ وَ تَتَنَزَّهَ فِيْ حَدَائِقِهِ الْأَسْمَاعُ وَ الْأَبْصَارْ * وَقَدْ بَلَغَنَا فِيْ الْأَحَادِيْثِ الْمَشْهُوْرَة * أَنَّ اَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللّهُ هُوَ النُّوْرُ الْمُوْدَعُ فِيْ هذِهِ الصُّوْرَةْ * فَنُوْرُ هذَا الْحَبِيْبِ اَوَّلُ مَخْلُوْقٍ بَرَزَ فِي الْعَالَمْ * وَ مِنْهُ تَفَرَّعَ الْوُجُوْدُ خَلْقًا بَعْدَ خَلْقٍ فِيْمَا حَدَثَ وَ مَا تَقَادَمْ * وَقَدْ اَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدِه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الأَنْصارِيِّ رَضيَ اللّهُ عَنْهُمَا قَالَ : { قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللّهِ بِأَبِيْ وَ اُمّيْ اَخْبِرْنِيْ عَنْ اَوَّلِ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللّهُ قَبْلَ الأَشْيَاءْ * قَالَ : يَا جَابِرُ إِنَّ اللّهَ خَلَقَ قَبْلَ الأَشْيَاءِ نُوْرَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نُوْرِهْ } * وَقَدْ وَرَدَ مِنْ حَديْثِ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ اَنَّه قَالَ : * { قَالَ :رَسُوْلُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ : كُنْتُ اَوَّلَ النَّبِيِّيْنَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ } * وَقَدْ تَعَدَّدَتِ الرِّوَايَاتُ بِاَنَّه اَوَّلُ الْخَلْقِ وُجُوْدًا وَأَشْرَفُهُمْ مَوْلُوْدًا * وَلَمَّا كَانَتِ السَّعَادَةُ الْأَبَدِيَّةْ * لَهَا مُلاحَظَةٌ خَفِيَّةْ * اِخْتَصَّتْ مَنْ شَاءَتْ مِنَ الْبَرِيَّةْ * بِكَمَالِ الْخُصُوْصِيَّةْ * فَاسْتَوْدَعَتْ هذَا النُّوْرَ الْمُبِينْ * اَصْلابَ وَ بُطُوْنَ مَنْ شَرَّفَتْهُ مِنَ الْعَالَمِينْ * فَتَنَقَّلَ هذَا النُّوْرُ مِنْ صُلْبِ آدَمَ وَنُوْحٍ وَ اِبْرَاهِيمْ * حَتّى اَوْصَلَتْهُ يَدُ الْعِلْمِ الْقَدِيمْ * اِلى مَنْ خَصَّصَتْهُ بِالتَّكْرِيْمِ اَبِيْهِ الْكَرِيمْ *عَبْدِ اللّهِ ابْنِ عَبْدِالْمُطَّلِب ذِي الْقَدْرِ الْعَظِيمْ * وَ اُمُّهُ الَّتِيْ هِيَ فِي الْمَخَاوِفِ آمِنَةْ * اَلسَّيِّدَةِ الْكَرِيْمَةِ آمِنَةْ * فَتَلَقَّاهُ صُلْبُ عَبْدِ اللّهِ فَأَلْقَاهُ اِلى بَطْنِهَا * فَضَمَّتْهُ اَحْشَاؤُهَا بِمَعُوْنَةِ اللّهِ مُحَافَظَةً عَلى حَقِّ هذِهِ الدُّرَّةِ وَ صَوْنِهَا * فَحَمَلَتْهُ بِرِعَايَةِ اللّهِ كَمَا وَرَدَ عَنْهَا حَمْلا خَفِيْفًا لا تَجِدُ لَه ثِقَلا * وَ لاتَشْكُوْا مِنْهُ اَ لَمًا وَلا عِلَلا * حَتّى مَرَّ الشَّهْرُ بَعْدَ الشَّهْرِ مِنْ حَمْلِهْ * وَ قَرُبَ وَقْتُ بُرُوْزِه اِلى عَالَمِ الشَّهَادَةِ لِتَنْبَسِطَ عَلى اَهْلِ هذَا الْعَالَمِ فُيُوْضَاتُ فَضْلِهْ * وَتَنْتَشِرَ فِيْهِ آثَارُ مَجْدِهِ الصَّمِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَمُنْذُ عَلِقَتْ بِه هذِهِ الدُّرَّةُ الْمَكْنُوْنَةْ * وَ الْجَوْهَرَةُ الْمَصُوْنَةْ * وَ الْكَوْنُ كُلُّه يُصْبحُ وَ يُمْسِيْ فِيْ سُرُوْرٍ وَ ابْتِهَاجْ * بِقُرْبِ ظُهُوْرِ إِشْرَاقِ هذَا السِّرَاجْ * وَ الْعُيُوْنُ مُتَشَوِّفَةٌ اِلى بُرُوْزِهْ * مُتَشَوِّقَةٌ اِلَى الْتِقَاطِ جَوَاهِرِ كُنُوْزِهْ * وَ كُلُّ دَابَّة ٍ لِقُرَيْشٍ نَطَقَتْ بِفَصِيْح الْعِبَارَةْ * مُعْلِنَةً بِكَمَالِ الْبشَارَةْ * وَمَا مِنْ حَامِلٍ حَمَلَت فِيْ ذلِكَ الْعَامْ* اِلا اَ تَتْ فِيْ حَمْلِهَا بِغُلامْ * مِنْ بَرَكَاتِ وَسَعَادَةِ هذَا الْإِمَامْ * وَلَمْ تَزَلِ الْأَرْضُ وَالسَّمَوَاتْ * مُتَضَمِّخَةً بِعِطْرِ الْفَرَح بِمُلاقَاةِ اَشْرَفِ الْبَرِيَّاتْ * وَ بُرُوْزِه مِنْ عَالَمِ الْخَفَاءِ اِلى عَالَمِ الظُّهُورْ * بَعْدَ تَنَقُّلِه فِي الْبُطُوْنِ وَالظُّهُورْ * فَأَظْهَرَ اللّهُ فِي الْوُجُوْدِ بَهْجَةَ التَّكْرِيمْ * وَ بَسَطَ فِي الْعَالَمِ الْكَبِيْرِ مَائِدَةَ التَّشْرِيْفِ وَالتَّعْظِيمْ * بِبُرُوْزِ هذَا الْبَشَرِ الْكَرِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
فَحِيْنَ قَرُبَ اَوَانُ وَضْعُ هذَا الْحَبِيبْ * أَعْلَنَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرَضُوْنَ وَمَنْ فِيْهِنَّ بِالتَّرْحِيبْ * وَاَمْطَارُ الْجُوْدِ الْإِلهيّ عَلى اَهْلِ الْوُجُوْدِ تَثِجْ * وَأَلْسِنَةُ الْمَلائِكَةِ بِالتَّبْشِيْرِ لِلْعَالَمِيْنَ تَعِجْ * وَالْقُدْرَةُ كَشَفَتْ قِنَاعَ هذَا الْمَسْتُورْ * لِيَبْرُزَ نُوْرُه كَامِلا فِيْ عَالَمِ الظُّهُورْ * نُوْرًا فَاقَ كُلَّ نُورْ * وَ اَنْفَذَ الْحَقُّ حُكْمَهْ * عَلى مَنْ اَتَمَّ اللّهُ عَلَيْهِ النّعْمَةْ * مِنْ خَوَاصِّ الأُمَّةْ * أَنْ يَحْضُرَ عِنْدَ وَضْعِه اُمَّةْ * تَأْنِيْسًا لِجَنَابِهَا الْمَسْعُودْ * وَ مُشَارَكَةً لَهَا فِيْ هذَا السِّمَاطِ الْمَمْدُودْ * فَحَضَرَتْ بِتَوْفِيْقِ اللّهِ السَّيّدَةُ مَرْيَمُ وَالسَّيِّدَةُ آسِيَةْ * وَ مَعَهُمَا مِنَ الْحُوْرِ الْعِيْنِ مَنْ قَسَمَ اللّهُ لَه مِنَ الشَّرَفِ بِالْقِسْمَةِ الْوَافِيَةْ * فَأَتَى الْوَقْتُ الَّذِيْ رَتَّبَ اللّهُ عَلى حُضُوْرِه وُجُوْدَ هذَا الْمَوْلُودْ * فَانْفَلَقَ صُبْحُ الْكَمَالِ مِنَ النُّوْرِ عَنْ عَمُودْ *وَ بَرَزَ الْحَامِدُ الْمَحْمُودْ * مُذْعِنًا لِلّهِ بِالتَّعْظِيْمِ وَالسُّجُودْ *
أَشْرَقَ الْكَوْنُ ابْتِهَاجًـا بِوُجُوْدِ الْمُصْطَفَى احْمَدْ
وَ لأَهْلِ الْكَوْنِ أُنْـسٌ وَ سُرُوْرٌ قَـدْ تَجَـدَّدْ
فَاطْرَبُوْا يَا أهْلَ الْمَثَانِيْ فَهَزَارُ الْيمْـنِ غَرَّدْ
وَ اسْتَضيْئوا بِجَمَـالٍ فَاقَ فِي الْحُسْنِ تَفَـَّردْ وَلَنَا الْبُشْـرى بِسَعْـدٍ مُسْتَمِرٍٍ لَيْـس يَنْفَدْ
حَيْثُ أُوتِيْنَـا عَطَـاءً جَمَعَ الْفَخْـرَ الْمُؤَبدْ
فَلِرَبي كُـلُّ حَـمْـدٍ جَلَّ اَنْ يَحْصُرَ هُ الْعَـدْ
إِذْ حَبَانَا بوُجُوْدِ الْمُ صطَفى الْهَادِي مُحَمَّدْ
يَا رَسُـوْلَ اللهِ أَهْـلاً بِكَ إِنَّا بِكَ نُسْعَـدْ
وَ بِجَاهِـهْ يَا إِلهِـي جُدْ وَ بَلّغْ كُلَّ مَقْصَـدْ
وَ اهْدِنَا نَهْجَ سَبِيْلِـهْ كَيْ بِه نُسْعَدْ وَ نُرْشَـدْ
رَب بَلّغْنَا بِجَـاهِـهْ فِيْ جِوَارِهْ خَيْر مَقْعَـدْ
وَصَـلاَةُ اللهِ تَغْشـى أَشْرَفَ الرُّسْلِ مُحَمَّـدْ
وَ سَلاَمٌ مُسْتَـمِـرٌّ كُـلَّ حِيْنٍ يَتَـجَـدَّدْ
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وَلَقَدِ اتَّصَفَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَحَاسِنِ الْأَخْلاقْ * بِمَا تَضِيْقُ عَنْ كِتَابَتِه بُطُوْنُ الْأَوْرَاقْ * كَانَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَ خَلْقًا * وَ اَوَّلَهُمْ اِلى مَكَارِمِ الْأَخْلاقِ سَبْقًا * وَ اَوْسَعَهُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ حِلْمًا وَرِفْقًا * بَرًّا رَؤفًــــا * لا يَقُوْلُ وَ لا يَفْعَلُ اِلا مَعْرُوْفًا * لَهُ الْخُلُقُ السَّهْلْ * وَاللَّفْظُ الْمُحْتَوِيْ عَلَى الْمَعْنَى الْجَزْلْ * إِذَا دَعَاهُ الْمِسْكِيْنُ اَجَابَه اِجَابَةً مُعَجَّلَةْ * وَ هُوَ الْأَبُ الشَّفِيْقُ الرَّحِيْمُ لِلْيَتِيْمِ وَ الْأَرْمَلَةْ * وَلَه مَعَ سُهُوْلَةِ اَخْلاقِهِ الْهَيْبَةُ الْقَوِيَّةْ * اَلَّتِيْ تَرْتَعِدُ مِنْهَا فَرَائِصُ الْأَقْوِيَاءِ مِنَ الْبَرِيَّةْ * وَ مِنْ نَشْرِ طِيْبِه تَعَطَّرَتِ الطُّرُقُ وَ الْمَنَازِلْ * وَ بِعَرْفِ ذِكْرِه تَطَيَّبَتِ الْمَجَالِسُ وَ الْمَحَافِلْ * فَهُوَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَامِعُ الصِّفَاتِ الْكَمَالِيَّةْ * وَ الْمُنْفَرِدُ فِيْ خَلْقِه وَخُلُقِه بِأَشْرَفِ خُصُوْصِيَّةْ * فَمَا مِنْ خُلُقٍ فِي الْبَرِيَّةِ مَحْمُودْ * اِلا وَهُوَ مُتَلَقًّى عَنْ زَيْنِ الْوُجُودْ *
اَجْمَلْتُ فِيْ وَصْفِ الْحَبِيْبِ وَشَأْنِه = وَلَهُ الْعُلا فِيْ مَجْـدِه وَمَكَانِـه
اَوْصَافُ عِزٍّ قَدْ تَعَالى مَجْدُهَـا = اَخَذَتْ عَلى نَجْمِ السُّهَـا بِعِنَانِـه
وَقَدِ انْبَسَطَ الْقَلَمُ فِيْ تَدْوِيْنِ مَا اَفَادَهُ الْعِلْمُ مِنْ وَقَائع مَوْلِدِ النَّبِيّ الْكَرِيمْ * وَ حِكَايَةِ مَا اَكْرَمَ اللّهُ بِه هذَا الْعَبْدَ الْمُقَرَّبَ مِنَ التَّكْرِيْمِ وَالتَّعْظِيْمِ وَالْخُلُقِ الْعَظِيمْ * فَحَسُنَ مِنِّيْ اَنْ اُمْسِكَ اَعِنَّةَ الْأَقْلامْ * فِيْ هذَا الْمَقَامِ * وَ اَ قْرَأَ السَّلامْ * عَلى سَيِّدِ الْأَنَامْ *
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ
وَبِذلِكَ يَحْسُنُ الْخَتْمُ كَمَا يَحْسُنُ التَّقْدِيمْ* فَعَلَيْهِ اَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمْ ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
اَلدُّعَاءْ
وَلَمَّا نَظَمَ الْفِكْرُ مِنْ دَرَارِيّ الْأَوْصَافِ الْمُحَمَّدِيَّةِ عُقُوْدًا ¤ تَوَجَّهْتُ إِلَي اللّهِ مُتَوَسِّلا بِسَيِّدِيْ وَحَبِيْبِيْ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ سَعْيِيْ فِيْه ِ مَشْكُوْرًا وَفِعْلِيْ فِيْهِ مَحْمُوْدًا ¤ وَأَنْ يَكْتُبَ عَمَلِيْ فِي الْأَعْمَالِ الْمَقْبُوْلَةْ ¤ وَتَوَجُّهِيْ فِي التَّوَجُّهَاتِ الْخَالِصَةِ وَالصِّلاتِ الْمَوْصُوْلَةْ ¤ اَللّهُمَّ يَا مَنْ إِلَيْه ِ تَتَوَجَّهُ الْآمَالُ فَتَعُوْدُ ظَافِرَةْ ¤ وَعَلي بَابِ عِزَّتِه تُحَطُّ الرِّحَالُ فَتَغْشَاهَا مِنْهُ الْفُيُوْضَاتُ الْغَامِرَةْ ¤ نَتَوَجَّهُ إِلَيكْ ¤ بِأَشْرَفِ الْوَسَائِلِ لَدَيكْ ¤ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينْ ¤ عَبْدِكَ الصَّادِقِ الْأَمِينْ ¤ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ اَلَّذِيْ عَمَّتْ رِسَالَتَهُ الْعَالَمِينْ ¤ أَنْ تُصَلِّيَ وَتُسَلّمَ عَلى تِلْكَ الذَّاتِ الْكَامِلَةْ ¤ مُسْتَوْدَعِ أَمَانَتِكْ ¤ وَحَفِيْظِ سِرِّكْ ¤ وَحَامِلِ رَايَةِ دَعْوَتِكَ الشَّامِلَةْ ¤ اَلْأَبِ الْأَكْبَرْ ¤ اَلْمَحْبُوْبِ لَكَ وَالْمُخَصَّصِ بِالشَّرَفِ الْأَفْخَرْ ¤ فِيْ كُلِّ مَوْطِنٍ مِنْ مَوَاطِنِ الْقُرْبِ وَمَظْهَرْ ¤ قَاسِمِ إِمْدَادِكَ فِيْ عِبَادِكْ ¤ وَسَاقِيْ كُؤُوْسِ إِرْشَادِكَ لِأَهْلِ وِدَادِكْ ¤ سَيِّدِ الْكَوْنَينْ ¤ وَأَشْرَفِ الثَّقَلَينْ ¤ اَلْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْخَالِصْ ¤ اَلْمَخْصُوْصِ مِنْكَ بِأَجَلِّ الْخَصَائِصْ ¤ اَللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلي آلِه وَأَصْحَابِهْ ¤ وَأَهْلِ حَضْرَةِ اقْتِرَابِه مِنْ أَحْبَابِهْ ¤ اَللّهُمَّ إِنَّا نُقَدّمُ إِلَيْكَ جَاهَ هذَا النَّبِيّ الْكَرِيمْ ¤ وَنَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِشَرَفِ مَقَامِهِ الْعَظِيمْ ¤ أَنْ تُلاحِظَنَا فِيْ حَرَكَاتِنَا وَسَكَنَاتِنَا بِعَيْنِ عِنَايَتِكْ ¤ وَأَنْ تَحْفَظَنَا فِيْ جَمِيْعِ أَطْوَارِنَا وَتَقَلُّبَاتِنَا بِجَمِيْلِ رِعَايَتِكْ ¤ وَحَصِيْنِ وِقَايَتِكْ ¤ وَأَنْ تُبَلِّغَنَا مِنْ شَرَفِ الْقُرْبِ إِلَيْكَ وَإِلي هذَا الْحَبِيْبِ غَايَةَ آمَالِنَا ¤ وَتَتَقَبَّلَ مِنَّا مَا تَحَرَّكْنَا فِيْهِ مِنْ مِنْ نِيَّاتِنَا وَأَعْمَالِنَا ¤ وَتَجْعَلَنَا فِيْ حَضْرَةِ هذَا الْحَبِيْبِ مِنَ الْحَاضِرِينْ ¤ وَفِيْ طَرَائِقِ اتِّبَاعِه مِنَ السَّالِكِينْ ¤ وَلِحَقِّكَ وَحَقِّه مِنَ الْمُؤَدّينْ ¤ وَلِعَهْدِكَ مِنَ الْحَافِظِينْ ¤ (اَللّهُمَّ) إِنَّ لَنَا أَطْمَاعًا فِيْ رَحْمَتِكَ الْخَاصَّةِ فَلا تُحْرِمْنَا ¤ وَظُنُوْنًا جَمِيْلَةً هِيَ وَسِيْلَتُنَا إِلَيْكَ فَلا تُخَيِّبْنَا ¤ آمَنَّا بِكَ وَبِرَسُوْلِكَ وَمَا جَاءَ بِه مِنَ الدِّينْ ¤ وَتَوَجَّهْنَا بِه إِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِينْ ¤ أَنْ تُقَابِلَ الْمُذْنِبَ مِنَّا بِالْغُفْرَانْ ¤ وَالْمُسِيْئَ بِالإِحْسَانْ ¤ وَالسَّائِلَ بِمَا سَأَلْ ¤ وَالْمُؤَمّلَ بِمَا أَمَّلْ ¤ وَأَنْ تَجْعَلَنَا مِمَّنْ نَصَرَ هذَا الْحَبِيْبَ وَوَازَرَهْ ¤ وَوَالاهْ وَظَاهَرَهْ ¤ وَعُمَّ بِبَركَتِه وَشَرِيْفِ وِجْهَتِه أَوْلادَنَا وَوَالِدِيْنَا ¤ وَأَهْلَ قُطْرِنَا وَوَادِيْنَا ¤ وَجَمِيْعَ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ ¤ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ ¤ فِيْ جَمِيْعِ الْجِهَاتْ ¤ وَاَدِمْ رَايَةَ الدِّيْنِ الْقَوِيْمِ فِيْ جَمِيْعِ الْأَقْطَارِ مَنْشُوْرَةْ ¤ وَمَعَالِمَ الْإِسْلامِ وَالْإِيْمَانِ بِأَهْلِهَا مَعْمُوْرَةْ ¤ مَعْنًي وَصُوْرَةْ ¤ وَاكْشِفِ اللّهُمَّ كُرْبَةَ الْمَكْرُوْبِينْ ¤ وَاقْضِ دَيْنَ الْمَدِيْنِينْ ¤ وَاغْفِرْ لِلْمُذْنِبِينْ ¤ وَتَقَبَّلْ تَوْبَةَ التَّائِبِينْ ¤ وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ عَلي عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَجْمَعِينْ ¤ وَاكْفِ شَرَّ الْمُعْتَدِيْنَ وَالظَّالِمِينْ ¤ وَابْسُطِ الْعَدْلَ بِوُلاةِ الْحَقِّ فِيْ جَميْع النَّوَاحِيْ وَالْأَقْطَارْ ¤ وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيْدٍ مِنْ عِنْدِكَ وَنَصْرٍ عَلَي الْمُعَانِدِيْنَ مِنَ الْمُنَافِقِيْنَ وَالْكُفَّارْ ¤ وَاجْعَلْنَا يَا رَبِّ فِي الْحِصْنِ الْحَصِيْنِ مِنْ جَمِيْعِ الْبَلايَا ¤ وَفِي الْحِرْزِ الْمَكِيْنِ مِنَ الذُّنُوْبِ وَالْخَطَايَا ¤ وَأَدِمْنَا فِي الْعَمَلِ بِطَاعَتِكَ وَالصِّدْقِ فِيْ خِدْمَتِكَ قَائِمِينْ ¤ وَإِذَا تَوَفَّيْتَنَا فَتَوَفَّنَا مُسْلِمِيْنَ مُؤْمِنِينْ ¤ وَاخْتِمْ لَنَا مِنْكَ بِخَيْرٍ أَجْمَعِينْ ¤ وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلى هذَا الْحَبِيْبِ الْمَحْبُوبْ ¤ لِلْأَجْسَامِ وَالْأَرْوَاحِ وَالْقُلُوبْ ¤ وَعَلى آلِه وَصَحْبِه وَمَنْ إِلَيْهِ مَنْسُوبْ ¤ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلّه ِ رَبِّ الْعَالَمِينْ ¤
انتهى
أَمْلي ذلِِكَ سَيّدِيْ الْحَبِيبْ فِيْ ثَلاثَةِ مَجَالِسَ خَفِيْفَةٍ وَذلِكَ فِيْ وَسَطِ شَهْرِ رَبِيْعِ الأَوَّلِ عَامَ ١٣٢٧ هِجْرِيَّةً نَفَع اللهُ بِجَامِعِه قَلْبَ كَاتِبِه وَقَارِيهِ وَسَامِعِه فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ آمِينْ وَصَلَّي اللهُ عَلي سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِه وَسَلَّمَ
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا بِأَنَّنَا اقْتَرَفْنَا
وَأَنَّنَا أَسْرَفْنَا عَلي لَظي أَشْرَفْنَا
فَتب عَلَيْنَا تَوْبَةْ تَغْسِلْ لِكُلّ حَوْبَةْ
وَاسْتُرْ لَنَا الْعَوْرَات وَآمِنِ الرَّوْعَات
وَاغْفِرْ لِوَالِدِيْنَا رَب وَمَوْلُوْدِيْنَا
وَالآلِ وَالإخْوَانِ وَسَائِرِ الْخِلانِ
وَكُلّ ذِيْ مَحَبَّةْ أَوْجيْرَةٍ أَوْ صُحْبَةْ
وَالْمُسْلِمِيْنَ أَجْمَعْ آمِيْنَ رَب اسْمَعْ
فَضْلا وَجُوْدًا مَنًّا لا بِاكْتِسَاب مِنَّا
بِالْمُصْطَفَي الرَّسُوْلِ نُحْظي بِكُلّ سُوْلِ
صَلّي وَسَلَّمْ رَبي عَلَيْهِ عَدَّ الْحَب
وَآلِه وَالصَّحْب عَدَدَ طَشّ السُّحْب
وَالْحَمْدُ لِلإلهِ فِي الْبَدْءِ وَالتَّنَاهِيْ
سِمْطُ الدُّرَرْ فِيْ أَخْبَارِ مَوْلِدِ خَيْرِ الْبَشَرْ وَمَا لَه مِنْ أَخْلَاقٍ وَأَوْصَافٍ وَسِيَرْ
الفاتحة ........
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
=======================================================================================================================
O0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o
فَيَا أَيُّهَا الرَّاجُوْنَ مِنْهُ شَفَاعَةً صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا أَيُّهَا الْمُشْتَاقُوْنَ إِلى رُؤْيَا جَمَالِهْ صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا مَنْ يَخْطُبُ وِصَالَه يَقَظَةً وَمَنَامًا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ وَعَلى آلِهْ
=======================================================================================================================
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ زَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَتْقَى الْأَتْقِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَصْفَى الْأَصْفِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَزْكَى اْلأَزْكِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ رَبّ السَّمَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ دَامَ بِلَا انْقِضَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَحْمَدْ يَا حَبِيْبِيْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ طه يَا طَبِيْبِيْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُشَفَّعِ فِي الْقِيَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُظَلَّلِ بِالْغَمَامَةْ
يا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = أشرف بدر في الكون اشرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = أكرم داع يدعوا الى الحـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ = المصطفى الصادق المصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ = احلى الورى منطقاً واصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ = افضل مـن بالتقـى تحقـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = من بالسخا و الوفـاء تخلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = واجمع من الشمل ما تفـرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = و اصلح وسهل ما قد تعـوق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = و افتح من الخير كل مغلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = وآلـه ومـن بالنبـي تعلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = وآله ومن للحبيـب يعشـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = ومـن بحبـل النبـي توثـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = يا رب صـل عليـه وسلـم
O0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوي سلطانه * الواضح برهانه * المبسوط في الوجود كرمه واحسانه * تعالى مجده وعظم شانه * خلق الخلق لحكمه * وطوى عليها علمه * وبسط لهم من فائض المنة ما جرت به اقدار القسمة * فأرسل إليهم اشرف خلقه واجل عبيده رحمة * تعلقت ارادته الأزلية بخلق هذا العبد المحبوب * فانتشرت اثار شرفه في عوالم الشهادة والغيوب * فما اجل هذا المن الذي تكرم به المنان * وما اعظم هذا الفضل الذي برز من حضرة الإحسان * صورة كاملة ظهرت في هيكل محمود * فتعطرت بوجودها اكناف الوجود * وطرزت برد العوالم بطراز التكريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
تجلى الحق في عالم قدسه الواسع * تجليا بإنتشار فضله في القريب والشاسع * فله الحمد الذي لا تنحصر افراده بتعداد * و لايمل تكراره بكثرة ترداد * حيث ابرز من عالم الإمكان * صورة هذا الأنسان * ليتشرف بوجوده الثقلان * وتنتشر اسراره في الأكوان * فما من سر اتصل به قلب منيب * الا من سوابغ فضل الله على هذا الحبيب *
يا لقلب سروره قـد توالـى = بحبيبٍ عـم الأنـام نـوالا
جل من شرف الوجود بنور = غمر الكون بهجـةً وجمـالا
قد ترقى في الحسن اعلى مقامٍ = وتناهى في مجـده وتعالـى
لاحظته العيون فيما اجتلتـه = بشرا كاملا يزيح الضـلالا
وهو من فوق علم ما قدرتـه = رفعة في شؤونـه و كمـالا
فسبحان الذي ابرز من حضرة الأمتنان * ما يعجز عن وصفه اللسان * ويحار في تعقل معانيه الجنان * انتشر منه في عالم البطون والظهور * ما ملاء الوجود الخلقي نور * فتبارك الله من اله كريم * بشرتنا اياته في الذكر الحكيم * ببشارة } لقد جاءكم رسول من انفسكم * عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم * } فمن فاجأته هذه البشارة و تلقاها بقلب سليم فقد هدي الى صراط مستقيم
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تعرب بها اللسان * عما تضمنه الجنان * من التصديق بها والاذعان * تثبت بها في الصدور من الإيمان قواعده * و تلوح على اهل اليقين من سر ذلك الإذعان والتصديق شواهده * واشهد ان سيدنا محمدا العبد الصادق في قوله وفعله * و المبلغ عن الله ما امره بتبليغه لخلقه من فرضه ونفله * عبد ارسله الله للعالمين بشيرا ونذيرا * فبلغ الرسالة * و ادى الأمانة * وهدى الله به من الأمة بشرا كثيرا * فكان في ظلمة الجهل للمستبصرين سراجا وقمرا منيرا * فما اعظمها من منة تكرّم الله بها على البشر * و ما اوسعها من نعمة انتشر سرها في البحر و البر * اللهم صل وسلم باجل الصلوات واجمعها و ازكى التحيات و اوسعها * على هذا العبد الذي وفى بحق العبودية * و برز فيها في خلعة الكمال * و قام بحق الربوبية في مواطن الخدمة لله و اقبل عليه غاية الإقبال * صلاة يتصل بها روح المصلي عليه به * فينبسط في قلبه نور سر تعلقه به وحبه * و يكتب بها بعناية الله في حزبه * وعلى اله وصحبه الذين ارتقوا صهوة المجد بقربه * و تفيأوا ظلال الشرف الأصلي بوده وحبه * و ما عطر الأكوان بنشر ذكراهم نسيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
(اما بعد) فلما تعلقت ارادة الله في العلم القديم * بظهور اسرار التخصيص للبشر الكريم * بالتقديم والتكريم * نفذت القدرة الباهرة * بالنعمة الواسعة و المنة الغامرة * فانفلقت بيضة التصوير * في العالم المطلق الكبير * عن جمال مشهود بالعين * حاو لوصف الكمال المطلق و الحسن التام و الزين * فتنقل ذلك الجمال الميمون * في الأصلاب الكريمة والبطون * فما من صلب ضمه * الا و تمت عليه من الله النعمة * فهو القمر التام الذي يتنقل في بروجه * ليتشرف به موطن استقراره و موضع خروجه * وقد قضت الأقدار الأزلية بما قضت و اظهرت من سر هذا النور ما اظهرت * و خصصت به من خصصت * فكان مستقره في الأصلاب الفاخرة * والأرحام الشريفة الطاهرة * حتى برز في عالم الشهادة بشرا لا كالبشر * و نورا حير الأفكار ظهوره و بهر * فتعلقت همة الراقم لهذه الحروف* بإن يرقم في هذا القرطاس ماهو لديه من عجائب ذلك النور معروف * و إن كانت الألسن لا تفي بعشر معشار اوصاف ذلك الموصوف * تشويقا للسامعين * من خواص المؤمنين * و ترويحا للمتعلقين بهذا النور المبين * و الا فانى تعرب الأقلام * عن شؤن خير الأنام * ولكن هزني الى تدوين ما حفظته من سير اشرف المخلوقين * و ما اكرمه الله به في مولده من الفضل الذي عم العالمين * و بقيت رايته في الكون منشورة على مر الأيام والشهور والسنين * داعي التعلق بهذه الحضرة الكريمة * ولاعج التشوق الى سماع اوصافها العظيمة * و لعل الله ينفع بها المتكلم والسامع * فيدخلان في شفاعة هذا النبي الشافع * و يتروحان بروح ذلك النعيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
وقد آن للقلم ان يخط ما حركته فيه الأنامل * مما استفاده الفهم من صفات هذا العبد المحبوب الكامل * و شمائله التي هي احسن الشمائل * وهنا حسن ان نثبت ما بلغ الينا في شأن هذا الحبيب من اخبارٍ و أثار * ليتشرف بكتابته القلم والقرطاس و تتنزه في حدائقه الأسماع و الأبصار * وقد بلغنا في الأحاديث المشهورة أن اول شيء خلقه الله هو النور المودع في هذه الصورة * فنور هذا الحبيب اول مخلوق برز في العالم * و منه تفرع الوجود خلقا بعد خلق فيما حدث و ما تقادم * وقد اخرج عبدالرزاق بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال : { قلت يا رسول الله بابي و امي اخبرني عن اول شيء خلقه الله قبل الأشياء * قال : يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك محمد صلى الله عليه وسلم من نوره } * وقد ورد من حديث ابو هريرة رضي الله عنه انه قال : * { قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت اول النبيين في الخلقِ وآخرهم في البعث }* وقد تعددت الروايات بانه اول الخلق وجودا و اشرفهم مولودا * ولما كانت السعادة الأبدية * لها ملاحظة خفية اختصت من شاءت من البرية * بكمال الخصوصية * فاستودعت هذا النور المبين * اصلاب و بطون من شرفته من العالمين * فتنقل هذا النور من صلب ادم ونوح و ابراهيم * حتى اوصلته يد العلم القديم * الى من خصصته بالتكريم ابيه الكريم * عبدالله ابن عبدالمطلب ذي القدر العظيم * و امه التي هي في المخاوف آمنة * السيدة الكريمة امنة * فتلقاه صلب عبدالله * فالقاه الى بطنها * فضمته احشاؤها بمعونة الله محافظة على حق هذه الدرة و صونها * فحملته برعاية الله كما ورد عنها حملا خفيفا لا تجد له ثقلا * و لاتشكوا منه الما ولا عللا * حتى مر الشهر بعد الشهر من حمله * و قرب وقت بروزه الى عالم الشهادة لتنبسط على اهل هذا العالم فيوضات فضله * وتنتشر فيه اثار مجده الصميم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ومنذ علقت به هذه الدرة المكنونة * و الجوهرة المصونة * و الكون كله يصبح و يمسي في سرور و ابتهاج * بقرب ظهور اشراق هذا السراج * و العيون متشوفة الى بروزه * متشوقة الى التقاط جواهر كنوزه * و كل دابة لقريش نطقت بفصيح العبارة * معلنة بكمال البشارة * وما من حامل حملت في ذلك العام * الا اتت في حملها بغلام * من بركات وسعادة هذا الإمام * ولم تزل الأرض والسموات * متضمخة بعطر الفرح بملاقاة اشرف البريات * و بروزه من عالم الخفاء الى عالم الظهور * فاظهر الله في الوجود بهجة التكريم * و بسط في العالم الكبير مائدة التشريف و التعظيم * ببروز هذا البشر الكريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
فحين قرب اوان وضع هذا الحبيب * اعلنت السموات والأرضون ومن فيهن بالترحيب * و امطار الجود الالهي على اهل الوجود تثج *والسنة الملائكة بالتبشير للعالمين تعج * والقدرة كشفت قناع هذا المستور * ليبرز نوره كاملا في عالم الظهور * نورا فاق كل نور *و انفذ الحق حكمه * على من اتم الله عليه النعمة * من خواص الأمة * ان يحضر عند وضعه امة * تانيسا لجنابها المسعود * و مشاركة لها في هذا السماط الممدود * فحضرت بتوفيق الله السيدة مريم والسيدة اسية * و معهما من الحور العين من قسم الله له من الشرف بالقسمة الوافية * فاتى الوقت الذي رتب الله على حضوره وجود هذا المولود * فانفلق صبح الكمال من النور عن عمود و برز الحامد المحمود * مذعنا لله بالتعظيم والسجود *
أشرق الكون ابتهاجـا = بوجود المصطفى أحمد
و لأهل الكون أنـس = و سرور قـد تجـدد
فاطربوا يا أهل المثاني = فهزار اليمـن غـرد
و استضيئوا بجمـالٍ = فاق في الحسن تفـرد
ولنا البشـرى بسعـد = مستمر ليـس ينفد
حيث أوتينـا عطـاءً = جمع الفخـر المؤبـد
فلربـي كـل حـمـد = جل ان يحصره العـد
يا رسـول الله أهـلا = بك إنـا بـك نسعـد
و بجاهـه يـا إلهـي = جد و بلغ كل مقصـد
و اهدنا نهج سبيلـه = كي به نسعد و نرشـد
رب بلغنـا بجـاهـه = في جواره خير مقعـد
و صـلاة الله تغشـى = أشرف الرسل محمـد
و ســلام مستـمـر = كـل حيـن يتـجـدد
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
وحين برز صلى الله عليه وسلم من بطن امه برز رافعا طرفه الى السماء * مؤميابذلك الرفع الى انه له شرفا علا مجده وسما * وكان وقت مولد سيد الكونين * من الشهور شهر ربيع الأول ومن الأيام يوم الأثنين * و موضع ولادته و قبره بالحرمين * و قد ورد انه ولد مختونا مكحولا مقطوع السرة * تولت ذلك لشرفه عند الله ايدي القدرة * و مع بروزه الى هذا العالم ظهر من العجائب * ما يدل على انه اشرف المخلوقين وافضلالحبائب * فقد ورد عن عبدالرحمن بن عوف عن امه الشفاء رضي الله عنهما * قالت : { لما ولدت امنة رضي الله عنها رسول الله وقع على يدي فا ستهلَّ فسمعت قائلاً يقول رحمك الله او رحمك ربك * قالت الشفء : فاضاء له ما بين المشرق والمغرب * * و كم ترجمت السنة من عظيم المعجزات * و باهر الايات البينات * بما يقضي بعظيم شرفه عند مولاه * و إن عين عنايته في كل حين ترعاه * وانه الهادي الى الصراط المستقيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ولقد اتصف من محاسن الأخلاق * بما تضيق عن كتابته بطون الأوراق * كان احسن الناس خلقا و خلقا * و اولهم الى مكارم الاخلاق سبقا * و اوسعهم بالمؤمنين حلما ورفقا * بــــرا رؤفــــا * لا يقول و لا يفعل الا معروفا* له الخلق السهل * و اللفظُ المحتوي على المعنى الجزل * إذا دعاه المسكين اجابه اجابة معجلة * و هو الأب الشفيق الرحيم لليتيم و الأرملة * وله مع سهولة اخلاقه الهيبة القوية * التي ترتعد منها فرائص الأقوياء من البرية * و من نشر طيبه تعطرت الطرق و المنازل * و بعرف ذكره تطيبت المجالس و المحافل * فهو جامع الصفات الكمالية * و المنفرد في خلقه و خلقه بإشرف خصوصية * فما من خلق في البرية محمود * الا وهو متلقى عن زين الوجود *
اجملت في وصف الحبيب وشأنه = وله العلا في مجـده و مكانـه
اوصاف عز قد تعالى مجدهـا = اخذت على نجم السهـا بعنانـه
وقد انبسط القلم في تدوين ما افاده العلم من وقائع مولد النبي الكريم * و حكاية ما اكرم الله به هذا العبد المقرب من التكريم والتعظيم والخلق العظيم * فحسن مني ان امسك اعنة الأقلام في هذا المقام * و اقرأ السلام * على سيد الأنام *
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
وبذلك يحسن الختم كما يحسن التقديم * فعليه افضل الصلاة والتسليم
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
الدعاء
ولما نظم الفكر من دراري الأوصاف المحمدية عقودا ¤ توجهت إلي الله متوسلا بسيدي وحبيبي محمد صلي الله عليه وسلم أن يجعل سعيي فيه مشكورا وفعلي فيه محمودا ¤ وأن يكتب عملي في الأعمال المقبولة ¤ وتوجهي في التوجهات الخالصة والصلات الموصولة ¤ اللهم يا من إليه تتوجه الآمال فتعود ظافرة ¤ وعلي باب عزته تحط الرحال فتغشاها منه الفيوضات الغامرة ¤ نتوجه إليك ¤ بأشرف الوسائل لديك ¤ سيد المرسلين ¤ عبدك الصادق الأمين ¤ سيدنا محمد الذي عمت رسالته العالمين ¤ أن تصلي وتسلم علي تلك الذات الكاملة ¤ مستودع أمانتك ¤ وحفيظ سرك ¤ وحامل راية دعوتك الشاملة ¤ الأب الأكبر ¤ المحبوب لك والمخصص بالشرف الأفخر ¤ في كل موطن من مواطن القرب ومظهر ¤ قاسم إمدادك في عبادك ¤ وساقي كؤوس إرشادك لأهل ودادك ¤ سيد الكونين ¤ وأشرف الثقلين ¤ العبد المحبوب الخالص ¤ المخصوص منك بأجل الخصائص ¤ اللهم صل وسلم عليه وعلي آله وأصحابه ¤ وأهل حضرة اقترابه من أحبابه ¤ اللهم إنا نقدم إليك جاه هذا النبي الكريم ¤ ونتوسل إليك بشرف مقامه العظيم ¤ أن تلاحظنا في حركاتنا وسكناتنا بعين عنايتك ¤ وأن تحفظنا في جميع أطوارنا وتقلباتنا بجميل رعايتك ¤ وحصين وقايتك ¤ وأن تبلغنا من شرف القرب إليك وإلي هذا الحبيب غاية آمالنا ¤ وتتقبل منا ما تحركنا فيه من نياتنا وأعمالنا ¤ وتجعلنا في حضرة هذا الحبيب من الحاضرين ¤ وفي طرائق اتباعه من السالكين ¤ ولحقك وحقه من المؤدين ¤ ولعهدك من الحافظين ¤ (اللهم) إن لنا أطماعا في رحمتك الخاصة فلا تحرمنا ¤ وظنونا جميلة هي وسيلتنا إليك فلا تخيبنا ¤ آمنا بك وبرسولك وما جاء به من الدين ¤ وتوجهنا به إليك مستشفعين ¤ أن تقابل المذنب منا بالغفران ¤ والمسيئ بالإحسان ¤ والسائل بما سأل ¤ والمؤمل بما أمل ¤ وأن تجعلنا ممن نصر هذا الحبيب ووازره ¤ ووالاه وظاهره ¤ وعم ببركته وشريف وجهته أولادنا ووالدينا ¤ وأهل قطرنا ووادينا ¤ وجميع المسلمين والمسلمات ¤ والمؤمنين والمؤمنات ¤ في جميع الجهات ¤ وادم راية الدين القويم في جميع الأقطار منشورة ¤ ومعالم الإسلام والإيمان بأهلها معمورة ¤ معني وصورة ¤ واكشف اللهم كربة المكروبين ¤ واقض دين المدينين ¤ واغفر للمذنبين ¤ وتقبل توبة التائبين ¤ وانشر رحمتك علي عبادك المؤمنين أجمعين ¤ واكف شر المعتدين والظالمين ¤ وابسط العدل بولاة الحق في جميع النواحي والأقطار ¤ وأيدهم بتأييد من عندك ونصر علي المعاندين من المنافقين والكفار ¤ واجعلنا يا رب في الحصن الحصين من جميع البلايا ¤ وفي الحرز المكين من الذنوب والخطايا ¤ وأدمنا في العمل بطاعتك والصدق في خدمتك قائمين ¤ وإذا توفيتنا فتوفنا مسلمين مؤمنين ¤ واختم لنا منك بخير أجمعين ¤ وصل وسلم علي هذا الحبيب المحبوب ¤ للأجسام والأرواح والقلوب ¤ وعلي آله وصحبه ومن إليه منسوب ¤ وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
إنتهى
أملي ذلك سيدي الحبيب في ثلاثة مجالس خفيفة وذلك في وسط شهر ربيع الأول عام ١٣٢٧ هجرية نفع الله بجامعه قلب كاتبه وقاريه وسامعه في الدنيا والآخرة آمين وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وسلم
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا
يا ربنا اعترفنا بأننا اقترفنا
وأننا أسرفنا علي لظي أشرفنا
فتب علينا توبة تغسل لكل حوبة
واستر لنا العورات وآمن الروعات
واغفر لوالدينا رب ومولودينا
والآل والإخوان وسائر الخلان
وكل ذي محبة أو جيرة أو صحبة
والمسلمين أجمع آمين رب اسمع
فضلا وجودا منا لا باكتساب منا
بالمصطفي الرسول نحظي بكل سول
صلي وسلم ربي عليه عد الحب
وآله والصحب عدد طش السحب
والحمد للإله في البدء والتناهي
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
=======================================================================================================================
O0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o
فَيَا أَيُّهَا الرَّاجُوْنَ مِنْهُ شَفَاعَةً صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا أَيُّهَا الْمُشْتَاقُوْنَ إِلى رُؤْيَا جَمَالِهْ صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا مَنْ يَخْطُبُ وِصَالَه يَقَظَةً وَمَنَامًا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ وَعَلى آلِهْ
=======================================================================================================================
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ زَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَتْقَى الْأَتْقِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَصْفَى الْأَصْفِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَزْكَى اْلأَزْكِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ رَبّ السَّمَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ دَامَ بِلَا انْقِضَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَحْمَدْ يَا حَبِيْبِيْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ طه يَا طَبِيْبِيْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُشَفَّعِ فِي الْقِيَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُظَلَّلِ بِالْغَمَامَةْ
يا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = أشرف بدر في الكون اشرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = أكرم داع يدعوا الى الحـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ = المصطفى الصادق المصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ = احلى الورى منطقاً واصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ = افضل مـن بالتقـى تحقـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = من بالسخا و الوفـاء تخلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = واجمع من الشمل ما تفـرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = و اصلح وسهل ما قد تعـوق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = و افتح من الخير كل مغلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = وآلـه ومـن بالنبـي تعلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = وآله ومن للحبيـب يعشـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = ومـن بحبـل النبـي توثـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = يا رب صـل عليـه وسلـم
O0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوي سلطانه * الواضح برهانه * المبسوط في الوجود كرمه واحسانه * تعالى مجده وعظم شانه * خلق الخلق لحكمه * وطوى عليها علمه * وبسط لهم من فائض المنة ما جرت به اقدار القسمة * فأرسل إليهم اشرف خلقه واجل عبيده رحمة * تعلقت ارادته الأزلية بخلق هذا العبد المحبوب * فانتشرت اثار شرفه في عوالم الشهادة والغيوب * فما اجل هذا المن الذي تكرم به المنان * وما اعظم هذا الفضل الذي برز من حضرة الإحسان * صورة كاملة ظهرت في هيكل محمود * فتعطرت بوجودها اكناف الوجود * وطرزت برد العوالم بطراز التكريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
تجلى الحق في عالم قدسه الواسع * تجليا بإنتشار فضله في القريب والشاسع * فله الحمد الذي لا تنحصر افراده بتعداد * و لايمل تكراره بكثرة ترداد * حيث ابرز من عالم الإمكان * صورة هذا الأنسان * ليتشرف بوجوده الثقلان * وتنتشر اسراره في الأكوان * فما من سر اتصل به قلب منيب * الا من سوابغ فضل الله على هذا الحبيب *
يا لقلب سروره قـد توالـى = بحبيبٍ عـم الأنـام نـوالا
جل من شرف الوجود بنور = غمر الكون بهجـةً وجمـالا
قد ترقى في الحسن اعلى مقامٍ = وتناهى في مجـده وتعالـى
لاحظته العيون فيما اجتلتـه = بشرا كاملا يزيح الضـلالا
وهو من فوق علم ما قدرتـه = رفعة في شؤونـه و كمـالا
فسبحان الذي ابرز من حضرة الأمتنان * ما يعجز عن وصفه اللسان * ويحار في تعقل معانيه الجنان * انتشر منه في عالم البطون والظهور * ما ملاء الوجود الخلقي نور * فتبارك الله من اله كريم * بشرتنا اياته في الذكر الحكيم * ببشارة } لقد جاءكم رسول من انفسكم * عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم * } فمن فاجأته هذه البشارة و تلقاها بقلب سليم فقد هدي الى صراط مستقيم
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تعرب بها اللسان * عما تضمنه الجنان * من التصديق بها والاذعان * تثبت بها في الصدور من الإيمان قواعده * و تلوح على اهل اليقين من سر ذلك الإذعان والتصديق شواهده * واشهد ان سيدنا محمدا العبد الصادق في قوله وفعله * و المبلغ عن الله ما امره بتبليغه لخلقه من فرضه ونفله * عبد ارسله الله للعالمين بشيرا ونذيرا * فبلغ الرسالة * و ادى الأمانة * وهدى الله به من الأمة بشرا كثيرا * فكان في ظلمة الجهل للمستبصرين سراجا وقمرا منيرا * فما اعظمها من منة تكرّم الله بها على البشر * و ما اوسعها من نعمة انتشر سرها في البحر و البر * اللهم صل وسلم باجل الصلوات واجمعها و ازكى التحيات و اوسعها * على هذا العبد الذي وفى بحق العبودية * و برز فيها في خلعة الكمال * و قام بحق الربوبية في مواطن الخدمة لله و اقبل عليه غاية الإقبال * صلاة يتصل بها روح المصلي عليه به * فينبسط في قلبه نور سر تعلقه به وحبه * و يكتب بها بعناية الله في حزبه * وعلى اله وصحبه الذين ارتقوا صهوة المجد بقربه * و تفيأوا ظلال الشرف الأصلي بوده وحبه * و ما عطر الأكوان بنشر ذكراهم نسيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
(اما بعد) فلما تعلقت ارادة الله في العلم القديم * بظهور اسرار التخصيص للبشر الكريم * بالتقديم والتكريم * نفذت القدرة الباهرة * بالنعمة الواسعة و المنة الغامرة * فانفلقت بيضة التصوير * في العالم المطلق الكبير * عن جمال مشهود بالعين * حاو لوصف الكمال المطلق و الحسن التام و الزين * فتنقل ذلك الجمال الميمون * في الأصلاب الكريمة والبطون * فما من صلب ضمه * الا و تمت عليه من الله النعمة * فهو القمر التام الذي يتنقل في بروجه * ليتشرف به موطن استقراره و موضع خروجه * وقد قضت الأقدار الأزلية بما قضت و اظهرت من سر هذا النور ما اظهرت * و خصصت به من خصصت * فكان مستقره في الأصلاب الفاخرة * والأرحام الشريفة الطاهرة * حتى برز في عالم الشهادة بشرا لا كالبشر * و نورا حير الأفكار ظهوره و بهر * فتعلقت همة الراقم لهذه الحروف* بإن يرقم في هذا القرطاس ماهو لديه من عجائب ذلك النور معروف * و إن كانت الألسن لا تفي بعشر معشار اوصاف ذلك الموصوف * تشويقا للسامعين * من خواص المؤمنين * و ترويحا للمتعلقين بهذا النور المبين * و الا فانى تعرب الأقلام * عن شؤن خير الأنام * ولكن هزني الى تدوين ما حفظته من سير اشرف المخلوقين * و ما اكرمه الله به في مولده من الفضل الذي عم العالمين * و بقيت رايته في الكون منشورة على مر الأيام والشهور والسنين * داعي التعلق بهذه الحضرة الكريمة * ولاعج التشوق الى سماع اوصافها العظيمة * و لعل الله ينفع بها المتكلم والسامع * فيدخلان في شفاعة هذا النبي الشافع * و يتروحان بروح ذلك النعيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
وقد آن للقلم ان يخط ما حركته فيه الأنامل * مما استفاده الفهم من صفات هذا العبد المحبوب الكامل * و شمائله التي هي احسن الشمائل * وهنا حسن ان نثبت ما بلغ الينا في شأن هذا الحبيب من اخبارٍ و أثار * ليتشرف بكتابته القلم والقرطاس و تتنزه في حدائقه الأسماع و الأبصار * وقد بلغنا في الأحاديث المشهورة أن اول شيء خلقه الله هو النور المودع في هذه الصورة * فنور هذا الحبيب اول مخلوق برز في العالم * و منه تفرع الوجود خلقا بعد خلق فيما حدث و ما تقادم * وقد اخرج عبدالرزاق بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال : { قلت يا رسول الله بابي و امي اخبرني عن اول شيء خلقه الله قبل الأشياء * قال : يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك محمد صلى الله عليه وسلم من نوره } * وقد ورد من حديث ابو هريرة رضي الله عنه انه قال : * { قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت اول النبيين في الخلقِ وآخرهم في البعث }* وقد تعددت الروايات بانه اول الخلق وجودا و اشرفهم مولودا * ولما كانت السعادة الأبدية * لها ملاحظة خفية اختصت من شاءت من البرية * بكمال الخصوصية * فاستودعت هذا النور المبين * اصلاب و بطون من شرفته من العالمين * فتنقل هذا النور من صلب ادم ونوح و ابراهيم * حتى اوصلته يد العلم القديم * الى من خصصته بالتكريم ابيه الكريم * عبدالله ابن عبدالمطلب ذي القدر العظيم * و امه التي هي في المخاوف آمنة * السيدة الكريمة امنة * فتلقاه صلب عبدالله * فالقاه الى بطنها * فضمته احشاؤها بمعونة الله محافظة على حق هذه الدرة و صونها * فحملته برعاية الله كما ورد عنها حملا خفيفا لا تجد له ثقلا * و لاتشكوا منه الما ولا عللا * حتى مر الشهر بعد الشهر من حمله * و قرب وقت بروزه الى عالم الشهادة لتنبسط على اهل هذا العالم فيوضات فضله * وتنتشر فيه اثار مجده الصميم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ومنذ علقت به هذه الدرة المكنونة * و الجوهرة المصونة * و الكون كله يصبح و يمسي في سرور و ابتهاج * بقرب ظهور اشراق هذا السراج * و العيون متشوفة الى بروزه * متشوقة الى التقاط جواهر كنوزه * و كل دابة لقريش نطقت بفصيح العبارة * معلنة بكمال البشارة * وما من حامل حملت في ذلك العام * الا اتت في حملها بغلام * من بركات وسعادة هذا الإمام * ولم تزل الأرض والسموات * متضمخة بعطر الفرح بملاقاة اشرف البريات * و بروزه من عالم الخفاء الى عالم الظهور * فاظهر الله في الوجود بهجة التكريم * و بسط في العالم الكبير مائدة التشريف و التعظيم * ببروز هذا البشر الكريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
فحين قرب اوان وضع هذا الحبيب * اعلنت السموات والأرضون ومن فيهن بالترحيب * و امطار الجود الالهي على اهل الوجود تثج *والسنة الملائكة بالتبشير للعالمين تعج * والقدرة كشفت قناع هذا المستور * ليبرز نوره كاملا في عالم الظهور * نورا فاق كل نور *و انفذ الحق حكمه * على من اتم الله عليه النعمة * من خواص الأمة * ان يحضر عند وضعه امة * تانيسا لجنابها المسعود * و مشاركة لها في هذا السماط الممدود * فحضرت بتوفيق الله السيدة مريم والسيدة اسية * و معهما من الحور العين من قسم الله له من الشرف بالقسمة الوافية * فاتى الوقت الذي رتب الله على حضوره وجود هذا المولود * فانفلق صبح الكمال من النور عن عمود و برز الحامد المحمود * مذعنا لله بالتعظيم والسجود *
أشرق الكون ابتهاجـا = بوجود المصطفى أحمد
و لأهل الكون أنـس = و سرور قـد تجـدد
فاطربوا يا أهل المثاني = فهزار اليمـن غـرد
و استضيئوا بجمـالٍ = فاق في الحسن تفـرد
ولنا البشـرى بسعـد = مستمر ليـس ينفد
حيث أوتينـا عطـاءً = جمع الفخـر المؤبـد
فلربـي كـل حـمـد = جل ان يحصره العـد
يا رسـول الله أهـلا = بك إنـا بـك نسعـد
و بجاهـه يـا إلهـي = جد و بلغ كل مقصـد
و اهدنا نهج سبيلـه = كي به نسعد و نرشـد
رب بلغنـا بجـاهـه = في جواره خير مقعـد
و صـلاة الله تغشـى = أشرف الرسل محمـد
و ســلام مستـمـر = كـل حيـن يتـجـدد
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
وحين برز صلى الله عليه وسلم من بطن امه برز رافعا طرفه الى السماء * مؤميابذلك الرفع الى انه له شرفا علا مجده وسما * وكان وقت مولد سيد الكونين * من الشهور شهر ربيع الأول ومن الأيام يوم الأثنين * و موضع ولادته و قبره بالحرمين * و قد ورد انه ولد مختونا مكحولا مقطوع السرة * تولت ذلك لشرفه عند الله ايدي القدرة * و مع بروزه الى هذا العالم ظهر من العجائب * ما يدل على انه اشرف المخلوقين وافضلالحبائب * فقد ورد عن عبدالرحمن بن عوف عن امه الشفاء رضي الله عنهما * قالت : { لما ولدت امنة رضي الله عنها رسول الله وقع على يدي فا ستهلَّ فسمعت قائلاً يقول رحمك الله او رحمك ربك * قالت الشفء : فاضاء له ما بين المشرق والمغرب * * و كم ترجمت السنة من عظيم المعجزات * و باهر الايات البينات * بما يقضي بعظيم شرفه عند مولاه * و إن عين عنايته في كل حين ترعاه * وانه الهادي الى الصراط المستقيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ولقد اتصف من محاسن الأخلاق * بما تضيق عن كتابته بطون الأوراق * كان احسن الناس خلقا و خلقا * و اولهم الى مكارم الاخلاق سبقا * و اوسعهم بالمؤمنين حلما ورفقا * بــــرا رؤفــــا * لا يقول و لا يفعل الا معروفا* له الخلق السهل * و اللفظُ المحتوي على المعنى الجزل * إذا دعاه المسكين اجابه اجابة معجلة * و هو الأب الشفيق الرحيم لليتيم و الأرملة * وله مع سهولة اخلاقه الهيبة القوية * التي ترتعد منها فرائص الأقوياء من البرية * و من نشر طيبه تعطرت الطرق و المنازل * و بعرف ذكره تطيبت المجالس و المحافل * فهو جامع الصفات الكمالية * و المنفرد في خلقه و خلقه بإشرف خصوصية * فما من خلق في البرية محمود * الا وهو متلقى عن زين الوجود *
اجملت في وصف الحبيب وشأنه = وله العلا في مجـده و مكانـه
اوصاف عز قد تعالى مجدهـا = اخذت على نجم السهـا بعنانـه
وقد انبسط القلم في تدوين ما افاده العلم من وقائع مولد النبي الكريم * و حكاية ما اكرم الله به هذا العبد المقرب من التكريم والتعظيم والخلق العظيم * فحسن مني ان امسك اعنة الأقلام في هذا المقام * و اقرأ السلام * على سيد الأنام *
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
وبذلك يحسن الختم كما يحسن التقديم * فعليه افضل الصلاة والتسليم
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
الدعاء
ولما نظم الفكر من دراري الأوصاف المحمدية عقودا ¤ توجهت إلي الله متوسلا بسيدي وحبيبي محمد صلي الله عليه وسلم أن يجعل سعيي فيه مشكورا وفعلي فيه محمودا ¤ وأن يكتب عملي في الأعمال المقبولة ¤ وتوجهي في التوجهات الخالصة والصلات الموصولة ¤ اللهم يا من إليه تتوجه الآمال فتعود ظافرة ¤ وعلي باب عزته تحط الرحال فتغشاها منه الفيوضات الغامرة ¤ نتوجه إليك ¤ بأشرف الوسائل لديك ¤ سيد المرسلين ¤ عبدك الصادق الأمين ¤ سيدنا محمد الذي عمت رسالته العالمين ¤ أن تصلي وتسلم علي تلك الذات الكاملة ¤ مستودع أمانتك ¤ وحفيظ سرك ¤ وحامل راية دعوتك الشاملة ¤ الأب الأكبر ¤ المحبوب لك والمخصص بالشرف الأفخر ¤ في كل موطن من مواطن القرب ومظهر ¤ قاسم إمدادك في عبادك ¤ وساقي كؤوس إرشادك لأهل ودادك ¤ سيد الكونين ¤ وأشرف الثقلين ¤ العبد المحبوب الخالص ¤ المخصوص منك بأجل الخصائص ¤ اللهم صل وسلم عليه وعلي آله وأصحابه ¤ وأهل حضرة اقترابه من أحبابه ¤ اللهم إنا نقدم إليك جاه هذا النبي الكريم ¤ ونتوسل إليك بشرف مقامه العظيم ¤ أن تلاحظنا في حركاتنا وسكناتنا بعين عنايتك ¤ وأن تحفظنا في جميع أطوارنا وتقلباتنا بجميل رعايتك ¤ وحصين وقايتك ¤ وأن تبلغنا من شرف القرب إليك وإلي هذا الحبيب غاية آمالنا ¤ وتتقبل منا ما تحركنا فيه من نياتنا وأعمالنا ¤ وتجعلنا في حضرة هذا الحبيب من الحاضرين ¤ وفي طرائق اتباعه من السالكين ¤ ولحقك وحقه من المؤدين ¤ ولعهدك من الحافظين ¤ (اللهم) إن لنا أطماعا في رحمتك الخاصة فلا تحرمنا ¤ وظنونا جميلة هي وسيلتنا إليك فلا تخيبنا ¤ آمنا بك وبرسولك وما جاء به من الدين ¤ وتوجهنا به إليك مستشفعين ¤ أن تقابل المذنب منا بالغفران ¤ والمسيئ بالإحسان ¤ والسائل بما سأل ¤ والمؤمل بما أمل ¤ وأن تجعلنا ممن نصر هذا الحبيب ووازره ¤ ووالاه وظاهره ¤ وعم ببركته وشريف وجهته أولادنا ووالدينا ¤ وأهل قطرنا ووادينا ¤ وجميع المسلمين والمسلمات ¤ والمؤمنين والمؤمنات ¤ في جميع الجهات ¤ وادم راية الدين القويم في جميع الأقطار منشورة ¤ ومعالم الإسلام والإيمان بأهلها معمورة ¤ معني وصورة ¤ واكشف اللهم كربة المكروبين ¤ واقض دين المدينين ¤ واغفر للمذنبين ¤ وتقبل توبة التائبين ¤ وانشر رحمتك علي عبادك المؤمنين أجمعين ¤ واكف شر المعتدين والظالمين ¤ وابسط العدل بولاة الحق في جميع النواحي والأقطار ¤ وأيدهم بتأييد من عندك ونصر علي المعاندين من المنافقين والكفار ¤ واجعلنا يا رب في الحصن الحصين من جميع البلايا ¤ وفي الحرز المكين من الذنوب والخطايا ¤ وأدمنا في العمل بطاعتك والصدق في خدمتك قائمين ¤ وإذا توفيتنا فتوفنا مسلمين مؤمنين ¤ واختم لنا منك بخير أجمعين ¤ وصل وسلم علي هذا الحبيب المحبوب ¤ للأجسام والأرواح والقلوب ¤ وعلي آله وصحبه ومن إليه منسوب ¤ وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
إنتهى
أملي ذلك سيدي الحبيب في ثلاثة مجالس خفيفة وذلك في وسط شهر ربيع الأول عام ١٣٢٧ هجرية نفع الله بجامعه قلب كاتبه وقاريه وسامعه في الدنيا والآخرة آمين وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وسلم
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا
يا ربنا اعترفنا بأننا اقترفنا
وأننا أسرفنا علي لظي أشرفنا
فتب علينا توبة تغسل لكل حوبة
واستر لنا العورات وآمن الروعات
واغفر لوالدينا رب ومولودينا
والآل والإخوان وسائر الخلان
وكل ذي محبة أو جيرة أو صحبة
والمسلمين أجمع آمين رب اسمع
فضلا وجودا منا لا باكتساب منا
بالمصطفي الرسول نحظي بكل سول
صلي وسلم ربي عليه عد الحب
وآله والصحب عدد طش السحب
والحمد للإله في البدء والتناهي
Rabu, 20 Oktober 2010
MAULID SIMTHUDDUROR مَوْلِدْ سِمْطُ الدُّرَرْ (tidak full)
اَلْفَاتِحَةْ ..........
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
فَيَا أَيُّهَا الرَّاجُوْنَ مِنْهُ شَفَاعَةً صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا أَيُّهَا الْمُشْتَاقُوْنَ إِلى رُؤْيَا جَمَالِهْ صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا مَنْ يَخْطُبُ وِصَالَه يَقَظَةً وَمَنَامًا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ وَعَلى آلِهْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ زَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَتْقَى الْأَتْقِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَصْفَى الْأَصْفِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَزْكَى اْلأَزْكِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ رَبّ السَّمَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ دَامَ بِلَا انْقِضَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَحْمَدْ يَا حَبِيْبِيْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ طه يَا طَبِيْبِيْ اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُشَفَّعِ فِي الْقِيَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُظَلَّلِ بِالْغَمَامَةْ
يا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = أشرف بدر في الكون اشرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = أكرم داع يدعوا الى الحـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = المصطفى الصادق المصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = احلى الورى منطقا واصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = افضل مـن بالتقـى تحقـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = من بالسخا و الوفـاء تخلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = واجمع من الشمل ما تفـرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = و اصلح وسهل ما قد تعـوق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = و افتح من الخير كل مغلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = وآلـه ومـن بالنبـي تعلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = وآله ومن للحبيـب يعشـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = ومـن بحبـل النبـي توثـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = يا رب صـل عليـه وسلـم
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوي سلطانه * الواضح برهانه *المبسوط في الوجود كرمه واحسانه * تعالى مجده وعظم شانه *خلق الخلق لحكمه * وطوى عليها علمه * وبسط لهم من فائض المنة ما جرت به في اقداره القسمة * فأرسل إليهم اشرف خلقه واجل عبيده رحمة * تعلقت ارادته الأزلية بخلق هذا العبد المحبوب *فانتشرت اثار شرفه في عوالم الشهادة والغيوب * فما اجل هذا المن الذي تكرم به المنان * وما اعظم هذا الفضل الذي برز من حضرة الإحسان * صورة كاملة ظهرت في هيكل محمود * فتعطرت بوجودها اكناف الوجود* وطرزت برد العوالم بطراز التكريم ¤
================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
تجلى الحق في عالم قدسه الواسع * تجليا قضى بإنتشار فضله في القريب والشاسع * فله الحمد الذي لا تنحصر افراده بتعداد * و لايمل تكراره بكثرة ترداد * حيث ابرز من عالم الإمكان * صورة هذا الأنسان * ليتشرف بوجوده الثقلان * وتنتشر اسراره في الأكوان * فما من سر اتصل به قلب منيب * الا من سوابغ فضل الله على هذا الحبيب *
يا لقلب سروره قـد توالـى = بحبيب عـم الأنـام نـوالا
جل من شرف الوجود بنور = غمر الكون بهجـةً وجمـالا
قد ترقى في الحسن اعلى مقام = وتناهى في مجـده وتعالـى
لاحظته العيون فيما اجتلتـه = بشرا كاملا يزيح الضـلالا
وهو من فوق علم ما قدراتـه = رفعة في شؤونـه و كمـالا
فسبحان الذي ابرز من حضرة الامتنان * ما يعجز عن وصفه اللسان * ويحار في تعقل معانيه الجنان * انتشر منه في عالم البطون والظهور*ما ملاء الوجود الخلقي نور * فتبارك الله من اله كريم * بشرتنا اياته في الذكر الحكيم*ببشارة } لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم } فمن فاجأته هذه البشارة و تلقاها بقلب سليم *فقد هدي الى صراط مستقيم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تعرب بها اللسان * عما تضمنه الجنان *من التصديق بها والاذعان * تثبت بها في الصدور من الإيمان قواعده * و تلوح على اهل اليقين من سر ذلك الإذعان والتصديق شواهده * واشهد ان سيدنا محمدا العبد الصادق في قوله وفعله * و المبلغ عن الله ما امره بتبليغه لخلقه من فرضه ونفله * عبد ارسله الله للعالمين بشيرا ونذيرا * فبلغ الرسالة * و ادى الأمانة * وهدى الله به من الأمة بشرا كثيرا * فكان في ظلمة الجهل للمستبصرين سراجا وقمرا منيرا * فما اعظمها من منة تكرّم الله بها على البشر * و ما اوسعها من نعمة انتشر سرها في البحر و البر * اللهم صل وسلم باجل الصلوات واجمعها و ازكى التحيات و اوسعها * على هذا العبد الذي وفى بحق العبودية * و برز فيها في خلعة الكمال * و قام بحق الربوبية في مواطن الخدمة لله و اقبل عليه غاية الإقبال * صلاة يتصل بها روح المصلي عليه به * فينبسط في قلبه نور سر تعلقه به وحبه * و يكتب بها بعناية الله في حزبه * وعلى اله وصحبه الذين ارتقوا صهوة المجد بقربه * و تفيأوا ظلال الشرف الأصلي بوده وحبه * ما عطر الأكوان بنشر ذكراهم نسيم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
(اما بعد) فلما تعلقت ارادة الله في العلم القديم * بظهور اسرار التخصيص للبشر الكريم * بالتقديم والتكريم * نفذت القدرة الباهرة * بالنعمة الواسعة و المنة الغامرة * فانفلقت بيضة التصوير *في العالم المطلق الكبير * عن جمال مشهود بالعين * حاو لوصف الكمال المطلق و الحسن التام و الزين * فتنقل ذلك الجمال الميمون * في الأصلاب الكريمة والبطون * فما من صلب ضمه * الا و تمت عليه من الله النعمة * فهو القمر التام الذي يتنقل في بروجه * ليتشرف به موطن استقراره و موضع خروجه * وقد قضت الأقدار الأزلية بما قضت و اظهرت من سر هذا النور ما اظهرت * و خصصت به من خصصت * فكان مستقره في الأصلاب الفاخرة * والأرحام الشريفة الطاهرة * حتى برز في عالم الشهادة بشرا لا كالبشر * و نورا حير الأفكار ظهوره و بهر * فتعلقت همة الراقم لهذه الحروف * بأن يرقم في هذا القرطاس ماهو لديه من عجائب ذلك النور معروف * و إن كانت الألسن لا تفي بعشر معشار اوصاف ذلك الموصوف * تشويقا للسامعين * من خواص المؤمنين * و ترويحا للمتعلقين بهذا النور المبين * و الا فانى تعرب الأقلام * عن شؤن خير الأنام * ولكن هزني الى تدوين ما حفظته من سير اشرف المخلوقين * و ما اكرمه الله به في مولده من الفضل الذي عم العالمين * و بقيت رايته في الكون منشورة على مر الأيام والشهور والسنين * داعي التعلق بهذه الحضرة الكريمة * ولاعج التشوق الى سماع اوصافها العظيمة* و لعل الله ينفع بها المتكلم والسامع * فيدخلان في شفاعة هذا النبي الشافع * و يتروحان بروح ذلك النعيم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وقد آن للقلم ان يخط ما حركته فيه الأنامل * مما استفاده الفهم من صفات هذا العبد المحبوب الكامل * و شمائله التي هي احسن الشمائل *وهنا حسن ان نثبت ما بلغ الينا في شأن هذا الحبيب من اخبارٍ و أثار * ليتشرف بكتابته القلم والقرطاس و تتنزه في حدائقه الأسماع و الأبصار * وقد بلغنا في الأحاديث المشهورة * أن اول شيء خلقه الله هو النور المودع في هذه الصورة * فنور هذا الحبيب اول مخلوق برز في العالم * و منه تفرع الوجود خلقا بعد خلق فيما حدث و ما تقادم * وقد اخرج عبدالرزاق بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال : { قلت يا رسول الله بابي و امي اخبرني عن اول شيء خلقه الله قبل الأشياء * قال : يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك محمد صلى الله عليه وسلم من نوره } * وقد ورد من حديث ابو هريرة رضي الله عنه انه قال : *{ قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت اول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث }* وقد تعددت الروايات بانه اول الخلق وجودا و اشرفهم مولودا * ولما كانت السعادة الأبدية * لها ملاحظة خفية اختصت من شاءت من البرية * بكمال الخصوصية * فاستودعت هذا النور المبين * اصلاب و بطون من شرفته من العالمين * فتنقل هذا النور من صلب ادم ونوح و ابراهيم * حتى اوصلته يد العلم القديم * الى من خصصته بالتكريم ابيه الكريم * عبدالله ابن عبدالمطلب ذي القدر العظيم * و امه التي هي في المخاوف آمنة * السيدة الكريمة امنة * فتلقاه صلب عبدالله * فالقاه الى بطنها * فضمته احشاؤها بمعونة الله محافظة على حق هذه الدرة و صونها * فحملته برعاية الله كما ورد عنها حملا خفيفا لا تجد له ثقلا * و لاتشكوا منه الما ولا عللا * حتى مر الشهر بعد الشهر من حمله * و قرب وقت بروزه الى عالم الشهادة لتنبسط على اهل هذا العالم فيوضات فضله * وتنتشر فيه اثار مجده الصميم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
ومنذ علقت به هذه الدرة المكنونة * و الجوهرة المصونة * و الكون كله يصبح و يمسي في سرور و ابتهاج * بقرب ظهور اشراق هذا السراج * و العيون متشوفة الى بروزه * متشوقة الى التقاط جواهر كنوزه * و كل دابة لقريش نطقت بفصيح العبارة * معلنة بكمال البشارة * وما من حامل حملت في ذلك العام * الا اتت في حملها بغلام * من بركات وسعادة هذا الأمام * ولم تزل الأرض والسموات * متضمخة بعطر الفرح بملاقاة اشرف البريات * و بروزه من عالم الخفاء الى عالم الظهور * فاظهر الله في الوجود بهجة التكريم * و بسط في العالم الكبير مائدة التشريف و التعظيم * ببروز هذا البشر الكريم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
فحين قرب اوان وضع هذا الحبيب * اعلنت السموات والأرضون ومن فيهن بالترحيب * و امطار الجود الالهي على اهل الوجود تثج *والسنة الملائكة بالتبشير للعالمين تعج * والقدرة كشفت قناع هذا المستور * ليبرز نوره كاملا في عالم الظهور * نورا فاق كل نور * و انفذ الحق حكمه * على من اتم الله عليه النعمة * من خواص الأمة * ان يحضر عند وضعه امة * تانيسا لجنابها المسعود * و مشاركة لها في هذا السماط الممدود * فحضرت بتوفيق الله السيدة مريم والسيدة اسية * و معهما من الحور العين من قسم الله له من الشرف بالقسمة الوافية * فاتى الوقت الذي رتب الله على حضوره وجود هذا المولود * فانفلق صبح الكمال من النور عن عمود *و برز الحامد المحمود * مذعنا لله بالتعظيم والسجود*
أشرق الكون ابتهاجـا = بوجود المصطفى أحمد
و لأهل الكون أنـس = و سرور قـد تجـدد
فاطربوا يا أهل المثاني = فهزار اليمـن غـرد
و استضيئوا بجمـالٍ = فاق في الحسن تفـرد
ولنا البشـرى بسعـد = مستمر ليـس ينفد
حيث أوتينـا عطـاء = جمع الفخـر المؤبـد
فلربـي كـل حـمـد = جل ان يحصره العـد
يا رسـول الله أهـلا = بك إنـا بـك نسعـد
و بجاهـه يـا إلهـي = جد و بلغ كل مقصـد
و اهدنا نهج سبيلـه = كي به نسعد و نرشـد
رب بلغنـا بجـاهـه = في جواره خير مقعـد
و صـلاة الله تغشـى = أشرف الرسل محمـد
و ســلام مستـمـر = كـل حيـن يتـجـدد
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وحين برز صلى الله عليه وسلم من بطن امه برز رافعا طرفه الى السماء * مؤميابذلك الرفع الى انه له شرفا علا مجده وسما * وكان وقت مولد سيد الكونين * من الشهور شهر ربيع الأول ومن الأيام يوم الأثنين * و موضع ولادته و قبره بالحرمين * و قد ورد انه ولد مختونا مكحولا مقطوع السرة * تولت ذلك لشرفه عند الله ايدي القدرة * و مع بروزه الى هذا العالم ظهر من العجائب * ما يدل على انه اشرف المخلوقين وافضلالحبائب * فقد ورد عن عبدالرحمن بن عوف عن امه الشفاء رضي الله عنهما * قالت : { لما ولدت امنة رضي الله عنها رسول الله وقع على يدي فا ستهل فسمعت قائلا يقول رحمك الله او رحمك ربك * قالت الشفاء : فاضاء له ما بين المشرق والمغرب * و كم ترجمت السنة من عظيم المعجزات *و باهر الايات البينات*بما يقضي بعظيم شرفه عند مولاه * و أن عين عنايته في كل حين ترعاه * وانه الهادي الى الصراط المستقيم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
ولقد اتصف صلى الله عليه وسلم من محاسن الأخلاق * بما تضيق عن كتابته بطون الأوراق * كان صلى الله عليه وسلم احسن الناس خلقا و خلقا * و اولهم الى مكارم الاخلاق سبقا * و اوسعهم بالمؤمنين حلما ورفقا * بــــرا رؤفــــا * لا يقول و لا يفعل الا معروفا* له الخلق السهل * و اللفظُ المحتوي على المعنى الجزل * إذا دعاه المسكين اجابه اجابة معجلة * و هو الأب الشفيق الرحيم لليتيم و الأرملة * وله مع سهولة اخلاقه الهيبة القوية * التي ترتعد منها فرائص الأقوياء من البرية * و من نشر طيبه تعطرت الطرق و المنازل * و بعرف ذكره تطيبت المجالس و المحافل * فهو صلى الله عليه وسلم جامع الصفات الكمالية * و المنفرد في خلقه و خلقه بأشرف خصوصية * فما من خلق في البرية محمود * الا وهو متلقى عن زين الوجود *
اجملت في وصف الحبيب وشأنه = وله العلا في مجـده و مكانـه
اوصاف عز قد تعالى مجدهـا = اخذت على نجم السهـا بعنانـه
وقد انبسط القلم في تدوين ما افاده العلم من وقائع مولد النبي الكريم * و حكاية ما اكرم الله به هذا العبد المقرب من التكريم والتعظيم والخلق العظيم * فحسن مني ان امسك اعنة الأقلام في هذا المقام * و اقرأ السلام * على سيد الأنام *
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
وبذلك يحسن الختم كما يحسن التقديم * فعليه افضل الصلاة والتسليم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
الدعاء
ولما نظم الفكر من دراري الأوصاف المحمدية عقودا ¤ توجهت إلي الله متوسلا بسيدي وحبيبي محمد صلي الله عليه وسلم أن يجعل سعيي فيه مشكورا وفعلي فيه محمودا ¤ وأن يكتب عملي في الأعمال المقبولة ¤ وتوجهي في التوجهات الخالصة والصلات الموصولة ¤ اللهم يا من إليه تتوجه الآمال فتعود ظافرة ¤ وعلي باب عزته تحط الرحال فتغشاها منه الفيوضات الغامرة ¤ نتوجه إليك ¤ بأشرف الوسائل لديك ¤ سيد المرسلين ¤ عبدك الصادق الأمين ¤ سيدنا محمد الذي عمت رسالته العالمين ¤ أن تصلي وتسلم علي تلك الذات الكاملة ¤ مستودع أمانتك ¤ وحفيظ سرك ¤ وحامل راية دعوتك الشاملة ¤ الأب الأكبر ¤ المحبوب لك والمخصص بالشرف الأفخر ¤ في كل موطن من مواطن القرب ومظهر ¤ قاسم إمدادك في عبادك ¤ وساقي كؤوس إرشادك لأهل ودادك ¤ سيد الكونين ¤ وأشرف الثقلين ¤ العبد المحبوب الخالص ¤ المخصوص منك بأجل الخصائص ¤ اللهم صل وسلم عليه وعلي آله وأصحابه ¤ وأهل حضرة اقترابه من أحبابه ¤ اللهم إنا نقدم إليك جاه هذا النبي الكريم ¤ ونتوسل إليك بشرف مقامه العظيم ¤ أن تلاحظنا في حركاتنا وسكناتنا بعين عنايتك ¤ وأن تحفظنا في جميع أطوارنا وتقلباتنا بجميل رعايتك ¤ وحصين وقايتك ¤ وأن تبلغنا من شرف القرب إليك وإلي هذا الحبيب غاية آمالنا ¤ وتتقبل منا ما تحركنا فيه من نياتنا وأعمالنا ¤ وتجعلنا في حضرة هذا الحبيب من الحاضرين ¤ وفي طرائق اتباعه من السالكين ¤ ولحقك وحقه من المؤدين ¤ ولعهدك من الحافظين ¤ (اللهم) إن لنا أطماعا في رحمتك الخاصة فلا تحرمنا ¤ وظنونا جميلة هي وسيلتنا إليك فلا تخيبنا ¤ آمنا بك وبرسولك وما جاء به من الدين ¤ وتوجهنا به إليك مستشفعين ¤ أن تقابل المذنب منا بالغفران ¤ والمسيئ بالإحسان ¤ والسائل بما سأل ¤ والمؤمل بما أمل ¤ وأن تجعلنا ممن نصر هذا الحبيب ووازره ¤ ووالاه وظاهره ¤ وعم ببركته وشريف وجهته أولادنا ووالدينا ¤ وأهل قطرنا ووادينا ¤ وجميع المسلمين والمسلمات ¤ والمؤمنين والمؤمنات ¤ في جميع الجهات ¤ وادم راية الدين القويم في جميع الأقطار منشورة ¤ ومعالم الإسلام والإيمان بأهلها معمورة ¤ معني وصورة ¤ واكشف اللهم كربة المكروبين ¤ واقض دين المدينين ¤ واغفر للمذنبين ¤ وتقبل توبة التائبين ¤ وانشر رحمتك علي عبادك المؤمنين أجمعين ¤ واكف شر المعتدين والظالمين ¤ وابسط العدل بولاة الحق في جميع النواحي والأقطار ¤ وأيدهم بتأييد من عندك ونصر علي المعاندين من المنافقين والكفار ¤ واجعلنا يا رب في الحصن الحصين من جميع البلايا ¤ وفي الحرز المكين من الذنوب والخطايا ¤ وأدمنا في العمل بطاعتك والصدق في خدمتك قائمين ¤ وإذا توفيتنا فتوفنا مسلمين مؤمنين ¤ واختم لنا منك بخير أجمعين ¤ وصل وسلم علي هذا الحبيب المحبوب ¤ للأجسام والأرواح والقلوب ¤ وعلي آله وصحبه ومن إليه منسوب ¤ وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ¤
إنتهى
أملي ذلك سيدي الحبيب في ثلاثة مجالس خفيفة وذلك في وسط شهر ربيع الأول عام ١٣٢٧ هجرية نفع الله بجامعه قلب كاتبه وقاريه وسامعه في الدنيا والآخرة آمين وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وسلم
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا
يا ربنا اعترفنا بأننا اقترفنا
وأننا أسرفنا علي لظي أشرفنا
فتب علينا توبة تغسل لكل حوبة
واستر لنا العورات وآمن الروعات
واغفر لوالدينا رب ومولودينا
والآل والإخوان وسائر الخلان
وكل ذي محبة أو جيرة أو صحبة
والمسلمين أجمع آمين رب اسمع
فضلا وجودا منا لا باكتساب منا
بالمصطفي الرسول نحظي بكل سول
صلي وسلم ربي عليه عد الحب
وآله والصحب عدد طش السحب
والحمد للإله في البدء والتناهي
Sumber :
1. sodinco.blogspot.com/2009/08/blog-post_6527.html
2. akucintasimthudduror.blogspot.com
3. Kitab Simthudduror dan Kumpulan Qasidah Islamiyyah
Jam’iyyah Simthudduror PP.Al Amin Kauman Wiradesa Pekalongan Jawa Tengah Indonesia
Senin, 10 Dzul Qa’dah 1431H / 18 Oktober 2010 M
سِمْطُ الدُّرَرْ
فِيْ أَخْبَارِ مَوْلِدِ خَيْرِ الْبَشَرْ وَمَا لَه مِنْ أَخْلَاقٍ وَأَوْصَافٍ وَسِيَرْ
مِنْ أَنْفَاسِ قُطْبِ الْوُجُوْدِ سَيّدِنَا وَمَوْلانَا اَلامَامْ
خَلِيْفَةِ خَيْرِ الأنَامْ اَلانْسَانِ الْكَامِلْ
اَلْمُوْصِلِ الْْوَاصِلْ اَلْعَارِفْ
بِاللّهْ سَيّدِنَا اَلْحَبِيبْ
اَلامَامْ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَينْ اَلْحَبِشِيّ
قَدَّسَ اللّهُ سِرَّهْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الْعَظِيمْ لِيْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِأَصْحَابِ الْحُقُوْقِ الْوَاجبَةِ عَلَيَّ وَلِجَمِيْع الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتْ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتْ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتْ
فَيَا أَيُّهَا الرَّاجُوْنَ مِنْهُ شَفَاعَةً صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا أَيُّهَا الْمُشْتَاقُوْنَ إِلى رُؤْيَا جَمَالِهْ صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ
وَيَا مَنْ يَخْطُبُ وِصَالَه يَقَظَةً وَمَنَامًا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
اَللّهُمَّ صَلّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَيهْ وَعَلى آلِهْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ زَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَتْقَى الْأَتْقِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَصْفَى الْأَصْفِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَزْكَى اْلأَزْكِيَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ رَبّ السَّمَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ دَامَ بِلَا انْقِضَاءِ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ اَحْمَدْ يَا حَبِيْبِيْ
اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ طه يَا طَبِيْبِيْ اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُشَفَّعِ فِي الْقِيَامَةْ
اَلسَّلَامُ عَلَى الْ مُظَلَّلِ بِالْغَمَامَةْ
يا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = أشرف بدر في الكون اشرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = أكرم داع يدعوا الى الحـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = المصطفى الصادق المصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = احلى الورى منطقا واصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = افضل مـن بالتقـى تحقـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = من بالسخا و الوفـاء تخلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = واجمع من الشمل ما تفـرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = و اصلح وسهل ما قد تعـوق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = و افتح من الخير كل مغلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = وآلـه ومـن بالنبـي تعلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = وآله ومن للحبيـب يعشـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = ومـن بحبـل النبـي توثـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد = يا رب صـل عليـه وسلـم
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوي سلطانه * الواضح برهانه *المبسوط في الوجود كرمه واحسانه * تعالى مجده وعظم شانه *خلق الخلق لحكمه * وطوى عليها علمه * وبسط لهم من فائض المنة ما جرت به في اقداره القسمة * فأرسل إليهم اشرف خلقه واجل عبيده رحمة * تعلقت ارادته الأزلية بخلق هذا العبد المحبوب *فانتشرت اثار شرفه في عوالم الشهادة والغيوب * فما اجل هذا المن الذي تكرم به المنان * وما اعظم هذا الفضل الذي برز من حضرة الإحسان * صورة كاملة ظهرت في هيكل محمود * فتعطرت بوجودها اكناف الوجود* وطرزت برد العوالم بطراز التكريم ¤
================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
تجلى الحق في عالم قدسه الواسع * تجليا قضى بإنتشار فضله في القريب والشاسع * فله الحمد الذي لا تنحصر افراده بتعداد * و لايمل تكراره بكثرة ترداد * حيث ابرز من عالم الإمكان * صورة هذا الأنسان * ليتشرف بوجوده الثقلان * وتنتشر اسراره في الأكوان * فما من سر اتصل به قلب منيب * الا من سوابغ فضل الله على هذا الحبيب *
يا لقلب سروره قـد توالـى = بحبيب عـم الأنـام نـوالا
جل من شرف الوجود بنور = غمر الكون بهجـةً وجمـالا
قد ترقى في الحسن اعلى مقام = وتناهى في مجـده وتعالـى
لاحظته العيون فيما اجتلتـه = بشرا كاملا يزيح الضـلالا
وهو من فوق علم ما قدراتـه = رفعة في شؤونـه و كمـالا
فسبحان الذي ابرز من حضرة الامتنان * ما يعجز عن وصفه اللسان * ويحار في تعقل معانيه الجنان * انتشر منه في عالم البطون والظهور*ما ملاء الوجود الخلقي نور * فتبارك الله من اله كريم * بشرتنا اياته في الذكر الحكيم*ببشارة } لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم } فمن فاجأته هذه البشارة و تلقاها بقلب سليم *فقد هدي الى صراط مستقيم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تعرب بها اللسان * عما تضمنه الجنان *من التصديق بها والاذعان * تثبت بها في الصدور من الإيمان قواعده * و تلوح على اهل اليقين من سر ذلك الإذعان والتصديق شواهده * واشهد ان سيدنا محمدا العبد الصادق في قوله وفعله * و المبلغ عن الله ما امره بتبليغه لخلقه من فرضه ونفله * عبد ارسله الله للعالمين بشيرا ونذيرا * فبلغ الرسالة * و ادى الأمانة * وهدى الله به من الأمة بشرا كثيرا * فكان في ظلمة الجهل للمستبصرين سراجا وقمرا منيرا * فما اعظمها من منة تكرّم الله بها على البشر * و ما اوسعها من نعمة انتشر سرها في البحر و البر * اللهم صل وسلم باجل الصلوات واجمعها و ازكى التحيات و اوسعها * على هذا العبد الذي وفى بحق العبودية * و برز فيها في خلعة الكمال * و قام بحق الربوبية في مواطن الخدمة لله و اقبل عليه غاية الإقبال * صلاة يتصل بها روح المصلي عليه به * فينبسط في قلبه نور سر تعلقه به وحبه * و يكتب بها بعناية الله في حزبه * وعلى اله وصحبه الذين ارتقوا صهوة المجد بقربه * و تفيأوا ظلال الشرف الأصلي بوده وحبه * ما عطر الأكوان بنشر ذكراهم نسيم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
(اما بعد) فلما تعلقت ارادة الله في العلم القديم * بظهور اسرار التخصيص للبشر الكريم * بالتقديم والتكريم * نفذت القدرة الباهرة * بالنعمة الواسعة و المنة الغامرة * فانفلقت بيضة التصوير *في العالم المطلق الكبير * عن جمال مشهود بالعين * حاو لوصف الكمال المطلق و الحسن التام و الزين * فتنقل ذلك الجمال الميمون * في الأصلاب الكريمة والبطون * فما من صلب ضمه * الا و تمت عليه من الله النعمة * فهو القمر التام الذي يتنقل في بروجه * ليتشرف به موطن استقراره و موضع خروجه * وقد قضت الأقدار الأزلية بما قضت و اظهرت من سر هذا النور ما اظهرت * و خصصت به من خصصت * فكان مستقره في الأصلاب الفاخرة * والأرحام الشريفة الطاهرة * حتى برز في عالم الشهادة بشرا لا كالبشر * و نورا حير الأفكار ظهوره و بهر * فتعلقت همة الراقم لهذه الحروف * بأن يرقم في هذا القرطاس ماهو لديه من عجائب ذلك النور معروف * و إن كانت الألسن لا تفي بعشر معشار اوصاف ذلك الموصوف * تشويقا للسامعين * من خواص المؤمنين * و ترويحا للمتعلقين بهذا النور المبين * و الا فانى تعرب الأقلام * عن شؤن خير الأنام * ولكن هزني الى تدوين ما حفظته من سير اشرف المخلوقين * و ما اكرمه الله به في مولده من الفضل الذي عم العالمين * و بقيت رايته في الكون منشورة على مر الأيام والشهور والسنين * داعي التعلق بهذه الحضرة الكريمة * ولاعج التشوق الى سماع اوصافها العظيمة* و لعل الله ينفع بها المتكلم والسامع * فيدخلان في شفاعة هذا النبي الشافع * و يتروحان بروح ذلك النعيم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وقد آن للقلم ان يخط ما حركته فيه الأنامل * مما استفاده الفهم من صفات هذا العبد المحبوب الكامل * و شمائله التي هي احسن الشمائل *وهنا حسن ان نثبت ما بلغ الينا في شأن هذا الحبيب من اخبارٍ و أثار * ليتشرف بكتابته القلم والقرطاس و تتنزه في حدائقه الأسماع و الأبصار * وقد بلغنا في الأحاديث المشهورة * أن اول شيء خلقه الله هو النور المودع في هذه الصورة * فنور هذا الحبيب اول مخلوق برز في العالم * و منه تفرع الوجود خلقا بعد خلق فيما حدث و ما تقادم * وقد اخرج عبدالرزاق بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال : { قلت يا رسول الله بابي و امي اخبرني عن اول شيء خلقه الله قبل الأشياء * قال : يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك محمد صلى الله عليه وسلم من نوره } * وقد ورد من حديث ابو هريرة رضي الله عنه انه قال : *{ قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت اول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث }* وقد تعددت الروايات بانه اول الخلق وجودا و اشرفهم مولودا * ولما كانت السعادة الأبدية * لها ملاحظة خفية اختصت من شاءت من البرية * بكمال الخصوصية * فاستودعت هذا النور المبين * اصلاب و بطون من شرفته من العالمين * فتنقل هذا النور من صلب ادم ونوح و ابراهيم * حتى اوصلته يد العلم القديم * الى من خصصته بالتكريم ابيه الكريم * عبدالله ابن عبدالمطلب ذي القدر العظيم * و امه التي هي في المخاوف آمنة * السيدة الكريمة امنة * فتلقاه صلب عبدالله * فالقاه الى بطنها * فضمته احشاؤها بمعونة الله محافظة على حق هذه الدرة و صونها * فحملته برعاية الله كما ورد عنها حملا خفيفا لا تجد له ثقلا * و لاتشكوا منه الما ولا عللا * حتى مر الشهر بعد الشهر من حمله * و قرب وقت بروزه الى عالم الشهادة لتنبسط على اهل هذا العالم فيوضات فضله * وتنتشر فيه اثار مجده الصميم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
ومنذ علقت به هذه الدرة المكنونة * و الجوهرة المصونة * و الكون كله يصبح و يمسي في سرور و ابتهاج * بقرب ظهور اشراق هذا السراج * و العيون متشوفة الى بروزه * متشوقة الى التقاط جواهر كنوزه * و كل دابة لقريش نطقت بفصيح العبارة * معلنة بكمال البشارة * وما من حامل حملت في ذلك العام * الا اتت في حملها بغلام * من بركات وسعادة هذا الأمام * ولم تزل الأرض والسموات * متضمخة بعطر الفرح بملاقاة اشرف البريات * و بروزه من عالم الخفاء الى عالم الظهور * فاظهر الله في الوجود بهجة التكريم * و بسط في العالم الكبير مائدة التشريف و التعظيم * ببروز هذا البشر الكريم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
فحين قرب اوان وضع هذا الحبيب * اعلنت السموات والأرضون ومن فيهن بالترحيب * و امطار الجود الالهي على اهل الوجود تثج *والسنة الملائكة بالتبشير للعالمين تعج * والقدرة كشفت قناع هذا المستور * ليبرز نوره كاملا في عالم الظهور * نورا فاق كل نور * و انفذ الحق حكمه * على من اتم الله عليه النعمة * من خواص الأمة * ان يحضر عند وضعه امة * تانيسا لجنابها المسعود * و مشاركة لها في هذا السماط الممدود * فحضرت بتوفيق الله السيدة مريم والسيدة اسية * و معهما من الحور العين من قسم الله له من الشرف بالقسمة الوافية * فاتى الوقت الذي رتب الله على حضوره وجود هذا المولود * فانفلق صبح الكمال من النور عن عمود *و برز الحامد المحمود * مذعنا لله بالتعظيم والسجود*
أشرق الكون ابتهاجـا = بوجود المصطفى أحمد
و لأهل الكون أنـس = و سرور قـد تجـدد
فاطربوا يا أهل المثاني = فهزار اليمـن غـرد
و استضيئوا بجمـالٍ = فاق في الحسن تفـرد
ولنا البشـرى بسعـد = مستمر ليـس ينفد
حيث أوتينـا عطـاء = جمع الفخـر المؤبـد
فلربـي كـل حـمـد = جل ان يحصره العـد
يا رسـول الله أهـلا = بك إنـا بـك نسعـد
و بجاهـه يـا إلهـي = جد و بلغ كل مقصـد
و اهدنا نهج سبيلـه = كي به نسعد و نرشـد
رب بلغنـا بجـاهـه = في جواره خير مقعـد
و صـلاة الله تغشـى = أشرف الرسل محمـد
و ســلام مستـمـر = كـل حيـن يتـجـدد
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
وحين برز صلى الله عليه وسلم من بطن امه برز رافعا طرفه الى السماء * مؤميابذلك الرفع الى انه له شرفا علا مجده وسما * وكان وقت مولد سيد الكونين * من الشهور شهر ربيع الأول ومن الأيام يوم الأثنين * و موضع ولادته و قبره بالحرمين * و قد ورد انه ولد مختونا مكحولا مقطوع السرة * تولت ذلك لشرفه عند الله ايدي القدرة * و مع بروزه الى هذا العالم ظهر من العجائب * ما يدل على انه اشرف المخلوقين وافضلالحبائب * فقد ورد عن عبدالرحمن بن عوف عن امه الشفاء رضي الله عنهما * قالت : { لما ولدت امنة رضي الله عنها رسول الله وقع على يدي فا ستهل فسمعت قائلا يقول رحمك الله او رحمك ربك * قالت الشفاء : فاضاء له ما بين المشرق والمغرب * و كم ترجمت السنة من عظيم المعجزات *و باهر الايات البينات*بما يقضي بعظيم شرفه عند مولاه * و أن عين عنايته في كل حين ترعاه * وانه الهادي الى الصراط المستقيم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
ولقد اتصف صلى الله عليه وسلم من محاسن الأخلاق * بما تضيق عن كتابته بطون الأوراق * كان صلى الله عليه وسلم احسن الناس خلقا و خلقا * و اولهم الى مكارم الاخلاق سبقا * و اوسعهم بالمؤمنين حلما ورفقا * بــــرا رؤفــــا * لا يقول و لا يفعل الا معروفا* له الخلق السهل * و اللفظُ المحتوي على المعنى الجزل * إذا دعاه المسكين اجابه اجابة معجلة * و هو الأب الشفيق الرحيم لليتيم و الأرملة * وله مع سهولة اخلاقه الهيبة القوية * التي ترتعد منها فرائص الأقوياء من البرية * و من نشر طيبه تعطرت الطرق و المنازل * و بعرف ذكره تطيبت المجالس و المحافل * فهو صلى الله عليه وسلم جامع الصفات الكمالية * و المنفرد في خلقه و خلقه بأشرف خصوصية * فما من خلق في البرية محمود * الا وهو متلقى عن زين الوجود *
اجملت في وصف الحبيب وشأنه = وله العلا في مجـده و مكانـه
اوصاف عز قد تعالى مجدهـا = اخذت على نجم السهـا بعنانـه
وقد انبسط القلم في تدوين ما افاده العلم من وقائع مولد النبي الكريم * و حكاية ما اكرم الله به هذا العبد المقرب من التكريم والتعظيم والخلق العظيم * فحسن مني ان امسك اعنة الأقلام في هذا المقام * و اقرأ السلام * على سيد الأنام *
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
وبذلك يحسن الختم كما يحسن التقديم * فعليه افضل الصلاة والتسليم ¤
=================================================================
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
=================================================================
الدعاء
ولما نظم الفكر من دراري الأوصاف المحمدية عقودا ¤ توجهت إلي الله متوسلا بسيدي وحبيبي محمد صلي الله عليه وسلم أن يجعل سعيي فيه مشكورا وفعلي فيه محمودا ¤ وأن يكتب عملي في الأعمال المقبولة ¤ وتوجهي في التوجهات الخالصة والصلات الموصولة ¤ اللهم يا من إليه تتوجه الآمال فتعود ظافرة ¤ وعلي باب عزته تحط الرحال فتغشاها منه الفيوضات الغامرة ¤ نتوجه إليك ¤ بأشرف الوسائل لديك ¤ سيد المرسلين ¤ عبدك الصادق الأمين ¤ سيدنا محمد الذي عمت رسالته العالمين ¤ أن تصلي وتسلم علي تلك الذات الكاملة ¤ مستودع أمانتك ¤ وحفيظ سرك ¤ وحامل راية دعوتك الشاملة ¤ الأب الأكبر ¤ المحبوب لك والمخصص بالشرف الأفخر ¤ في كل موطن من مواطن القرب ومظهر ¤ قاسم إمدادك في عبادك ¤ وساقي كؤوس إرشادك لأهل ودادك ¤ سيد الكونين ¤ وأشرف الثقلين ¤ العبد المحبوب الخالص ¤ المخصوص منك بأجل الخصائص ¤ اللهم صل وسلم عليه وعلي آله وأصحابه ¤ وأهل حضرة اقترابه من أحبابه ¤ اللهم إنا نقدم إليك جاه هذا النبي الكريم ¤ ونتوسل إليك بشرف مقامه العظيم ¤ أن تلاحظنا في حركاتنا وسكناتنا بعين عنايتك ¤ وأن تحفظنا في جميع أطوارنا وتقلباتنا بجميل رعايتك ¤ وحصين وقايتك ¤ وأن تبلغنا من شرف القرب إليك وإلي هذا الحبيب غاية آمالنا ¤ وتتقبل منا ما تحركنا فيه من نياتنا وأعمالنا ¤ وتجعلنا في حضرة هذا الحبيب من الحاضرين ¤ وفي طرائق اتباعه من السالكين ¤ ولحقك وحقه من المؤدين ¤ ولعهدك من الحافظين ¤ (اللهم) إن لنا أطماعا في رحمتك الخاصة فلا تحرمنا ¤ وظنونا جميلة هي وسيلتنا إليك فلا تخيبنا ¤ آمنا بك وبرسولك وما جاء به من الدين ¤ وتوجهنا به إليك مستشفعين ¤ أن تقابل المذنب منا بالغفران ¤ والمسيئ بالإحسان ¤ والسائل بما سأل ¤ والمؤمل بما أمل ¤ وأن تجعلنا ممن نصر هذا الحبيب ووازره ¤ ووالاه وظاهره ¤ وعم ببركته وشريف وجهته أولادنا ووالدينا ¤ وأهل قطرنا ووادينا ¤ وجميع المسلمين والمسلمات ¤ والمؤمنين والمؤمنات ¤ في جميع الجهات ¤ وادم راية الدين القويم في جميع الأقطار منشورة ¤ ومعالم الإسلام والإيمان بأهلها معمورة ¤ معني وصورة ¤ واكشف اللهم كربة المكروبين ¤ واقض دين المدينين ¤ واغفر للمذنبين ¤ وتقبل توبة التائبين ¤ وانشر رحمتك علي عبادك المؤمنين أجمعين ¤ واكف شر المعتدين والظالمين ¤ وابسط العدل بولاة الحق في جميع النواحي والأقطار ¤ وأيدهم بتأييد من عندك ونصر علي المعاندين من المنافقين والكفار ¤ واجعلنا يا رب في الحصن الحصين من جميع البلايا ¤ وفي الحرز المكين من الذنوب والخطايا ¤ وأدمنا في العمل بطاعتك والصدق في خدمتك قائمين ¤ وإذا توفيتنا فتوفنا مسلمين مؤمنين ¤ واختم لنا منك بخير أجمعين ¤ وصل وسلم علي هذا الحبيب المحبوب ¤ للأجسام والأرواح والقلوب ¤ وعلي آله وصحبه ومن إليه منسوب ¤ وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ¤
إنتهى
أملي ذلك سيدي الحبيب في ثلاثة مجالس خفيفة وذلك في وسط شهر ربيع الأول عام ١٣٢٧ هجرية نفع الله بجامعه قلب كاتبه وقاريه وسامعه في الدنيا والآخرة آمين وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وسلم
0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0o0
يَا رَبَّنَا اعْتَرَفْنَا
يا ربنا اعترفنا بأننا اقترفنا
وأننا أسرفنا علي لظي أشرفنا
فتب علينا توبة تغسل لكل حوبة
واستر لنا العورات وآمن الروعات
واغفر لوالدينا رب ومولودينا
والآل والإخوان وسائر الخلان
وكل ذي محبة أو جيرة أو صحبة
والمسلمين أجمع آمين رب اسمع
فضلا وجودا منا لا باكتساب منا
بالمصطفي الرسول نحظي بكل سول
صلي وسلم ربي عليه عد الحب
وآله والصحب عدد طش السحب
والحمد للإله في البدء والتناهي
Sumber :
1. sodinco.blogspot.com/2009/08/blog-post_6527.html
2. akucintasimthudduror.blogspot.com
3. Kitab Simthudduror dan Kumpulan Qasidah Islamiyyah
Jam’iyyah Simthudduror PP.Al Amin Kauman Wiradesa Pekalongan Jawa Tengah Indonesia
Senin, 10 Dzul Qa’dah 1431H / 18 Oktober 2010 M
سِمْطُ الدُّرَرْ
فِيْ أَخْبَارِ مَوْلِدِ خَيْرِ الْبَشَرْ وَمَا لَه مِنْ أَخْلَاقٍ وَأَوْصَافٍ وَسِيَرْ
مِنْ أَنْفَاسِ قُطْبِ الْوُجُوْدِ سَيّدِنَا وَمَوْلانَا اَلامَامْ
خَلِيْفَةِ خَيْرِ الأنَامْ اَلانْسَانِ الْكَامِلْ
اَلْمُوْصِلِ الْْوَاصِلْ اَلْعَارِفْ
بِاللّهْ سَيّدِنَا اَلْحَبِيبْ
اَلامَامْ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَينْ اَلْحَبِشِيّ
قَدَّسَ اللّهُ سِرَّهْ
سمط الدرر في أخبار مولد خير البشر وماله من أخلاق وسير للإمام العارف بالله الحبيب علي بن محمد بن حسين الحبشي SIMTHUDDUROR , Habib 'Ali al Habsyi (full)
مولد سمط الدرر
للإمام محمد بن علي الحبشي
رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما لاح في الافق نور كوكب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=الفاتـح الخاتـم المـقـرب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=المصطفى المجتبى المحبـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما لاح بدرٌ و غاب غيهـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما ريح نصرٍ بالنصر قد هب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما سارت العيسُ بطن سبسب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وكل مـن للحبيـب ينسـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وكل مـن للنبـي يصحـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=و أغفر وسامح من كان اذنب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وبلـغ الكـل كـل مطلـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=واسلك بنا رب خير مذهـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=و اصلح وسهل ما قد تصعب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=اعلى البرايا جاها وارحـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=اصدق عبدٍ بالحـقِ اعـرب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=خير الورى منهجاً واصوب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما طير يمنٍ غنـى فأطـرب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=أشرف بدرٍ في الكون اشرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=أكرم داعٍ يدعوا الى الحـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=المصطفى الصادق المصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=احلى الورى منطقاً واصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=افضل مـن بالتقـى تحقـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=من بالسخا و الوفـاء تخلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=واجمع من الشمل ما تفـرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=و اصلح وسهل ما قد تعـوق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=و افتح من الخير كل مغلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وآلـه ومـن بالنبـي تعلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وآله ومن للحبيـب يعشـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ومـن بحبـل النبـي توثـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=يا رب صـل عليـه وسلـم
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما لاح في الأفق لمع بـارق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=خير الورى اشرف الخلايق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=اصدق عبـدٍ بالحـق ناطـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ابهر نورٍ في الكون شـارق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=يا رب صـل عليـه وسلـم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوي سلطانه * الواضح برهانه * المبسوط في الوجود كرمه واحسانه * تعالى مجده وعظم شانه * خَلَقَ الخلقَ لحِكمه * وطوى عليها علمه * وبسط لهم من فائض المنة ما جرت به اقدار القسمة * فأرسل إليهم اشرف خلقه واجل عبيده رحمة * تعلقت ارادته الأزلية بخلق هذا العبد المحبوب * فانتشرت اثار شرفه في عوالم الشهادة والغيوب * فما اجل هذا المن الذي تكرم به المنان * وما اعظم هذا الفضل الذي برز من حضرة الإحسان * صورةً كاملةً ظهرت في هيكلٍ محمود * فتعطرت بوجودها اكناف الوجود * وطرزت برد العوالم بطراز التكريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
تجلى الحق في عالم قدسه الواسع * تجليا ً بإنتشار فضله في القريب والشاسع * فله الحمد الذي لا تنحصر افراده بتعداد * و لايمل تكراره بكثرة ترداد * حيث ابرز من عالم الآمكان * صورة هذا الأنسان * ليتشرف بوجوده الثقلان * وتنتشر اسراره في الأكوان * فما من سر اتصل به قلب منيب * الا من سوابغ فضل الله على هذا الحبيب *
يا لقلبٍ سروره قـد توالـى=بحبيبٍ عـمَّ الأنـام نـوالا
جلَّ من شرف الوجود بنورُ=غمر الكون بهجـةً وجمـالا
قد ترقى في الحسن اعلى مقامٍ=وتناهى في مجـده وتعالـى
لاحظته العيون فيما اجتلتـه=بشراَ كاملاَ يُزيحُ الضـلالا
وهو من فوق علم ما قدرتـه=رفعةَ في شؤونـهِ و كمـالا
فسبحان الذي ابرز من حضرة الامتنان * ما يعجز عن وصفه اللسان * ويحار في تعقل معانيه الجنان * انتشر منه في عالم البطون والظهور * ما ملاء الوجود الخلقي نور * فتبارك الله من اله كريم * بشرتنا اياته في الذكر الحكيم * ببشارة { لقد جاءكم رسولٌ من انفسكم * عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤفٌ رحيم * } فمن فاجأته هذه البشارة و تلقاها بقلبٍ سليم فقد هُديَ الى صراطٍ مستقيم
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تعرب بها اللسان * عما تضمنه الجنان * من التصديق بها والاذعان * تثبت بها في الصدور من الإيمان قواعده * و تلوح على اهل اليقين من سر ذلك الأذعان والتصديق شواهده * واشهد ان سيدنا محمداً العبد الصادق في قوله وفعله * و المبلغ عن الله ما امره بتبليغه لخلقه من فرضه ونفله * عبدٌ ارسلهُ الله للعالمينً بشيراً ونذيراً * فبلغ الرسالة * و ادى الأمانة * وهدى الله به من الأمة بشراً كثيراً * فكان في ظلمة الجهل للمستبصرين سراجاً وقمراً منيراً * فما اعظمها من منةٍ تكرّم الله بها على البشر * و ما اوسعها من نعمةٍ انتشر سرها في البحر و البر * اللهم صل وسلم باجل الصلوات واجمعها و ازكى التحيات و اوسعها * على هذا العبد الذي وفى بحق العبودية * و برز فيها في خلعة الكمال * و قام بحق الربوبية في مواطن الخدمة لله و اقبل عليهِ غاية الإقبال * صلاةً يتصل بها روح المصلي عليه به * فينبسط في قلبه نور سر تعلقه به وحبه * و يكتب بها بعناية الله في حزبه * وعلى اله وصحبه الذين ارتقوا صهوة المجد بقربه * و تفيأوا ظلال الشرف الأصلي بوده وحبه * و ما عطر الأكوان بنشر ذكراهم نسيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
( اما بعد ) فلما تعلقت ارادة الله في العلم القديم * بظهور اسرار التخصيص للبشر الكريم * بالتقديم والتكريم * نفذت القدرة الباهرة * بالنعمة الواسعة و المنة الغامرة * فانفلقت بيضة التصوير * في العالم المطلق الكبير * عن جمالٍ مشهودٍ بالعين * حاوٍ لوصف الكمالِ المطلقِ و الحسنِ التامِ و الزين * فتنقل ذلك الجمال الميمون * في الأصلاب الكريمة والبطون * فما من صلبٍ ضمّه * الا و تمت عليه من الله النعمة * فهو القمر التامُّ الذي يتنقَّلُ في بروجه * ليتشرف به موطن استقراره و موضع خروجه * وقد قضت الأقدار الأزلية بما قضت و اظهرت من سرِّ هذا النور ما اظهرت * و خصصت به من خصصت * فكان مستقره في الأصلاب الفاخرة * والأرحام الشريفة الطاهرة * حتى برز في عالم الشهادة بشراً لا كالبشر * و نوراً حير الأفكار ظهوره و بهر * فتعلقت همةُ الراقم لهذه الحروف* بإن يرقم في هذا القرطاس ماهو لديه من عجائب ذلك النور معروف * و إن كانت الألسن لا تفي بعشر معشارِ اوصافِ ذلك الموصوف * تشويقاً للسامعين * من خواص المؤمنين * و ترويحاً للمتعلقين بهذا النور المبين * و الا فانى تعرب الأقلام * عن شؤن خير الأنام * ولكن هزني الى تدوين ما حفظته من سير اشرف المخلوقين * و ما اكرمه الله به في مولده من الفضل الذي عمَّ العالمين * و بقيت رايته في الكون منشورة على مر الأيام والشهور والسنين * داعي التعلق بهذه الحضرة الكريمة * ولاعِجُ التشوق الى سماع اوصافها العظيمة * و لعلَّ الله ينفع بها المتكلم والسامع * فيدخلان في شفاعة هذا النبي الشافع * و يتروحانِ بروحِ ذلك النعيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
وقد آن للقلم ان يخط ما حركته فيه الأنامل * مما استفاده الفهم من صفات هذا العبد المحبوب الكامل * و شمائله التي هي احسن الشمائل * وهنا حَسُنَ ان نُثبِت ما بلغ الينا في شأن هذا الحبيب من اخبارٍ و أثار * ليتشرف بكتابته القلم والقرطاس و تتنزه في حدائقه الأسماع و الأبصار * وقد بلغنا في الأحاديث المشهورة أن اول شيءٍ خلقه الله هو النور المودع في هذه الصورة * فنور هذا الحبيب اول مخلوقٍ برزَ في العالم * و منه تفرع الوجود خلقاً بعد خلقٍ فيما حدث و ما تقادم * وقد اخرج عبدالرزاق بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال : { قلت يا رسول الله بابي و امي اخبرني عن اول شيءٍ خلقه الله قبل الأشياء * قال : يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم من نوره } * وقد ورد من حديث ابو هريرة رضي الله عنه انه قال : * { قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت اول النبيين في الخلقِ وآخرهم في البعث }* وقد تعددت الروايات بانه اول الخلق وجودا و اشرفهم مولودا * ولما كانت السعادة الأبدية * لها ملاحظةٌ خفية اختصت من شاءت من البرية * بكمال الخصوصية * فاستودعت هذا النور المبين * اصلاب و بطون من شرفته من العالمين * فتنقل هذا النور من صلب ادم ونوحٍ و ابراهيم * حتى اوصلته يد العلم القديم * الى من خصصته بالتكريم ابيه الكريم * عبدالله ابن عبدالمطلب ذي القدر العظيم * و امه التي هي في المخاوف آمنة * السيدة الكريمة امنة * فتلقاه صلب عبدالله * فالقاه الى بطنها * فضمته احشاؤها بمعونة الله محافظة على حق هذه الدُرةِ و صونها * فحملته برعاية الله كما ورد عنها حملاً خفيفاً لا تجد له ثقلاً * و لاتشكوا منه الماً ولا عللاً * حتى مرّ الشهر بعد الشهر من حمله * و قرب وقت بروزه الى عالم الشهادة لتنبسط على اهل هذا العالم فيوضات فضله * وتنتشر فيه اثار مجده الصميم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ومنذُ علقت به هذه الدرة المكنونة * و الجوهرة المصونة * و الكون كله يصبح و يمسي في سرورٍ و ابتهاج * بقرب ظهور اشراق هذا السراج * و العيون متشوفةٌ الى بروزه * متشوقةٌ الى التقاط جواهر كنوزه * و كل دابةٍ لقريشٍ نطقت بفصيح العبارة * معلنة بكمال البشارة * وما من حاملٍ حملت في ذلك العام * الا اتت في حملها بغلام * من بركات وسعادة هذا الأمام * ولم تزل الأرض والسموات * متضمخةً بعطر الفرح بملاقاة اشرف البريات * و بروزه من عالم الخفاء الى عالم الظهور * فاظهر الله في الوجود بهجة التكريم * و بسط في العالم الكبير مائدة التشريف و التعظيم * ببروز هذا البشر الكريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
فحين قرب اوان وضع هذا الحبيب * اعلنت السموات والأرضون ومن فيهن بالترحيب * و امطار الجود الالهي على اهل الوجود تثج *والسنة الملائكة بالتبشير للعالمين تعج (1) * والقدرة كشفت قناع هذا المستور * ليبرز نورهُ كاملاً في عالم الظهور * نوراً فاق كل نور *و انفذ الحق حكمه * على من اتم الله عليه النعمة * من خواص الأمة * ان يحضر عند وضعه امة * تانيساً لجنابها المسعود * و مشاركةً لها في هذا السماط الممدود * فحضرت بتوفيق الله السيدة مريم والسيدة اسية * و معهما من الحور العين من قسم الله له من الشرف بالقسمة الوافية * فاتى الوقت الذي رتب الله على حضوره وجود هذا المولود * فانفلق صبح الكمال من النور عن عمود و برز الحامد المحمود * مذعناً لله بالتعظيم والسجود * اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله *
سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر ( ثلاثا )
الـــقـــيــــام
أشرق الكون ابتهاجـاً=بوجود المصطفى أحمد
و لأهل الكون أنـسٌ=و سرورٌ قـد تجـدد
فاطربوا يا أهل المثاني=فهزار اليُمـن غـرد
و استضيئوا بجمـالٍ=فاق في الحسن تفـرد
ولنا البشـرى بسعـدٍ=مستمرٍ ليـس ينفـد
حيث أوتينـا عطـاءً=جمع الفخـر المؤبـد
فلربـي كـل حـمـدٍ=جلَّ ان يحصره العـد
يا رسـول الله أهـلاً=بك إنَّـا بـك نسعـد
و بجاهـه يـا إلهـي=جد و بلغ كل مقصـد
و اهدنا نهج سبيلـه=كي به نسعد و نرشـد
رب بلغنـا بجـاهـه=في جواره خير مقعـد
و صـلاة الله تغشـى=أشرف الرسل محمـد
و ســلامٌ مستـمـرٌ=كـل حيـنٍ يتـجـدد
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
وحين برز صلى الله عليه وسلم من بطن امه برز رافعاً طرفه الى السماء * مؤمياًبذلك الرفع الى انه له شرفاً علا مجده وسما * وكان وقت مولد سيد الكونين * من الشهور شهر ربيع الأول ومن الأيام يوم الأثنين * و موضع ولادته و قبره بالحرمين * و قد ورد انه ولد مختوناً مكحولاً مقطوع السُرة * تولت ذلك لشرفه عند الله ايدي القدرة * و مع بروزه الى هذا العالم ظهر من العجائب * ما يدل على انه اشرف المخلوقين وافضل الحبائب * فقد ورد عن عبدالرحمن بن عوف عن امه الشفاء رضي الله عنهما * قالت : { لما ولدت امنة رضي الله عنها رسول الله وقع على يدي فا ستهلَّ فسمعت قائلاً يقول رحمك الله او رحمك ربك * قالت الشفاء : فاضاء له ما بين المشرق والمغرب * * و كم ترجمت السُّنةُ من عظيم المعجزات * و باهر الايات البينات * بما يقضي بعظيم شرفه عند مولاه * و إن عين عنايته في كل حينٍ ترعاه * وانه الهادي الى الصراط المستقيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ثم انه بعد ان حكمت القدرة بظهور ة * و انتشرت في الأكوان لوامع نوره * تسابقت الى رضاعهِ المرضِعات * و توفرت رغبات اهل الوجود في حضانة هذه الذات * فنفذ الحُكمُ من الحضرة العظيمة * بواسطة السوابق القديمة * بإن الأولى بتربية هذا الحبيب و حضانته السيدة حليمة * و حين لاحظته عيونها * و برز في شأنها من الأسرار مكنونها * نازل قلبها من الفرح و السرور * ما دلّ على ان حظها من الكرامة عند الله حظٌ موفور * فحنت عليه حنو الأمهات على البنين * و رغبت في رضاعه طمعاً في نيل بركاته التي شملت العالمين * فطلبت من امه الكريمة * ان تتولى رضاعه وحضانته و تربيته بالعين الرحيمة * فأجابتها بالتلبية لداعيها * لما رأت من صدقها في حسن التربية و وفور دواعيها * فترحلت به الى منازلها مسرورة * وهي برعاية الله محفوفةٌ و بعين عنايته منظورة * فشاهدت في طريقها من غريب المعجزات * ما دلها على انه اشرف المخلوقات * فقد اتت و شارفها و اتانها ضعيفتان * و رجعت وهما لدواب القافلة يسبقان * و قد درت الشارف والشياة من الألبان * بما حير العقول والأذهان * و بقي عندها في حضانتها و زوجها سنتين * تتلقى من بركات و عجائب معجزاته ما تقرُّ به العين * و تنتشر اسراره في الكونين * حتى واجهته ملائكة التخصيص و الأكرام * بالشرف الذي عمت بركته الأنام * وهو يرعى الأغنام * فاضجعوه على الأرض اضجاع تشريف * و شقوا بطنه شقاً لطيف * ثم اخرجوا من قلبه ما اخرجوه و اودعوا فيه من اسرار العلم و الحكمة ما اودعوه *
و ما اخرج الأملاك من قلبه اذىً=ولكنهم زادوه ُ طهراً على طهرٍ
و هو مع ذلك في قوةٍ و ثبات * يتصفح من سطور القدرة الالهية باهر الآيات * فبلغ الى مرضعته الصالحة العفيفة * ما حصل على ذاته الشريفة * فتخوفت عليه من حادثٍ تخشاه * و لمتدرِ انه ملاحظٌ بالملاحظة التامةِ من مولاه * فردته الى امه و هي غير سخيةٍ بفراقه * ولكن لما قام معها من حزن القلب عليه و اشفاقه * و هو بحمدالله في حصنٍ مانعٍ و مقامٍ كريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
فنشىء على اكمل الأوصاف * يحفه من الله جميل الرعاية و غامر الألطاف * فكان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر * و يظهر عليه في صباه من شرف الكمال ما يشهد له بأنه سيد ولد آدم ولا فخر * ولم يزل وانجم سعوده طالعة * و الكائنات لعهده حافظةٌ ولامرهِ طائعة * فما نفث على مريضٍ الا شفاهُ الله * و لاتوجه في غيثٍ الا وانزله مولاه * حتى بلغ من العمر اشده * و مضت له من سن الشباب والكهولة مدة * فاجأته الحضرة الالهية بما شرفته به وحده *فنزل عليه الروح الأمين * بالبشرى من رب العالمين * فتلا عليه لسان الذكر الحكيم شاهد { و انك لتلقى القرآن من لدن حكيمٍ عليم } * فكان اول ما نزل عليه من تلك الحضرة من جوامع الحكم * قوله تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الأنسان من علق * اقرأ و ربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الأنسان ما لم يعلم * } * فما اعظمها من بشارةٍ اوصلتها يد الأحسان من حضرة الأمتنان * الى هذا الأنسان * و ايدتها بشارة { الرحمن علم القرآن * خلق النسان علمه البيان * } و لاشك انه هو الأنسان المقصود بهذا التعليم * من حضرةالرحمن الرحيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ثم انه بعد ما نزل عليه الوحي البليغ * تحمل اعباء الدعوة والتبليغ * فدعا الخلق الى الله على بصيرة * فاجابه بالاذعان من كانت له بصيرةٌ منيرة * وهي اجابةٌ سبقت بها الأقضيةُ و الأقدار * تشرف باسبق اليها المهاجرون والنصار * و قد اكمل الله بهمة ها الحبيب و اصحابه هذا الدين * و اكبت بشدة بأسهم قلوب الكافرين و الملحدين * فظهر على يديه من عظيم المعجزات * ما يدل على انه اشرف اهل الأرض و السموات * فمنها تكثير القليل * وبرء العليل * و تسليم الحجر * و طاعة الشجر * و انشقاق القمر * و الخبار بالمغيبات * و حنين الجذع الذي هو من خوارق العادات * و شهادة الضب له والغزالة * بالنبوة والرسالة * الى غير ذلك من باهر الآيات * و غرائب المعجزات * التي ايده الله بها في رسالته * و خصصه بها من بين بريته * و قد تقدمت له قبل النبوة ارهاصات * هي على نبوته و رسالته من اقوى العلامات * و مع ظهورها و انتشارها سعد بها الصادقون من المؤمنين * و شقي بها المكذبون من الكافرين و المنافقين * و تلقاها بالتصديق والتسليم * كل ذي قلبٍ سليم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
و من الشرف الذي اختص الله به اشرف رسول * معراجه الى حضرة الله البّرِ الوصول * وظهور ايات الله الباهرة في ذلك المعراج * و تشرف اهل السموات و من فوقهن باشراق نور ذلك اسراج * فقد عرج الحبيب ومعه المين جبريل *الى حضرة الملك الجليل * مع التشريف و التبجيل * فما من سماءٍ ولجها الا وبادره اهلها بالرحيبوالتكريم والتأهيل * و كل رسولٍ مرَّ عليه * بشره بما عرفه من حقه عند الله و شريف منزلته لديه * حتى جاوز السبع الطباق * و وصل الى حضرة الأطلاق * نازلته من الحضرة الالهية * غوامر النفحات القربية * و واجهته بالتحيات * و اكرمته بجزيل العطيات * و اولته جميل الهبات * و نادته بشريف التسليمات * بعد اناثنى على تلك الحضرة بالتحيات المباركات الصلوات الطيبات * فيالها من نفحاتٍ غامرات * و تجلياتٍ عالياتٍ في حضراتٍ باهرات * تشهد فيها الذات للذات * و تتلقى عواطف الرحمات * و سوابغ الفيوضات بإيدي الخضوع والأخبات *
رُتبٌ تَسْقُطُ الأمانيُّ حسرى = دونها مـا وراءهـنَّ وراءُ
عقل الحبيب في تلك الحضرة من سرها ما عقل * و اتصل من علمها بما اتصل * فاوحى الى عبده ما اوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * فما هي الا منحةٌ خصصت بها حضرة الأمتنان * هذا النسان * و اولته من عواطفها الرحيمة ما يعجز عن حمله الثقلان * و تلك مواهب لا يجسر القلم على شرح حقائقها * ولاتستطيع الألسن ان تعرب عن خفي دقائقها * خصصت بها الحضرة الواسعة هذه العين الناظرة و الأذن السامعة * فلا يطمع طامعٌ في الأطلاع على مستورها * والأحاطة بشهود نورها * فانها حضرة جلت عن نظر الناظرين * و رتبةٌ عزَّت على غير سيد المرسلين * فهنيئاً للحضرةِ المحمدية * ما واجهها من عطايا الحضرة الأحدية * وبلوغها الى هذا المقام العظيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
أوصاف الحبيب
و حيث تشرفت الأسماعُ باخبار هذا الحبيب المحبوب * و ماحصل له من الكرامة في عوالم الشهادة والغيوب * تحركت همة المتكلم الى نشر محاسيقابل السامع ما امليه عليه من شريف الأخلاق بأذنٍ واعية * فانه سوف يجمعه من اوصاف الحبيب على الرتبة العالية * فليس يشابه هذا السيد في خلقه و اخلاقه بشر * و لايقف احدٌ من اسرار حكمةِ الله في خلقه وخلقه على عينٍ و لا اثر * فإن العناية الازلية * طبعته على اخلاقٍ سنيَّة * و اقامته في صورةٍ حسنةٍ بدرية * فلقد كان مربوع القامة * ابيض اللون مشرباً بحمره * واسع الجبين حَسَنَهُ شعرهُ بين الجُمَّةِ و الوفرة * وله العتدال الكامل في مفاصله واطرافه * و الأستقامة الكاملة في محاسنه و اوصافه * لم يأتِ بشرٌ على مثل خَلقِه * في محاسن نظره و سمعه و نطقه * قد خلقه الله عل اجملِ صورة * فيها جميع المحاسن محصوره * وعليها مقصورة * إذا تكلم نثر من المعارف والعلوم نفائس الدرر * و لقد اوتي من جوامع الكلم ما عجز عن الأتيان بمثله مصاقعُ البلغاءِ من البشر* تتنزه العيون في حدائق محاسن جماله * فلا تجد مخلوقاً في الوجود على مثاله *
سيدٌ ضحكه التبسم و المـشــيُ الهوينا و نومه الأغفـاءُ
ماسوى خُلقهِ النسيمُ و لا غيــر محيَّاه الروضـة الغنَّـاءُ
رحمةٌ كلُّهُ و حـزمٌ و عـزمٌ ووقـارٌ و عصمـةٌ و حيـاءُ
معجز القول و الفعال كريـمُ الخلق و الخُلِق مقسطٌ معطاءُ
و إذا مشى فكأنما ينحطُّ من صبب * فيفوت سريع المشي من غي خبب * فهو الكنز المطلسم الذي لا يأتي على فتح باب اوصافه مفتاح * والبدر التم الذي يأخذ الألباب إذا تخيلته او سناهُ لها لاح *
حبيبٌ يغارُ البدرُ من حسن وجهِهِ=تحيرت الالباب في وصف معناهُ
فماذا يعرب القول عن وصفٍ يعجز الواصفين * او يدرك الفهم معنى ذاتٍ جلَّت ان يكون لها في وصفها مشاركٌ او قرين *
كَمُلت محاسِنهُ فلو اهدى السَّنا =للبدر عند تمامه لـم يخسـفِ
و على تفنُّنِ واصِفِيهِ بوصفـهِ=يفنى الزمانُ وفيهِ مالم يوصفِ
فما اجـــل قـــدره الــعـــظـــيـــم * و اوســــع فـــضـــلـــه الــعــمــيـــم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ولقد اتصف صلى الله عليه وسلم من محاسن الأخلاق * بما تضيق عن كتابته بطون الأوراق * كان صلى الله عليه وسلم احسن الناس خُلُقاً و خَلَقاً * و اولهم الى مكارم الاخلاق سبقاً * و اوسعهم بالمؤمنين حلماً ورفقاً * بــــراً رؤفــــاً * لا يقولُ و لا يفعلُ الا معروفا* له الخلق السهل * و اللفظُ المحتوي على المعنى الجزل * إذا دعاه المسكين اجابه اجابةً معجلة * و هو الأب الشفيق الرحيم لليتيم و الأرملة * وله مع سهولة اخلاقه الهيبة القوية * التي ترتعد منها فرائصُ الأقوياءِ من البرية * و من نشر طيبهِ تعطرت الطرق و المنازل * و بعرف ذكره تطيبت المجالسُ و المحافل * فهو جامع الصفات الكمالية * و المنفرد في خَلقِهِ و خُلُقِهِ بإشرف خصوصية * فما من خلق في البرية محمود * الا وهو متلقىً عن زين الوجود *
اجملت في وصف الحبيب وشأنه=وله العلا في مجـده و مكانـه
اوصافُ عزٍ قد تعالى مجدهـا=اخذت على نجم السهـا بعنانـه
وقد انبسط القلم في تدوين ما افاده العلم من وقائع مولد النبي الكريم * و حكاية ما اكرم الله به هذا العبد المقرب من التكريم والتعظيم والخلق العظيم * فحسن مني ان امسك اعنة الأقلام في هذا المقام * و اقرأُ السلام * على سيد الأنام *
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
وبذلك يحسن الختم كما يحسن التقديم * فعليه افضل الصلاة والتسليم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
" الدعاء "
ولما نظم الفكر من دراري الأوصاف المحمدية عقوداً * توجهت الى الله متوسلاً بسيدي و حبيبي محمدٍ ان يجعل سعيي فيه مشكوراً و فعلي فيه محموداً * وان يكتب عملي في الأعمال المقبولة * و توجهي في التوجهات الخالصة و الصلات الموصوله * اللهم يا من اليه تتوجه المال فتعود ظافرة * و على باب عزته تحط الرحال فتغشاها منه الفيوضات الغامرة * نتوجه اليك * باشرف الوسائل لديك * سيد المرسلين * عبدك الصادق الأمين * سيدنا محمداً الذي عمت رالته العالمين *ان نصلي وتسلم على تلك الذات الكاملة * مستودع امانتك * و حفيظ سرك * و حامل راية دعوتك الشاملة *الأب الأكبر * المحبوب لك و المخصص بالشرف الأفخر * في كل موطنٍ من مواطن القرب ومظهر * قاسم امدادك في عبادك * وساقي كؤوس ارشادك لاهل ودادك * سيد الكونين * و اشرف الثقلين * العبد المحبوب الخالص * المخصوص منك باجل الخصائص * اللهم صل وسلم عليه وعلى اله واصحابه * واهل حضرة اقترابه من احبابه * اللهم ان نقدم اليك جاه هذا النبي الكريم * و نتوسل اليك بشرف مقامه العظيم * ان تلاحظنا في حركاتنا و سكناتنا بعين عنايتك * وا نتحفظنا في جميع اطوارنا و تقلباتنا بجميل رعايتك * و حصين وقايتك * و ان تبلغنا من شرف القرب اليك والى هذا الحبيب غاية امالنا * و تتقبل منا ما تحركنا فيه من نياتنا و اعمالنا * و تجعلنا في حضرة هذا الحبيب من الحاضرين* وفي طرائق اتباعه من السالكين * و لحقك وحقه من المؤديين * ولعهدك من الحافظين * اللهم ان لنا اطماعاً في رحمتك الخاصة فلا تحرمنا * و ظنوناً جميلةً هي وسيلتنا فلا تخيبنا * امنَّا بك و برسولك وما جاء به من الدين * و توجهنا به اليك مستشفعين * ان تقابل المذنب منّا بالغفران * و المسيء بالإحسان * و السائل بما سأل * والمؤمل بما امل * وان تجعلنا ممن نصر هذا الحبيب و وازره * و والاه و ظاهره * وعمَّ ببركته و شريف وجهته اولادنا ووالدينا * و اهل قطرنا و وادينا * و جميع المسلمين والمسلمات * و المؤمنين والمؤمنات * في جميع الجهات * و ادم راية الدين القويم في جميع الأقطار منشورة * و معالم الأسلام والأيمانباهلها معمورة * معنىً و صورة* و اكشف اللهم كربة المكروبين * و اقض دين المدينين * و اغفر للمذنبين * و تقب توبة التائبين * و انشر رحمتك على عبادك المؤمنين اجمعين * و اكف شر المعتدين و الظالمين * و ابسط العدل بولاة الحق في جميع النواحي والأقطار * وايدهم بتأييد من عندك و نصرٍ على المعاندين من المنافقين و الكفار * و اجعلنا يارب في الحصن الحصين من جميع البلايا * و في الحرز المكين من الذنوب والخطايا * و ادمنا في العمل بطاعتك و الصدق في خدمتك قائمين * و إذا توفيتنا فتوفنا مسلمين مؤمنين * و اختم لنا منك بخير اجمعين * وصل وسلم على هذا الحبيب المحبوب * للأجسام والأرواح و القلوب * و على اله وصحبه و من اليه منسوب * و آخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين *
Posted by Jam'iyyah Simthudduror PP. Al Amin Kauman Wiradesa Pekalongan Jawa Tengah Indonesia
13 Dzul Qo'dah 1431 H / 20 Oktober 2010 M
للإمام محمد بن علي الحبشي
رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما لاح في الافق نور كوكب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=الفاتـح الخاتـم المـقـرب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=المصطفى المجتبى المحبـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما لاح بدرٌ و غاب غيهـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما ريح نصرٍ بالنصر قد هب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما سارت العيسُ بطن سبسب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وكل مـن للحبيـب ينسـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وكل مـن للنبـي يصحـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=و أغفر وسامح من كان اذنب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وبلـغ الكـل كـل مطلـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=واسلك بنا رب خير مذهـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=و اصلح وسهل ما قد تصعب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=اعلى البرايا جاها وارحـب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=اصدق عبدٍ بالحـقِ اعـرب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=خير الورى منهجاً واصوب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما طير يمنٍ غنـى فأطـرب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=أشرف بدرٍ في الكون اشرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=أكرم داعٍ يدعوا الى الحـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=المصطفى الصادق المصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=احلى الورى منطقاً واصدق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=افضل مـن بالتقـى تحقـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=من بالسخا و الوفـاء تخلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=واجمع من الشمل ما تفـرق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=و اصلح وسهل ما قد تعـوق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=و افتح من الخير كل مغلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وآلـه ومـن بالنبـي تعلـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=وآله ومن للحبيـب يعشـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ومـن بحبـل النبـي توثـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=يا رب صـل عليـه وسلـم
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ما لاح في الأفق لمع بـارق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=خير الورى اشرف الخلايق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=اصدق عبـدٍ بالحـق ناطـق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=ابهر نورٍ في الكون شـارق
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ=يا رب صـل عليـه وسلـم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوي سلطانه * الواضح برهانه * المبسوط في الوجود كرمه واحسانه * تعالى مجده وعظم شانه * خَلَقَ الخلقَ لحِكمه * وطوى عليها علمه * وبسط لهم من فائض المنة ما جرت به اقدار القسمة * فأرسل إليهم اشرف خلقه واجل عبيده رحمة * تعلقت ارادته الأزلية بخلق هذا العبد المحبوب * فانتشرت اثار شرفه في عوالم الشهادة والغيوب * فما اجل هذا المن الذي تكرم به المنان * وما اعظم هذا الفضل الذي برز من حضرة الإحسان * صورةً كاملةً ظهرت في هيكلٍ محمود * فتعطرت بوجودها اكناف الوجود * وطرزت برد العوالم بطراز التكريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
تجلى الحق في عالم قدسه الواسع * تجليا ً بإنتشار فضله في القريب والشاسع * فله الحمد الذي لا تنحصر افراده بتعداد * و لايمل تكراره بكثرة ترداد * حيث ابرز من عالم الآمكان * صورة هذا الأنسان * ليتشرف بوجوده الثقلان * وتنتشر اسراره في الأكوان * فما من سر اتصل به قلب منيب * الا من سوابغ فضل الله على هذا الحبيب *
يا لقلبٍ سروره قـد توالـى=بحبيبٍ عـمَّ الأنـام نـوالا
جلَّ من شرف الوجود بنورُ=غمر الكون بهجـةً وجمـالا
قد ترقى في الحسن اعلى مقامٍ=وتناهى في مجـده وتعالـى
لاحظته العيون فيما اجتلتـه=بشراَ كاملاَ يُزيحُ الضـلالا
وهو من فوق علم ما قدرتـه=رفعةَ في شؤونـهِ و كمـالا
فسبحان الذي ابرز من حضرة الامتنان * ما يعجز عن وصفه اللسان * ويحار في تعقل معانيه الجنان * انتشر منه في عالم البطون والظهور * ما ملاء الوجود الخلقي نور * فتبارك الله من اله كريم * بشرتنا اياته في الذكر الحكيم * ببشارة { لقد جاءكم رسولٌ من انفسكم * عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤفٌ رحيم * } فمن فاجأته هذه البشارة و تلقاها بقلبٍ سليم فقد هُديَ الى صراطٍ مستقيم
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تعرب بها اللسان * عما تضمنه الجنان * من التصديق بها والاذعان * تثبت بها في الصدور من الإيمان قواعده * و تلوح على اهل اليقين من سر ذلك الأذعان والتصديق شواهده * واشهد ان سيدنا محمداً العبد الصادق في قوله وفعله * و المبلغ عن الله ما امره بتبليغه لخلقه من فرضه ونفله * عبدٌ ارسلهُ الله للعالمينً بشيراً ونذيراً * فبلغ الرسالة * و ادى الأمانة * وهدى الله به من الأمة بشراً كثيراً * فكان في ظلمة الجهل للمستبصرين سراجاً وقمراً منيراً * فما اعظمها من منةٍ تكرّم الله بها على البشر * و ما اوسعها من نعمةٍ انتشر سرها في البحر و البر * اللهم صل وسلم باجل الصلوات واجمعها و ازكى التحيات و اوسعها * على هذا العبد الذي وفى بحق العبودية * و برز فيها في خلعة الكمال * و قام بحق الربوبية في مواطن الخدمة لله و اقبل عليهِ غاية الإقبال * صلاةً يتصل بها روح المصلي عليه به * فينبسط في قلبه نور سر تعلقه به وحبه * و يكتب بها بعناية الله في حزبه * وعلى اله وصحبه الذين ارتقوا صهوة المجد بقربه * و تفيأوا ظلال الشرف الأصلي بوده وحبه * و ما عطر الأكوان بنشر ذكراهم نسيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
( اما بعد ) فلما تعلقت ارادة الله في العلم القديم * بظهور اسرار التخصيص للبشر الكريم * بالتقديم والتكريم * نفذت القدرة الباهرة * بالنعمة الواسعة و المنة الغامرة * فانفلقت بيضة التصوير * في العالم المطلق الكبير * عن جمالٍ مشهودٍ بالعين * حاوٍ لوصف الكمالِ المطلقِ و الحسنِ التامِ و الزين * فتنقل ذلك الجمال الميمون * في الأصلاب الكريمة والبطون * فما من صلبٍ ضمّه * الا و تمت عليه من الله النعمة * فهو القمر التامُّ الذي يتنقَّلُ في بروجه * ليتشرف به موطن استقراره و موضع خروجه * وقد قضت الأقدار الأزلية بما قضت و اظهرت من سرِّ هذا النور ما اظهرت * و خصصت به من خصصت * فكان مستقره في الأصلاب الفاخرة * والأرحام الشريفة الطاهرة * حتى برز في عالم الشهادة بشراً لا كالبشر * و نوراً حير الأفكار ظهوره و بهر * فتعلقت همةُ الراقم لهذه الحروف* بإن يرقم في هذا القرطاس ماهو لديه من عجائب ذلك النور معروف * و إن كانت الألسن لا تفي بعشر معشارِ اوصافِ ذلك الموصوف * تشويقاً للسامعين * من خواص المؤمنين * و ترويحاً للمتعلقين بهذا النور المبين * و الا فانى تعرب الأقلام * عن شؤن خير الأنام * ولكن هزني الى تدوين ما حفظته من سير اشرف المخلوقين * و ما اكرمه الله به في مولده من الفضل الذي عمَّ العالمين * و بقيت رايته في الكون منشورة على مر الأيام والشهور والسنين * داعي التعلق بهذه الحضرة الكريمة * ولاعِجُ التشوق الى سماع اوصافها العظيمة * و لعلَّ الله ينفع بها المتكلم والسامع * فيدخلان في شفاعة هذا النبي الشافع * و يتروحانِ بروحِ ذلك النعيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
وقد آن للقلم ان يخط ما حركته فيه الأنامل * مما استفاده الفهم من صفات هذا العبد المحبوب الكامل * و شمائله التي هي احسن الشمائل * وهنا حَسُنَ ان نُثبِت ما بلغ الينا في شأن هذا الحبيب من اخبارٍ و أثار * ليتشرف بكتابته القلم والقرطاس و تتنزه في حدائقه الأسماع و الأبصار * وقد بلغنا في الأحاديث المشهورة أن اول شيءٍ خلقه الله هو النور المودع في هذه الصورة * فنور هذا الحبيب اول مخلوقٍ برزَ في العالم * و منه تفرع الوجود خلقاً بعد خلقٍ فيما حدث و ما تقادم * وقد اخرج عبدالرزاق بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال : { قلت يا رسول الله بابي و امي اخبرني عن اول شيءٍ خلقه الله قبل الأشياء * قال : يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم من نوره } * وقد ورد من حديث ابو هريرة رضي الله عنه انه قال : * { قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت اول النبيين في الخلقِ وآخرهم في البعث }* وقد تعددت الروايات بانه اول الخلق وجودا و اشرفهم مولودا * ولما كانت السعادة الأبدية * لها ملاحظةٌ خفية اختصت من شاءت من البرية * بكمال الخصوصية * فاستودعت هذا النور المبين * اصلاب و بطون من شرفته من العالمين * فتنقل هذا النور من صلب ادم ونوحٍ و ابراهيم * حتى اوصلته يد العلم القديم * الى من خصصته بالتكريم ابيه الكريم * عبدالله ابن عبدالمطلب ذي القدر العظيم * و امه التي هي في المخاوف آمنة * السيدة الكريمة امنة * فتلقاه صلب عبدالله * فالقاه الى بطنها * فضمته احشاؤها بمعونة الله محافظة على حق هذه الدُرةِ و صونها * فحملته برعاية الله كما ورد عنها حملاً خفيفاً لا تجد له ثقلاً * و لاتشكوا منه الماً ولا عللاً * حتى مرّ الشهر بعد الشهر من حمله * و قرب وقت بروزه الى عالم الشهادة لتنبسط على اهل هذا العالم فيوضات فضله * وتنتشر فيه اثار مجده الصميم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ومنذُ علقت به هذه الدرة المكنونة * و الجوهرة المصونة * و الكون كله يصبح و يمسي في سرورٍ و ابتهاج * بقرب ظهور اشراق هذا السراج * و العيون متشوفةٌ الى بروزه * متشوقةٌ الى التقاط جواهر كنوزه * و كل دابةٍ لقريشٍ نطقت بفصيح العبارة * معلنة بكمال البشارة * وما من حاملٍ حملت في ذلك العام * الا اتت في حملها بغلام * من بركات وسعادة هذا الأمام * ولم تزل الأرض والسموات * متضمخةً بعطر الفرح بملاقاة اشرف البريات * و بروزه من عالم الخفاء الى عالم الظهور * فاظهر الله في الوجود بهجة التكريم * و بسط في العالم الكبير مائدة التشريف و التعظيم * ببروز هذا البشر الكريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
فحين قرب اوان وضع هذا الحبيب * اعلنت السموات والأرضون ومن فيهن بالترحيب * و امطار الجود الالهي على اهل الوجود تثج *والسنة الملائكة بالتبشير للعالمين تعج (1) * والقدرة كشفت قناع هذا المستور * ليبرز نورهُ كاملاً في عالم الظهور * نوراً فاق كل نور *و انفذ الحق حكمه * على من اتم الله عليه النعمة * من خواص الأمة * ان يحضر عند وضعه امة * تانيساً لجنابها المسعود * و مشاركةً لها في هذا السماط الممدود * فحضرت بتوفيق الله السيدة مريم والسيدة اسية * و معهما من الحور العين من قسم الله له من الشرف بالقسمة الوافية * فاتى الوقت الذي رتب الله على حضوره وجود هذا المولود * فانفلق صبح الكمال من النور عن عمود و برز الحامد المحمود * مذعناً لله بالتعظيم والسجود * اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله *
سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر ( ثلاثا )
الـــقـــيــــام
أشرق الكون ابتهاجـاً=بوجود المصطفى أحمد
و لأهل الكون أنـسٌ=و سرورٌ قـد تجـدد
فاطربوا يا أهل المثاني=فهزار اليُمـن غـرد
و استضيئوا بجمـالٍ=فاق في الحسن تفـرد
ولنا البشـرى بسعـدٍ=مستمرٍ ليـس ينفـد
حيث أوتينـا عطـاءً=جمع الفخـر المؤبـد
فلربـي كـل حـمـدٍ=جلَّ ان يحصره العـد
يا رسـول الله أهـلاً=بك إنَّـا بـك نسعـد
و بجاهـه يـا إلهـي=جد و بلغ كل مقصـد
و اهدنا نهج سبيلـه=كي به نسعد و نرشـد
رب بلغنـا بجـاهـه=في جواره خير مقعـد
و صـلاة الله تغشـى=أشرف الرسل محمـد
و ســلامٌ مستـمـرٌ=كـل حيـنٍ يتـجـدد
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
وحين برز صلى الله عليه وسلم من بطن امه برز رافعاً طرفه الى السماء * مؤمياًبذلك الرفع الى انه له شرفاً علا مجده وسما * وكان وقت مولد سيد الكونين * من الشهور شهر ربيع الأول ومن الأيام يوم الأثنين * و موضع ولادته و قبره بالحرمين * و قد ورد انه ولد مختوناً مكحولاً مقطوع السُرة * تولت ذلك لشرفه عند الله ايدي القدرة * و مع بروزه الى هذا العالم ظهر من العجائب * ما يدل على انه اشرف المخلوقين وافضل الحبائب * فقد ورد عن عبدالرحمن بن عوف عن امه الشفاء رضي الله عنهما * قالت : { لما ولدت امنة رضي الله عنها رسول الله وقع على يدي فا ستهلَّ فسمعت قائلاً يقول رحمك الله او رحمك ربك * قالت الشفاء : فاضاء له ما بين المشرق والمغرب * * و كم ترجمت السُّنةُ من عظيم المعجزات * و باهر الايات البينات * بما يقضي بعظيم شرفه عند مولاه * و إن عين عنايته في كل حينٍ ترعاه * وانه الهادي الى الصراط المستقيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ثم انه بعد ان حكمت القدرة بظهور ة * و انتشرت في الأكوان لوامع نوره * تسابقت الى رضاعهِ المرضِعات * و توفرت رغبات اهل الوجود في حضانة هذه الذات * فنفذ الحُكمُ من الحضرة العظيمة * بواسطة السوابق القديمة * بإن الأولى بتربية هذا الحبيب و حضانته السيدة حليمة * و حين لاحظته عيونها * و برز في شأنها من الأسرار مكنونها * نازل قلبها من الفرح و السرور * ما دلّ على ان حظها من الكرامة عند الله حظٌ موفور * فحنت عليه حنو الأمهات على البنين * و رغبت في رضاعه طمعاً في نيل بركاته التي شملت العالمين * فطلبت من امه الكريمة * ان تتولى رضاعه وحضانته و تربيته بالعين الرحيمة * فأجابتها بالتلبية لداعيها * لما رأت من صدقها في حسن التربية و وفور دواعيها * فترحلت به الى منازلها مسرورة * وهي برعاية الله محفوفةٌ و بعين عنايته منظورة * فشاهدت في طريقها من غريب المعجزات * ما دلها على انه اشرف المخلوقات * فقد اتت و شارفها و اتانها ضعيفتان * و رجعت وهما لدواب القافلة يسبقان * و قد درت الشارف والشياة من الألبان * بما حير العقول والأذهان * و بقي عندها في حضانتها و زوجها سنتين * تتلقى من بركات و عجائب معجزاته ما تقرُّ به العين * و تنتشر اسراره في الكونين * حتى واجهته ملائكة التخصيص و الأكرام * بالشرف الذي عمت بركته الأنام * وهو يرعى الأغنام * فاضجعوه على الأرض اضجاع تشريف * و شقوا بطنه شقاً لطيف * ثم اخرجوا من قلبه ما اخرجوه و اودعوا فيه من اسرار العلم و الحكمة ما اودعوه *
و ما اخرج الأملاك من قلبه اذىً=ولكنهم زادوه ُ طهراً على طهرٍ
و هو مع ذلك في قوةٍ و ثبات * يتصفح من سطور القدرة الالهية باهر الآيات * فبلغ الى مرضعته الصالحة العفيفة * ما حصل على ذاته الشريفة * فتخوفت عليه من حادثٍ تخشاه * و لمتدرِ انه ملاحظٌ بالملاحظة التامةِ من مولاه * فردته الى امه و هي غير سخيةٍ بفراقه * ولكن لما قام معها من حزن القلب عليه و اشفاقه * و هو بحمدالله في حصنٍ مانعٍ و مقامٍ كريم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
فنشىء على اكمل الأوصاف * يحفه من الله جميل الرعاية و غامر الألطاف * فكان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر * و يظهر عليه في صباه من شرف الكمال ما يشهد له بأنه سيد ولد آدم ولا فخر * ولم يزل وانجم سعوده طالعة * و الكائنات لعهده حافظةٌ ولامرهِ طائعة * فما نفث على مريضٍ الا شفاهُ الله * و لاتوجه في غيثٍ الا وانزله مولاه * حتى بلغ من العمر اشده * و مضت له من سن الشباب والكهولة مدة * فاجأته الحضرة الالهية بما شرفته به وحده *فنزل عليه الروح الأمين * بالبشرى من رب العالمين * فتلا عليه لسان الذكر الحكيم شاهد { و انك لتلقى القرآن من لدن حكيمٍ عليم } * فكان اول ما نزل عليه من تلك الحضرة من جوامع الحكم * قوله تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الأنسان من علق * اقرأ و ربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الأنسان ما لم يعلم * } * فما اعظمها من بشارةٍ اوصلتها يد الأحسان من حضرة الأمتنان * الى هذا الأنسان * و ايدتها بشارة { الرحمن علم القرآن * خلق النسان علمه البيان * } و لاشك انه هو الأنسان المقصود بهذا التعليم * من حضرةالرحمن الرحيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ثم انه بعد ما نزل عليه الوحي البليغ * تحمل اعباء الدعوة والتبليغ * فدعا الخلق الى الله على بصيرة * فاجابه بالاذعان من كانت له بصيرةٌ منيرة * وهي اجابةٌ سبقت بها الأقضيةُ و الأقدار * تشرف باسبق اليها المهاجرون والنصار * و قد اكمل الله بهمة ها الحبيب و اصحابه هذا الدين * و اكبت بشدة بأسهم قلوب الكافرين و الملحدين * فظهر على يديه من عظيم المعجزات * ما يدل على انه اشرف اهل الأرض و السموات * فمنها تكثير القليل * وبرء العليل * و تسليم الحجر * و طاعة الشجر * و انشقاق القمر * و الخبار بالمغيبات * و حنين الجذع الذي هو من خوارق العادات * و شهادة الضب له والغزالة * بالنبوة والرسالة * الى غير ذلك من باهر الآيات * و غرائب المعجزات * التي ايده الله بها في رسالته * و خصصه بها من بين بريته * و قد تقدمت له قبل النبوة ارهاصات * هي على نبوته و رسالته من اقوى العلامات * و مع ظهورها و انتشارها سعد بها الصادقون من المؤمنين * و شقي بها المكذبون من الكافرين و المنافقين * و تلقاها بالتصديق والتسليم * كل ذي قلبٍ سليم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
و من الشرف الذي اختص الله به اشرف رسول * معراجه الى حضرة الله البّرِ الوصول * وظهور ايات الله الباهرة في ذلك المعراج * و تشرف اهل السموات و من فوقهن باشراق نور ذلك اسراج * فقد عرج الحبيب ومعه المين جبريل *الى حضرة الملك الجليل * مع التشريف و التبجيل * فما من سماءٍ ولجها الا وبادره اهلها بالرحيبوالتكريم والتأهيل * و كل رسولٍ مرَّ عليه * بشره بما عرفه من حقه عند الله و شريف منزلته لديه * حتى جاوز السبع الطباق * و وصل الى حضرة الأطلاق * نازلته من الحضرة الالهية * غوامر النفحات القربية * و واجهته بالتحيات * و اكرمته بجزيل العطيات * و اولته جميل الهبات * و نادته بشريف التسليمات * بعد اناثنى على تلك الحضرة بالتحيات المباركات الصلوات الطيبات * فيالها من نفحاتٍ غامرات * و تجلياتٍ عالياتٍ في حضراتٍ باهرات * تشهد فيها الذات للذات * و تتلقى عواطف الرحمات * و سوابغ الفيوضات بإيدي الخضوع والأخبات *
رُتبٌ تَسْقُطُ الأمانيُّ حسرى = دونها مـا وراءهـنَّ وراءُ
عقل الحبيب في تلك الحضرة من سرها ما عقل * و اتصل من علمها بما اتصل * فاوحى الى عبده ما اوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * فما هي الا منحةٌ خصصت بها حضرة الأمتنان * هذا النسان * و اولته من عواطفها الرحيمة ما يعجز عن حمله الثقلان * و تلك مواهب لا يجسر القلم على شرح حقائقها * ولاتستطيع الألسن ان تعرب عن خفي دقائقها * خصصت بها الحضرة الواسعة هذه العين الناظرة و الأذن السامعة * فلا يطمع طامعٌ في الأطلاع على مستورها * والأحاطة بشهود نورها * فانها حضرة جلت عن نظر الناظرين * و رتبةٌ عزَّت على غير سيد المرسلين * فهنيئاً للحضرةِ المحمدية * ما واجهها من عطايا الحضرة الأحدية * وبلوغها الى هذا المقام العظيم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
أوصاف الحبيب
و حيث تشرفت الأسماعُ باخبار هذا الحبيب المحبوب * و ماحصل له من الكرامة في عوالم الشهادة والغيوب * تحركت همة المتكلم الى نشر محاسيقابل السامع ما امليه عليه من شريف الأخلاق بأذنٍ واعية * فانه سوف يجمعه من اوصاف الحبيب على الرتبة العالية * فليس يشابه هذا السيد في خلقه و اخلاقه بشر * و لايقف احدٌ من اسرار حكمةِ الله في خلقه وخلقه على عينٍ و لا اثر * فإن العناية الازلية * طبعته على اخلاقٍ سنيَّة * و اقامته في صورةٍ حسنةٍ بدرية * فلقد كان مربوع القامة * ابيض اللون مشرباً بحمره * واسع الجبين حَسَنَهُ شعرهُ بين الجُمَّةِ و الوفرة * وله العتدال الكامل في مفاصله واطرافه * و الأستقامة الكاملة في محاسنه و اوصافه * لم يأتِ بشرٌ على مثل خَلقِه * في محاسن نظره و سمعه و نطقه * قد خلقه الله عل اجملِ صورة * فيها جميع المحاسن محصوره * وعليها مقصورة * إذا تكلم نثر من المعارف والعلوم نفائس الدرر * و لقد اوتي من جوامع الكلم ما عجز عن الأتيان بمثله مصاقعُ البلغاءِ من البشر* تتنزه العيون في حدائق محاسن جماله * فلا تجد مخلوقاً في الوجود على مثاله *
سيدٌ ضحكه التبسم و المـشــيُ الهوينا و نومه الأغفـاءُ
ماسوى خُلقهِ النسيمُ و لا غيــر محيَّاه الروضـة الغنَّـاءُ
رحمةٌ كلُّهُ و حـزمٌ و عـزمٌ ووقـارٌ و عصمـةٌ و حيـاءُ
معجز القول و الفعال كريـمُ الخلق و الخُلِق مقسطٌ معطاءُ
و إذا مشى فكأنما ينحطُّ من صبب * فيفوت سريع المشي من غي خبب * فهو الكنز المطلسم الذي لا يأتي على فتح باب اوصافه مفتاح * والبدر التم الذي يأخذ الألباب إذا تخيلته او سناهُ لها لاح *
حبيبٌ يغارُ البدرُ من حسن وجهِهِ=تحيرت الالباب في وصف معناهُ
فماذا يعرب القول عن وصفٍ يعجز الواصفين * او يدرك الفهم معنى ذاتٍ جلَّت ان يكون لها في وصفها مشاركٌ او قرين *
كَمُلت محاسِنهُ فلو اهدى السَّنا =للبدر عند تمامه لـم يخسـفِ
و على تفنُّنِ واصِفِيهِ بوصفـهِ=يفنى الزمانُ وفيهِ مالم يوصفِ
فما اجـــل قـــدره الــعـــظـــيـــم * و اوســــع فـــضـــلـــه الــعــمــيـــم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
ولقد اتصف صلى الله عليه وسلم من محاسن الأخلاق * بما تضيق عن كتابته بطون الأوراق * كان صلى الله عليه وسلم احسن الناس خُلُقاً و خَلَقاً * و اولهم الى مكارم الاخلاق سبقاً * و اوسعهم بالمؤمنين حلماً ورفقاً * بــــراً رؤفــــاً * لا يقولُ و لا يفعلُ الا معروفا* له الخلق السهل * و اللفظُ المحتوي على المعنى الجزل * إذا دعاه المسكين اجابه اجابةً معجلة * و هو الأب الشفيق الرحيم لليتيم و الأرملة * وله مع سهولة اخلاقه الهيبة القوية * التي ترتعد منها فرائصُ الأقوياءِ من البرية * و من نشر طيبهِ تعطرت الطرق و المنازل * و بعرف ذكره تطيبت المجالسُ و المحافل * فهو جامع الصفات الكمالية * و المنفرد في خَلقِهِ و خُلُقِهِ بإشرف خصوصية * فما من خلق في البرية محمود * الا وهو متلقىً عن زين الوجود *
اجملت في وصف الحبيب وشأنه=وله العلا في مجـده و مكانـه
اوصافُ عزٍ قد تعالى مجدهـا=اخذت على نجم السهـا بعنانـه
وقد انبسط القلم في تدوين ما افاده العلم من وقائع مولد النبي الكريم * و حكاية ما اكرم الله به هذا العبد المقرب من التكريم والتعظيم والخلق العظيم * فحسن مني ان امسك اعنة الأقلام في هذا المقام * و اقرأُ السلام * على سيد الأنام *
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
وبذلك يحسن الختم كما يحسن التقديم * فعليه افضل الصلاة والتسليم *
اللهم صل وسلم اشرف الصلاة والتسليم
على سيدنا ونبينا محمد الرؤف الرحيــــم
" الدعاء "
ولما نظم الفكر من دراري الأوصاف المحمدية عقوداً * توجهت الى الله متوسلاً بسيدي و حبيبي محمدٍ ان يجعل سعيي فيه مشكوراً و فعلي فيه محموداً * وان يكتب عملي في الأعمال المقبولة * و توجهي في التوجهات الخالصة و الصلات الموصوله * اللهم يا من اليه تتوجه المال فتعود ظافرة * و على باب عزته تحط الرحال فتغشاها منه الفيوضات الغامرة * نتوجه اليك * باشرف الوسائل لديك * سيد المرسلين * عبدك الصادق الأمين * سيدنا محمداً الذي عمت رالته العالمين *ان نصلي وتسلم على تلك الذات الكاملة * مستودع امانتك * و حفيظ سرك * و حامل راية دعوتك الشاملة *الأب الأكبر * المحبوب لك و المخصص بالشرف الأفخر * في كل موطنٍ من مواطن القرب ومظهر * قاسم امدادك في عبادك * وساقي كؤوس ارشادك لاهل ودادك * سيد الكونين * و اشرف الثقلين * العبد المحبوب الخالص * المخصوص منك باجل الخصائص * اللهم صل وسلم عليه وعلى اله واصحابه * واهل حضرة اقترابه من احبابه * اللهم ان نقدم اليك جاه هذا النبي الكريم * و نتوسل اليك بشرف مقامه العظيم * ان تلاحظنا في حركاتنا و سكناتنا بعين عنايتك * وا نتحفظنا في جميع اطوارنا و تقلباتنا بجميل رعايتك * و حصين وقايتك * و ان تبلغنا من شرف القرب اليك والى هذا الحبيب غاية امالنا * و تتقبل منا ما تحركنا فيه من نياتنا و اعمالنا * و تجعلنا في حضرة هذا الحبيب من الحاضرين* وفي طرائق اتباعه من السالكين * و لحقك وحقه من المؤديين * ولعهدك من الحافظين * اللهم ان لنا اطماعاً في رحمتك الخاصة فلا تحرمنا * و ظنوناً جميلةً هي وسيلتنا فلا تخيبنا * امنَّا بك و برسولك وما جاء به من الدين * و توجهنا به اليك مستشفعين * ان تقابل المذنب منّا بالغفران * و المسيء بالإحسان * و السائل بما سأل * والمؤمل بما امل * وان تجعلنا ممن نصر هذا الحبيب و وازره * و والاه و ظاهره * وعمَّ ببركته و شريف وجهته اولادنا ووالدينا * و اهل قطرنا و وادينا * و جميع المسلمين والمسلمات * و المؤمنين والمؤمنات * في جميع الجهات * و ادم راية الدين القويم في جميع الأقطار منشورة * و معالم الأسلام والأيمانباهلها معمورة * معنىً و صورة* و اكشف اللهم كربة المكروبين * و اقض دين المدينين * و اغفر للمذنبين * و تقب توبة التائبين * و انشر رحمتك على عبادك المؤمنين اجمعين * و اكف شر المعتدين و الظالمين * و ابسط العدل بولاة الحق في جميع النواحي والأقطار * وايدهم بتأييد من عندك و نصرٍ على المعاندين من المنافقين و الكفار * و اجعلنا يارب في الحصن الحصين من جميع البلايا * و في الحرز المكين من الذنوب والخطايا * و ادمنا في العمل بطاعتك و الصدق في خدمتك قائمين * و إذا توفيتنا فتوفنا مسلمين مؤمنين * و اختم لنا منك بخير اجمعين * وصل وسلم على هذا الحبيب المحبوب * للأجسام والأرواح و القلوب * و على اله وصحبه و من اليه منسوب * و آخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين *
Posted by Jam'iyyah Simthudduror PP. Al Amin Kauman Wiradesa Pekalongan Jawa Tengah Indonesia
13 Dzul Qo'dah 1431 H / 20 Oktober 2010 M
Langganan:
Postingan (Atom)